متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
ذكرت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية أن الولايات المتحدة فشلت في حشد المجتمع الدولي ضد روسيا عقب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في سعيها لإظهار جبهة دبلوماسية موحدة لدعم أوكرانيا. فعدا أقرب الأصدقاء والحلفاء العسكريين للولايات المتحدة فإن معظم العالم غير مهتم بالانضمام إلى الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا.
ففي الأيام التي أعقبت العملية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير، بدا العالم وكأنه يلتف حول أوكرانيا.
في غضون ذلك، حشدت واشنطن دعما قويا بشكل مفاجئ من الحلفاء الغربيين والشرقيين الرئيسيين، من كندا وألمانيا إلى اليابان وكوريا الجنوبية، لفرض عقوبات مدمرة ضد روسيا، مما يؤدي فعليا إلى عزل موسكوعن النظام المالي العالمي ودفع قيمة الروبل الروسي نحو الأسفل، فضلا عن قيام أمريكا ودول أوروبية بحجز ممتلكات رجال الأعمال الروس الأثرياء.
ورغم كل هذه الإجراءات، فإن وراء هذا الاستعراض للوحدة، يوجد عالم يتكيف إلى حد كبير مع عصر جديد متعدد الأقطاب، حيث لم تعد الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة. فقد كانت الردود على العملية العسكرية الروسية من إفريقيا وجنوب آسيا خافتة نسبيا، في حين تتزايد المخاوف بشأن التأثير المحتمل لهذه العقوبات الغربية على أسعار الغذاء والوقود.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يزال الكثيرون يشعرون بالاستياء الشديد تجاه الولايات المتحدة، التي خلفت تدخلاتها العسكرية، من أفغانستان إلى العراق وليبيا، طريقا للموت والدمار.
فسارعت الدول الرئيسية في إفريقيا وآسيا، بما في ذلك جنوب إفريقيا والهند، للتحرك بحذر، سعيا للحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا والولايات المتحدة، مع التأكيد على الحاجة إلى احترام سيادة أوكرانيا.
وامتنعت نحو 35 دولة، من بينها دول عديدة من إفريقيا، عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين العملية الروسية. إذ لم تفرض أي دولة إفريقية عقوبات على روسيا، التي برزت في السنوات الأخيرة كأكبر مصدر في العالم للأسلحة إلى إفريقيا.
وينظر العديد من الدبلوماسيين ومراقبي السياسة الخارجية إلى النزاع في أوكرانيا على أنه نقطة انعطاف تاريخية رئيسية، لكنهم غير متأكدين من الكيفية التي سينتهي بها الأمر، مما يعقد حساباتهم الخاصة حول كيفية وضع أنفسهم في مواجهة تصادم القوى الكبرى المتفاقم، أو التسوية السياسية.
وبحسب الصحيفة، لم يكن التناقض في أي مكان أكثر وضوحا منه في الشرق الأوسط، حيث خالف الحلفاء الاستراتيجيون الرئيسيون للولايات المتحدة، إسرائيل، والإمارات، والسعودية، طلبات الولايات المتحدة لعزل روسيا والانضمام إلى واشنطن ضدها.