المصدر الأول لاخبار اليمن

تقرير أممي صادم .. كيف حولت الحرب أوروبا الجديدة إلى أفقر دول العالم ؟

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//

فضحت العديد من تقارير الأمم المتحدة، مزاعم دول التحالف بأن عملياتها العسكرية التي تشنها في اليمن، جاءت لمساعدة الشعب اليمني في جميع المجالات، ونقله من أزماته السياسية والاقتصادية إلى أوروبا جديدة  كاشفة عن الأهداف الفعلية للحرب على اليمن.

إلا أن التقارير الأممية على مختلف أنواعها، أكدت أن الحرب على اليمن ولدت “أسوأ أزمة إنسانية وتنموية في العالم خلال قرن كامل” ، مشيرة إلى أن السلام وحده هو الذي يمكن أن يوقف تلك الكارثة الإنسانية المستمرة.

ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن “اللامبالاة الفعلية من قبل القوى الكبرى في العالم، يعرض ملايين اليمنيين للمجاعة والمرض إذا لم يتم إحلال السلام في البلاد في أسرع وقت”.

استهداف التنمية المستدامة

مؤسسات مدمرة

 

وأكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر في 8 سبتمبر 2019، الذي تم إعداده بالتنسيق مع “مركز باردي” للعقود الدولية في جامعة دنفر، أن اليمن كان سيحقق التنمية المستدامة بحلول 2030، وهو الإطار العالمي لمكافحة الفقر الذي تم الاتفاق عليه دولياً في عام 2015 ، إلا أن السنوات الأربع الأولى من الحرب اعادت اليمن إلى عقدين من الزمن للخلف، مشيراً إلى عدم قدرة اليمن حالياً على تحقيق أياً من أهداف التنمية المستدامة حتى لو توقفت الحرب اليوم.

ونوه التقرير الذي حمل عنوان” تقييم تأثير الحرب في اليمن على تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، إلى أن الحرب لو توقفت في اليمن، فأنه يحتاج أكثر من عقدين، لإصلاح ما هدمته الأربع السنوات الأولى من تلك الحرب المدمرة، وبأن فرصة اليمن في تحقيق التنمية المستدامة أصبحت ضئيلة جداً أن لم تكن مستحيلة، حيث تحتاج اليمن إلى 26 سنة للعودة إلى التنمية المستدامة التي كانت في البلاد عام 2014.

هذا الأمر أكده الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن “أوك لوتسما”، الذي قال “لو تحقق السلام غدا، فقد يستغرق الأمر عقودا حتى يعود اليمن إلى مستويات التنمية ما قبل الصراع، هذه خسارة كبيرة للشعب اليمني.”.

وبدوره قال أخيم شتاينر ، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “لقد جعلت الحرب اليمن بالفعل أكبر كارثة إنسانية في العالم ، وتهدد الآن بجعل سكانها أفقر سكان العالم”

وأضاف شتاينر، “إن عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم من الشركاء الدوليين وكجزء من المشاركة الشاملة للأمم المتحدة – يركز على مساعدة اليمنيين في إبقاء المؤسسات والشركات تعمل لضمان حصولهم على الأساس القوي اللازم لاستعادة عافيتهم عندما يعود السلام إلى بلادهم”.

وطالب التقرير، جميع الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع الدولي، إلى توسيع نطاق العمل الإنساني والتنموي في جميع أنحاء اليمن بهدف إنقاذ الأرواح وتلبية الاحتياجات الإنسانية ودعم المرونة في البلاد ، وكذا الاستمرار في دعم محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة.

التحالف يدفع اليمن للفقر المدقع

 

وتوفع تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن اليمن سيصبح أفقر دولة في العالم إذا استمر الصراع حتى عام 2022، لكون اليمن سيعاني حينها من أكبر فجوة فقر في العالم (المسافة بين متوسط الدخل وخط الفقر).

وقال التقرير الأممي: ” أدت الأربع السنوات الأربع الأولى من الحرب في اليمن إلى ارتفاع معدل الفقر من 47٪ في عام 2014 إلى 75٪ في نهاية عام 2019.

وأكد تقرير الأمم المتحدة، أن اليمن سيصنف كأفقر دولة في العالم، لأن معدل الفقر سيرتفع كثيراً، حيث سيعيش 79٪ من السكان تحت خط الفقر و 65٪ يعيش في فقر مدقع و 84% سيعاني من سوء التغذية، (حسب ما جاء في التقرير) .

وأضاف لتقرير البرنامج الانمائي، إذا استمرت الحرب حتى عام 2030، سيعيش 78 % من اليمنيين في فقر مدقع، وسيعاني 95 % من سوء التغذية، و84 % من الأطفال سيعانون من التقزُّم”.

ولفت التقرير، إلى أن ارتفاع نسبة الفقر في اليمن، وانهيار الاقتصاد الوطني، الذي سجل خسارة في النشاط بقيمة 89 مليار دولار منذ عام 2015، يعود إلى عوامل تُعزى إلى الحرب والحصار.

وأشار التقرير الأممي، إلى أن الحرب في اليمن عطلت المؤسسات الحكومية والأسواق التجارية، ودمرت البنية التحتية للبلاد .. مبيناً أن إجمالي الناتج المحلي للفرد انخفض من 3577 دولاراً إلى 1950 دولار، وهو مستوى لم يشهده اليمن منذ ما قبل عام 1960.

كما قدر تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن 24 مليون يمني أصبحوا يعتمدون في حياتهم على المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة والمنظمات الدولية.

وبدورها أوضحت ماجالي شيلبي دين هامر ، باحثة في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (IRIS) ورئيسة برنامج العمل الإنساني والتنمية، أن ” الظروف المعيشية لليمنيين جراء الحرب والحصار أصبحت سيئة للغاية ، حيث يعيش 80٪ من اليمنيين تحت خط الفقر ويعتمدون في حياتهم على المساعدات الدولية.

وأشارت ماجالي، إلى تزايد سوء التغذية الحاد بين الأطفال في اليمن، حيث يعاني طفل من كل 5 أطفال في اليمن من سوء التغذية الحاد.

وأكدت شيلبي، أن الحرب والحصار فاقم حالة انعدام الأمن الغذائي لدى اليمنيين وساهم كثيراً وبشكل فعلي في تتدهور الريال اليمني، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في عام 2021 ، بنسبة 60٪.

اليمن لا يستطيع الانتظار

 

وقال السفير يورغن شولز ، نائب الممثل الدائم لألمانيا لدى الأمم المتحدة ، خلال مناقشة جانبية  لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي اشتركت في استضافته ألمانيا: “يجب أن نعمل الآن لإيجاد حل سلمي ينهي الحرب في اليمن عبر ترسيخ المفاوضات، بدون حل سياسي ، سوف نرى اليمن يختفي أمام أعيننا”.

وأشار شولز, إلى أن أكثر من 80 % من سكان اليمن البالغ عددهم حوالي 30 مليون نسمة يحتاجون الآن إلى المساعدة الإنسانية والحماية.

وأضاف شولز، مع انتشار وتيرة الفقر أكثر فأكثر ، وتدمير المؤسسات ، فأن اليمن أكثر عرضة لتوسيع دائرة الصراع والمعاناة المستمرة والشريرة.

قد يعجبك ايضا