متابعات / وكالة الصحافة اليمنية //
بعد إعادة فتح مطار صنعاء الدولي، بدأ التفاوض حول فتْح المنافذ البرية والطرق الرابطة بين المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومتَي صنعاء وعدن.
وأكدت مصادر محلية في محافظة تعز، لـ«الأخبار»، أن هناك مفاوضات جارية بين الأطراف اليمنيين لفتح طرق تعز، مشيرةً إلى أن «حكومة الإنقاذ» عرضت مجدَّداً فتح منفذ غراب في مدينة تعز كخطوة أولى، على أن يتمّ فتح الطرق الأخرى تدريجاً، وهو ما ترفضه ميليشيات حزب «الإصلاح» التي تسيطر على الطرف الآخر من المدينة.
من جهتها، تحدّثت مصادر حقوقية في تعز عن الاتجاه إلى تشكيل ضغط شعبي داخل المدينة لدفع «الإصلاح» إلى التعاطي بشكل إيجابي مع مبادرات فتح الطرق، من دون وضع عراقيل.
وقالت المصادر، لـ«الأخبار»، إن «أنصار الله» وافقت على فتح الطريق الرئيس غرب مدينة تعز، غير أن المقترح الذي نقله وسطاء إلى قيادة «الإصلاح» المسيطرة على المدينة، قوبل بالرفض.
وأضافت المصادر أن المقترح الجديد جاء بعد أيام من رفض آخر مشابه لفتح الطريق الشمالي للمدينة، مشيرةً إلى أن قوات «الإصلاح» تصرّ على فتح ممرّ الطريق الشرقي، وترفض فتح الطرق التي تدخل في إطار اتفاق الهدنة.
هناك اتجاه إلى تشكيل ضغط شعبي داخل مدينة تعز لدفع «الإصلاح» إلى التعاطي بإيجابية مع مبادرات فتح الطرق
وعلى رغم تركيز الحكومة الموالية لـ«التحالف» على فتح ممرّات تعز وتجاهل الطرق والممرّات الأخرى، جدَّد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أوّل من أمس، دعوته إلى الأطراف اليمنيين لسرعة ترتيب فتح المنافذ والطرق بشكل كامل.
وهذه الدعوة لا تقتصر على فتح منافذ وطرق تعز فحسب، بل تشمل الطرق التي تربط العاصمة صنعاء ومدينة مأرب، والطريق الرابط بين البيضاء وبيحان في شبوة، والآخر الرابط بين البيضاء ومديرية لودر في أبين، والذي يمرّ من مديرية مكيراس في البيضاء عبر عقبة ثرة الاستراتيجية المطلّة على لودر.
أمّا في تعز، فهناك عدد من الطرق التي يجري التفاوض على فتحها، كطريق شرق مدينة تعز التي تشمل خط الحوبان (التعزية) – تعز المدينة، وطريق آخر يمرّ من منطقة الحوبان الواقعة تحت سيطرة حكومة «الإنقاذ» جنوب مدينة تعز والتي تمتدّ من منطقة الحوبان جنوب مدينة تعز إلى محافظة لحج وصولاً إلى مدينة عدن، وطريق آخر يمتدّ من غرب مدينة تعز وصولاً إلى مناطق تابعة لمحافظة الحديدة.
معظم هذه الطرق المغلقة كانت مناطق تماس بين الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من جهة والأطراف الموالين لـ«التحالف» من جهة أخرى، وتسبّبت بمعاناة واسعة لكافة اليمنيين، ومن شأن فتحها أن ينعكس بشكل إيجابي على حياة الملايين.
ويرى اقتصاديون أن هذه الخطوة ستسهّل تنقّل المواطنين ونقل الشحنات التجارية والإغاثية بين المحافظات من دون صعوبات، فضلاً عن أن تنفيذها سيسهم في خفض تكلفة نقل المواد الغذائية.
في هذا الوقت، أكد أكثر من مصدر في صنعاء أن هناك ضغوطاً دولية لتمديد الهدنة لفترة ثانية.
ووفق هذه المصادر، فإن مقترح سلطنة عمان لتمديد الهدنة لستة أشهر، لم يبتّ فيه بعد، على رغم وجود تهدئة إعلامية لافتة بين مختلف الأطراف اليمنيين، وكذلك دول «التحالف»، وهو ما يراه مراقبون مؤشراً إلى إمكانية تمديد الهدنة، بخاصة أن شركة الخطوط الجوية اليمنية أعلنت عن تسييرها رحلة تجارية ثانية اليوم الأربعاء، وسط أنباء عن مفاوضات تجري بوساطة عُمانية لتقديم تسهيلات إضافية لتسيير رحلات جوية من صنعاء بعد انطلاق أوّل رحلة الاثنين الماضي، إلى جانب تسهيلات سوف تشمل الحركة الملاحية لميناء الحديدة وفتح الطرق المغلقة بين المحافظات كتعز والضالع والبيضاء وغيرها.