تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
انتعشت قوى التحالف بشكل مفاجئ، لتعلن عن فتح الطرقات من جانب واحد، دون أن يكون لها أي رصيد سابق تجاه معالجة قضية الطرق.
حيث هرعت الفصائل التابعة للإمارات متأخرة إلى الاعلان عن فتح طريق في الضالع وطريق اخر جنوب محافظة تعز، لكن هذا الاعلان لم يحظى بأي احتفاء من قبل شركائهم في حزب الاصلاح الذين يسيطرون على ريف محافظة تعز الجنوبي! حيث لم يصدر من قبل رئيس لجنة مباحثات فتح الطرق التابع لـ”الحكومة” الموالية للتحالف، أي بيان أو موقف ترحيبي، بما أعلنت عنه القوى الموالية للإمارات بفتح طريق الضالع وجنوب تعز، الأمر الذي وضع اللجنة برئاسة القيادي في حزب الإصلاح، عبدالكريم شيبان، بموقف حرج. وبما يدل على حالة التخبط وشتات التوجهات بين القوى التابعة للتحالف، من جهة، ويفضح حقيقة رغبة قوى التحالف باستثمار قضية الطرق، وتحويلها إلى مزاد سياسي، بعيداً عن أي اعتبارات انسانية وأخلاقية، لتخفيف معاناة اليمنيين.
ويرى مراقبون أن مواقف قوى التحالف تجاه قضايا فتح الطرق لا تتجاوز المزايدات السياسية، في اطار مساعي الرياض وأبوظبي لايجاد معادلة سياسية، بغرض مواجهة مبادرات صنعاء التي كانت سباقة تجاه معالجة قضية فتح الطرق من جانب واحد خلال الشهرين الماضيين وهي مبادرات كانت قوى التحالف تتعامل معها بالرفض والتشكيك.
ومنذ طرح قضية فتح الطرق كان لقوى التحالف مواقف مغايرة من خلال الاصرار على أن القضية تخص منطقة محددة، رافضة طرح ملف الطرق المغلقة في عموم انحاء اليمن للنقاش. بحسب اعتراف رئيس وفد الحكومة التابعة للتحالف، والقيادي في حزب الاصلاح” عبدالكريم شيبان” رغم أن دعوة المبعوث الأممي لمباحثات الأردن بين أطراف الصراع، أعلنت بشكل واضح أن الهدف من هذه المفاوضات هو فتح الطرق في عموم انحاء اليمن.
ويعتقد مراقبون أن التحالف قد يعمل على فتح الطرق في بعض الأماكن، من باب المزايدة السياسية، إلا أنه لايزال عاجزاً عن مجاراة صنعاء اخلاقياً. حيث تعتمد الأخيرة على معالجة هموم ومشاكل اليمنيين من منطلقات انسانية واخلاقية بعيداً عن أي مكاسب سياسية.
وقبل أن تتحدث بعض أطراف التحالف عن فتح طريق في الضالع أو جنوب تعز. لابد من التذكير أن حكومة صنعاء، قدمت الكثير من المبادرات الهادفة إلى تخفيف معاناة المواطنين، ومن ضمن تلك المبادرات العرض الذي قدمته حكومة صنعاء بالانسحاب من تعز سبق أن إلا أن قوات التحالف رفضت باعتراف “حمود سعيد المخلافي” خلال مقابلة مع قناة ” العربية” السعودية.
على أن قضية فتح الطرق، تمثل في الحقيقة جزء من ملفات انسانية كثيرة، أوجدها التحالف خلال حربه على اليمن، مثل حرب التجويع، واضعاف العملة والحصار، ومنع الرواتب، وهذه القضايا وغيرها الكثير، لا تسمح للتحالف بأي شكل من الأشكال الادعاء بالانسانية تجاه شعب اليمن.
على مدى ثمانية أعوام من الحرب، لم يبدي التحالف أدنى درجات الاستعداد؛ للتعامل مع اليمنيين بإنسانية، وقد حرصت الرياض وأبوظبي بدعم من الولايات المتحدة على ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعب اليمن، دون أدنى مراعاة لقواعد القانون الدولي، وهي جرائم وانتهاكات لم يكتفي التحالف بارتكابها بحق اليمنيين، بل عمل جاهداً على إبعادها عن انظار العالم، بدليل إنهاء مهمة فريق الخبراء الدوليين والأقليميين، المكلف بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة في اليمن. وذلك خلال اجتماع مجلس حقوق الانسان في أكتوبر العام الماضي.