تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
رغم أن النظام السعودي حاول خلق حجج التطبيع مع إسرائيل، بادعاء مخاوف العداء من دول المحيط العربية، إلا أن الحقائق خلال العقود الماضية ، تؤكد بأن الرياض كانت تمضي باتجاه الاحضان الصهيونية حتى وإن لم توجد المبررات.
وقبل الحديث عما تحمله زيارة بايدن لإسرائيل والسعودية، لابد من اضائة بسيطة حول الخدمات التي قدمتها السعودية لإسرائيل من خلال الوقائع وبعيداً عن محاولات تأويل لفهم ما حدث.
منذ العام 2015 عمل محمد بن سلمان على تحطيم القواعد التي نشئت عليها مملكة آل سعود في شبه الجزيرة العربية، أحد هذه القواعد يتمثل باتخاذ السعودية لسياسة الإحتواء داخل مجموعة الدول العربية تحول دون التسبب بأي ضرر لإسرائيل، والتأكد من عدم ذهاب العداء لإسرائيل إلى حد حرب الاجتثاث. ثم العمل شيئاً فشيئاً على جعل القضية الفلسطينية تفقد جذوتها لدى الشعوب العربية، قبل الافراج التدرجي عن العلاقات مع إسرائيل.
ويبدو أن مافعله محمد بن سلمان من وجهة نظر مراقبين، لا يبدو خارجاً عن السياق الذي تم رسمه بعناية للدور السعودي بين العرب.
فقبل مجيء محمد بن سلمان لولاية العهد، كانت السعودية قد قطعت شوطا مهما في تطويع المحيط العربي لقبول المحتل الإسرائيلي، سواء من خلال التخلي عن الفلسطينيين، ودفعهم للتفاوض مع إسرائيل أوتقديم مبادرات السلام مثل تلك التي قدمها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيزعندما كان ولياً للعهد في قمة بيروت العربية عام 2002، والتي أهدرت كرامة العرب، دون أن تأبه لها إسرائيل، إلى جانب شن الحروب على دول الممانعة ” سوريا ” وشن الحرب على اليمن، التي نهضت فيها قوى ثورية معادية لإسرائيل، والدفع برجال الدين التابعين للنظام الملكي السعودي باصدار فتاوى تحرم قتال الإسرائيلي المحتل على غرار فتوى الشريم في حرب تموز 2006 بين المقاومة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي. قبل أن تبدأ السعودية صراحة باعتقال رجال المقاومة الفلسطينية والزج بهم داخل السجون السعودية، في عهد محمد بن سلمان.
وكل ما يمكن أن يحدث خلال زيارة بايدن للسعودية وإسرائيل لا يعدو كونه محصلة لعملية طويلة من التهميش للقضية الفلسطينية والضغط على الشعوب العربية للقبول بالكيان الصهيوني.
ولكي تمضي الأمور في سياقها المحدد، تم توجيه النظام السعودي بتقمص دور الخائف من محيطه العربي والإسلامي بغرض خلق المبررات أمام الرأي العام العربي والإسلامي بضرورة التطبيع بين النظام السعودي والكيان الصهيوني.
ويكمن الهدف من هذه المبررات إلى إبقاء آل سعود حكاماً على معظم شبه الجزيرة العربية ومتحكمين بأهم الأماكن قدسية عند المسلمين في مكة والمدينة. والتي يمكن من خلالها توجيه الرأي العام الإسلامي من خلال منابر الفتوى لبث مفاهيم مغلوطة تجعل الصديق عدواً وتحول العدو إلى صديق، في وضع مشابه للحملة التي رافقت زيارة ترامب إلى السعودية في مايو 2017 والتي قال خلالها رجال الدين التابعين للنظام السعودي أن ” ترامب وسلمان” هما قطبي العالم للسلام والتخلص من الأشرار.