تحت عنوان (إسرائيل) وفلسطين.. حقيقة بلا صور”، قال موقع مجلة Politis الفرنسية في افتتاحية له إن الصور المثيرة للغضب لاستشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين ثم الاعتداء الفاحش على موكب جنازتها في القدس، تخفي للأسف حقيقة تفلت من الكاميرات: ففي نفس اليوم، سمحت حكومة نفتالي بينيت ببناء 4400 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
وأضاف الموقع بالقول إنه في غضون 48 ساعة، ترك الاحتلال صورتين مروعتين أثارتا موجة من الغضب في جميع أنحاء العالم. الأولى تظهر جثة صحافية قناة الجزيرة شرين أبو عاقلة ملقاة على الأرض بعد أن أصيبت برصاصة إسرائيلية واضحة، ومحاولة يائسة من أحد زملائها لمساعدتها، في صورة أعادت إلى الأذهان صورة محمد الدرة الصغير، الذي قُتل برصاصة بين ذراعي والده في سبتمبر/ أيلول 2000 في غزة.
يأتي اغتيال شيرين أبو عاقلة بعد قتل 35 صحفيًا فلسطينيًا على يد الجيش أو الشرطة الإسرائيلية منذ عام 2001.
والصورة الثانية أقرب إلى التدنيس، إذ نرى شرطة الاحتلال تعتدي على جنازة هذه المرأة المسيحية البالغة من العمر 51 عاماً والتي لم تكن “إرهابية” قط، وكاد التابوت أن يسقط بسبب اعتداء الشرطة على حامليه، وباعتراف سلطات الاحتلال الإسرائيلية نفسها، فإن ظهور الأعلام الفلسطينية هو الذي برر هذا الهجوم على ما هو مقدس في جميع الأديان والحضارات.
ويضيف الموقع بالقول إن هاتين الصورتين أثارتا، عاطفة قوية، حتى في واشنطن، حليف الكيان التاريخي. وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا بالإجماع، نادرا من نوعه، يدين “بشدة” قتل الصحافية الفلسطينية الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة، التي تستخدم حق النقض (الفيتو) بشكل منهجي عندما يتعلق الأمر بالكيان، هي التي بادرت بهذا النص. لكن الموقع اعتبر أن حدود هذا السخط الأمريكي تتوقف عند هذه الادانة.