لم يعد أحد في اليمن يسأل عن مصير عبدربه منصور هادي، رغم أنه لم يمضي على ازاحته من المشهد أكثر من شهرين.
يستطيع التحالف أن يفرض العزل على من يريد من اتباعه في اليمن، دون أن يلقى أي معارضة من قبل الفصائل التابعة له. وبما يؤكد أن المعادلة التي تفرضها الرياض وأبو ظبي في اليمن، ترفض فكرة أن يكون للأتباع صوت يسمع، وأن لا صوت يعلو فوق صوت الاحتلال، وهي معادلة تقود إلى نتيجة حتمية تفيد، بأن السعودية والإمارات، ومن خلفها واشنطن ولندن، لا تكترث بمصير من قدم لها خدمات لاحتلال اليمن.
على أن هناك قوى سياسية في اليمن، مثل جماعة الاخوان، كانت هي الأخرى تستخدم هادي لأغراض معينة، وبمجرد أن قرر التحالف إنهاء مرحلة هادي. لم تبدي تلك القوى أي موقف يذكر. والحقيقة أن هادي لم يكن أكثر من مبرر للحرب على اليمن، أنقضى وقته مع اعتقاد التحالف أنه وصل غرضه في اليمن، وأي حديث عن مصيره لا يمثل ” أكثر من زوبعة في فنجان” بالنسبة للرياض وأبو ظبي.
بينما يمثل اختفاء نائب رئيس “المجلس الانتقالي” هاني بن بريك، واحدة من مئات القصص ستحدث في اليمن، فخلال اليومين الماضيين احتدمت الخلافات بين أجنحة المجلس الانتقالي، لشغل منصب، هاني بن بريك، ووسط الصراعات لم يكلف المجلس الانتقالي نفسه بإصدار بيان حول مصير الرجل الثاني في المجلس، والذي اختفى منذ قرابة ثمانية أشهر، وكأن هناك من يمنع مجرد تذكر هاني بن بريك. بينما يمثل التزام الصمت من قبل الفصائل المحلية الموالية للتحالف، انعكاسا لعدم الاهتمام الذي تبديه الرياض وأبوظبي.
على أن مدرسة التاريخ حافلة بقصص لزعماء وملوك كانوا أدوات في قوى الهيمنة الغربية، حيث تمثل قصة شاه إيران محمد رضا بهلوي، واحدة من شواهد التاريخ الحديث، في مصير العملاء، إذا كان اتباع التحالف في اليمن يرغبون استخدام عقولهم.