المصدر الأول لاخبار اليمن

لماذا استبعد الأمريكيون العليمي من قمة جدة؟

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

يبدو أن الحرب الغربية ـ الروسية في أوكرانيا قد فرضت على واشنطن اتخاذ إجراءات احتياطية تجاه حرب اليمن.

حيث حرصت الإدارة الأمريكية، على استبعاد مشاركة الرئيس الموالي للتحالف من المشاركة في قمة جدة التي جمعت الرئيس الأمريكي بايدن مع قادة دول الخليج إلى جانب مصر والعراق والأردن. رغم أن الرياض كانت قد اعلنت أن العليمي سيشارك في القمة.

لم يعد هناك متسع للمجاملات

ويبدو أن الوضع الحساس الذي تعايشه السعودية، بسبب هزيمتها في اليمن، لم يعد يحتمل أي مجاملات تظهر العليمي على أنه رئيسا معترفاً به في اليمن لمجرد رغبات صبيانية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ويعتقد مراقبون أن التضحية الأمريكية بالعليمي واحراج النظام السعودي أمام العالم باستبعاد العليمي من المشاركة في القمة، أمر تفرضه ضرورات المرحلة، تجنباً لأي مواقف عدائية من قبل صنعاء، قد يؤدي إلى خسائر فادحة لا تريدها الولايات المتحدة حالياً حفاظاً على النفط السعودي من ضربات صنعاء العسكرية، خصوصاً أن نفط الخليج أصبح ركيزة أساسية لتعويض واردات النفط الروسي إلى الغرب، ولا يمكن تحت أي ظرف، السماح بتعريض نفط السعودية والخليج لأي نوع من المجازفات، قد تؤثر على تدفق النفط حتى إن تطلب الأمر التضحية بمحمد بن سلمان نفسه، وليس فقط استبعاد “رئيس” لا يمتلك أي فاعلية مثل العليمي.

 وإذا كان النظام السعودي قد تورط بالاعلان عن مشاركة العليمي في قمة جدة، فإن لدى واشنطن القدرة على إعادة الأمور إلى نصابها، وفرض إرادتها على الجميع، مهما كان الأمر محرجاً للسعوديين.

اختصار بايدن الفاضح

وعلى الرغم من قيام بايدن باختصار المواقف السعودية من خلال إعلانه أن السعودية قد “وافقت على تمديد الهدنة”، إلا أن كثير من المراقبين اعتبروا ذلك بمثابة اعتراف واضح من قبل واشنطن بأن الولايات المتحدة هي من تدير حرب اليمن.

ويعتقد عدد من المحللين السياسيين أن إعلان بايدن عن موافقة السعودية عن تمديد الهدنة، وعدم ترك الموضوع للسعوديين، يشير إلى أن واشنطن نقلت مسألة الحرب على اليمن من يد الوكلاء إلى اليد الأمريكية بشكل مباشر.

ويبدو أن سبب التوجهات الأمريكية التي ظهرت خلال زيارة بايدن للسعودية، ناجمة عن مخاوف من المواقف المتحفزة التي أبدتها موسكو، من خلال إرسال التحذيرات إلى السعودية من اتخاذ مواقف عدائية تجاه روسيا قد تفرضها الولايات المتحدة على السعوديين خلال زيارة بايدن.

أمريكا تلجأ للارتجال

على أن التخبط الأمريكي بدى واضحاً، وبما يؤكد أن الولايات المتحدة تعايش حالة من الارتباك تجاه حرب اليمن، على خلفية الحرب التي فرضها الروس في أوكرانيا ولم يسمحوا للأمريكيين هذه المرة باختيار الزمن الذي يناسب واشنطن.

و يبدو من خلال البيان الختامي لقمة جدة، والذي أعلن عن ” الأمل في التعامل مع الحل في اليمن وفق المبادرة الخليجية” أن واشنطن تعاني من حالة ارباك شديد، باعتبار أن “المبادرة الخليجية” التي قدمت عام 2011 لتنحي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح قد عفى عليها الزمن، وأن الأحداث في اليمن قد تجاوزت ” المبادرة الخليجية”.

قد يعجبك ايضا