قالت صحيفة “ميل أند جارديان” اليوم الاثنين، في مقال للكاتب “أنك نيل” وترجمته “وكالة الصحافة اليمنية”، إن المنافذ الإخبارية الرئيسية وجهت في جميع أنحاء العالم انتباهها، إلى الأزمة التي تتكشف في أوكرانيا وقدمت للمشاهدين تغطية على مدار 24 ساعة للحرب الروسية والأزمة الإنسانية المتزايدة الناتجة عنه.
وقال: بأن هذا أمر متوقع، حيث يحتاج المرء فقط لرؤية الصور المروعة للأطفال الجرحى ، أو لامرأة حامل بشدة ومصابة على نقالة ، لفهم حجم ووحشية الحروب.
ولفت الكاتب إلى أن هذه الصور وغيرها التي يتم تداولها، منذ بدء الحرب في فبراير من العام الجاري، تذكرنا بصور أخرى استخدمت لتوضيح المعاناة الإنسانية خلال المراحل الأولى من الحروب في جميع أنحاء العالم.
وذكر الكاتب بعض الصور منها اللقطة الشهيرة التي التقطها المصور الأمريكي ستيف ماكوري لـ ” الفتاة الأفغانية” شربات جولا، البالغة من العمر 12 عامًا، التي التقطت في مخيم للاجئين في الثمانينيات، وصورة آلان كردي البالغ من العمر عامين ، وهو لاجئ سوري انجرفت جثث هامدة إلى الشاطئ في تركيا بعد محاولة الوصول إلى اليونان ، والتي أصبحت “رمزًا عالميًا للمعاناة التي سببتها الحرب . في حين أن صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد المنشورة في وسائل الإعلام هي تذكير متكرر بالحرب المستعرة حاليًا في اليمن.
عن تلك الصور قال الكاتب أنها ساهمت في الحصول على تبرعات من المجتمع الدولي، وبعض المتعاطفين؛ إلا أن مثل هذه الحالات في مختلف أرجاء العالم تشتت مثل هذه التبرعات؛ بسبب مثل هذه الحروب التي لم تنته حتى اليوم.
وتابع الكاتب: إن المجتمع الدولي يفشل إلى حد كبير في الاستجابة بطريقة تتناسب مع الوضع الإنساني المتردي على الأرض، كما أن الانخفاض الكبير في التمويل الوارد من المجتمع الدولي يؤدي إلى إعاقة جهود الوكالات الإنسانية لمساعدة المدنيين.
مبادرات السلام في اليمن
ونوه الكاتب إلى أنه عطفًا على هذا السبب، استضاف مركز جامعة بريتوريا للوساطة في إفريقيا في أواخر العام الماضي ، بالتعاون مع الجامعة المسيحية الدولية في اليابان ، ندوة لمناقشة مبادرات السلام في اليمن. وأكد المتحدثون على أهمية العقد الاجتماعي وسيادة القانون للشعب اليمني.
وأضاف الكاتب: عندما نحتفل بيوم حقوق الإنسان اليوم 21 مارس، ونفكر بمظلوميات سكان جنوب إفريقيا، من المهم أيضًا أن نتذكر المدنيين المحاصرين في ” الحرب المنسية” في اليمن، الذين انتهكت حقوقهم على مدى ثمان سنوات ماضية.
وختم نيل مقاله بالقول: إنه من الأهمية معالجة المعايير المزدوجة الظاهرة في المجتمع الدولي، حيث تعارض بعض الدول بشدة انتهاكات حقوق الإنسان الروسية في أوكرانيا، فيما هي نفس الدول التي تزود حاليًا دولًا في الشرق الأوسط بالأسلحة ومتهمة بارتكاب انتهاكات وفظائع مماثلة في اليمن.