حضرموت/وكالة الصحافة اليمنية//
كشف لقاء السفير الامريكي ستيفن فاجن مسئولي السلطة المحلية الموالية للتحالف في محافظة في زيارته غير المعلنة إلى المحافظة- الاثنين الماضي- عن التوجه الامريكي بالنسبة لهذه المحافظة التي تعد الأكبر في البلاد، والأكثر مصادر للثروة، وهي ذاتها المحافظة التي تعد لقمة يسيل لها لعاب القوى الإقليمية والدولية، وتمتد إليها الأطماع ولا سيما أطماع السعودية، التي ترى أن هذه المحافظة المحادة لها يمكن أن تكون يوما جزءا منها أو على الاقل تحت سيطرتها بصورة رسمية، خصوصا وأن السيطرة عليها ستمكن المملكة من الاستحواذ على الثروات التي تكتنز بها صحراء حضرموت، كما أنها ستمتلك إطلالة على البحر العربي وسيكون بإمكانها مد القناة التي تحلم بها من حقولها النفطية إلى سواحل حضرموت، وبذلك تزول مخاوفها من التهديد الذي تشكله سيطرة إيران على مضيق هرمز.
لقاء السفير الأمريكي بمسئولي سلطة الحكومة الموالية للتحالف في حضرموت، بشكل مباشر، ومناقشته معهم “التحديات التي تواجهها المحافظة” بحسب ما نقلته وسائل الإعلام، على ما يمثل من انتهاك للسيادة، فهو يعكس إلى أي حد أصبحت أمريكا تتحكم عبر سفيرها بالمناطق اليمنية الواقعة في نطاق السيطرة الإسمية للحكومة الموالية للتحالف، وكيف أن السفير الامريكي صار بإمكانه أن يزور تلك المناطق والمحافظات، ويبحث الشئون العامة فيها مع المسئولين المحليين، في اختراق واضح للأعراف والبروتوكولات الدبلوماسية، وتدخل سافر في شئون إحدى محافظات البلاد، وكأنه صاحب سلطة في البلد وليس مجرد سفير لدولة أجنبية.
لا تخرج الزيارة غير المعلنة للسفير الأمريكي إلى محافظة حضرموت عن مسلسل التدخل الأمريكي في اليمن عامة، ومحافظة حضرموت بشكل خاص، سيما إذا ما عدنا إلى ما شهدته محافظة حضرموت من انتشار للقوات الأمريكية في عدد من المناطق منها مديرية غيل باوزير في يناير 2021، وهو ما حاولت مصادر في الحكومة الموالية للتحالف تبريره حينها بأن القوات الأمريكية انتشر لحماية فريق الأمم المتحدة أثناء زيارته لمستشفى غيل باوزير.
ولم تنكر حينها الحكومة الموالية للتحالف تواجد قوات أمريكية في محافظة حضرموت، بل إن مصادر في هذه الحكومة أكدت لوسائل الإعلام أن القوات الأمريكية تتواجد في محافظة حضرموت منذ إخراج مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي من مطار الريان، في العام 2016.
ويشير التحرك الأمريكي في حضرموت إلى مضي واشنطن في مشروعها في اليمن، بعد أن حولت دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات، وكذا الأطراف المحلية المرتبطة بالدولتين إلى أداة لتنفيذ هذا المشروع الذي تتضح ملامحه يوما بعد آخر.
* البوابة اليمنية