تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إن اجتماع بايدن المرتقب مع محمد بن سلمان هو دليل على عودة البيت الأبيض إلى صفقته التقليدية مع الرياض.
واشارت إلى أن الولايات المتحدة تتجاهل عنوة انتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في اليمن، وأن الضحية الرئيسية لهذا الاجتماع هم اليمنيين الأبرياء.
وأكدت أن المنطقة المحيطة بقصر المعاشيق أصبحت حالياً محتلة بالكلاب البرية.. وأن حكومة الرياض تتمتع بسلطة قليلة على الأرض.. وأن عدن مليئة بنقاط تفتيش تابعة للميليشيات المتنافسة، وكثير منها يديرها مراهقون يحملون على أكتافهم أسلحة من نوع أيه كيه-47.
وذكرت أن في الصيف الماضي، اقتحم المتظاهرون الغاضبون من حكومة المرتزقة في عدن القصر احتجاجاً على تردي وتدهور الأوضاع المعيشية، مما أجبر الحكومة على الفرار بطائرة هليكوبتر.
وأفادت أن اليمنيين يعربون عن آمالهم في تحسين حياتهم اليومية، فعلى سبيل المثال رفع نقاط التفتيش التي تضايق العائلات، وعودة الخدمات الأساسية کالكهرباء والمياه الصالحة للشرب… إلخ.
وفي الوقت نفسه، أعرب الكثيرون أيضاً عن سخرية بشأن ما إذا كان النظام السياسي الحالي يمكن أن يحقق حتى تلك المتطلبات المتواضعة.. ووصفوا قادتهم بأنهم فاسدون، ويعتمدون بشكل كبير على الأجانب، ومدمنون للغاية على الاستفادة من الحرب.
وأوردت أن السعودية والإمارات قادتا عدن إلى الانهيار والفوضى والفقر.. علاوة على أن الميليشيات المدعومة من السعودية والإمارات تعرضت لضربات جوية في السنوات الماضية، وأدى التنافس المستمر إلى اقتتال داخلي بين الفصائل والجماعات داخل الحكومة.
وكشفت الصحيفة أن الأزمة الاقتصادية التي سببتها حكومة المرتزقة أدت إلى تفاقم الوضع في المناطق والمحافظات التي لا تحكمها صنعاء، حيث خلق قادة عدن تضخما جامحا من خلال طباعة كميات هائلة من العملات اليمنية.
وتابعت أن محافظ البنك المركزي كان المسؤول عن زيادة إفقار أفقر دولة في العالم، حيث يستلم 40 ألف دولار شهريا – أنه أعلى الرواتب في العالم لهذا المنصب.
الصحيفة رأت أن كل هذا حدث بدعم واشنطن للسعودية والإمارات وحلفائهما اليمنيين المحليين.. تطلع ثلاثة رؤساء أمريكيين الآن إلى الرياض لحل الكارثة التي تحدث في اليمن، دون نجاح يذكر حتى الآن.
وقالت الصحيفة إنه بينما يتوجه الرئيس جو بايدن إلى السعودية الشهر المقبل لإصلاح العلاقات مع محمد بن سلمان، يشعر بعض النقاد والتقدميين في حزب بايدن بالذعر.. إذ كانوا يأملون في أن تكون معاقبة الرياض على دورها في اليمن الخطوة الأولى في إعادة تقييم أوسع لشراكة الولايات المتحدة المستمرة منذ عقود مع السعوديين.
وأوضحت أنه بدلاً من ذلك، صنع بايدن قضية مشتركة مع السعوديين بشأن اليمن ويبدو أنه مستعدا حالياً للتضحية بتعهده بإجراء تحول في السياسة الخارجية من أجل استعادة العلاقة بين واشنطن والرياض.
من جهتهم أقر بعض مسؤولو إدارة أوباما بأنهم يعرفون أن الحملة التي تقودها السعودية ستكون كارثة إنسانية واستراتيجية، لكنهم برروا الدعم الأمريكي باعتباره الثمن الذي يجب دفعه لإصلاح العلاقات المتوترة مع الرياض.
وأضافت أن الهجمات الصاروخية اليمنية على الأراضي السعودية أصبحت أكثر فتكاً على مدار الحرب.. لقد تسببت غارة في آذار/ مارس على مخزن للنفط في تصاعد النيران والدخان في سماء مدينة جدة.
وقالت الصحيفة إن خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، أشار بايدن إلى السعودية على أنها “منبوذة” قائلاً إنها بحاجة إلى المساءلة عن قتل الأطفال في اليمن والتخطيط لمقتل الصحفي المنشق جمال خاشقجي.. كما وعد بإعادة تقييم علاقتنا مع الرياض.