يسعى الإعلام الغربي إلى تمرير خدعة جديدة على الرأي العام العربي والعالمي، بالترويج لكذبة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أبدى مواقف مغايرة لطلبات واشنطن بإنتاج المزيد من النفط لتلبية احتياجات الغرب، بسبب توجهات الغرب للاستغناء عن امدادات الطاقة الروسية.
ويهدف الترويج الغربي إلى إظهار محمد بن سلمان باعتباره زعيم له شروط، عبر الادعاء بأن السعودية ” أكدت أن زيادة إنتاج النفط ليست مسألة ترتبط بالعواطف” وأن محمد بن سلمان أحرج بايدن بالحديث عن “الانتهاكات الأمريكية لحقوق الإنسان في سجن أبو غريب وعدم محاسبة الإسرائيليين على قتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عقلة ” وهي هرطقات لا تنسجم مع وقائع التاريخ في حقيقة العلاقات التي تربط السعوديين بالولايات المتحدة.
وقائع الإطاحة بعمران خان تفضح حقيقة مواقف الرياض
ويمكن من خلال استعراض سريع، لوقائع الإطاحة برئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، التأكد من حقيقة اصطفاف الرياض إلى جانب واشنطن في الحرب ضد روسيا، فبمجرد أن رفض “عمران خان”، الضغوط الغربية على حكومته لإدانة روسيا، تم الإطاحة به بشكل درامتيكي ومفاجئ من رئاسة الحكومة الباكستانية، وبمجرد أن تولى شهباز شريف رئاسة الوزراء، كان أول ما أعلنه توجيه الشكر للسعودية والإمارات على مساعدته في تولي رئاسة الحكومة الباكستانية في الـ11 من ابريل الماضي.
ويرى كثير من المراقبين أن دور السعودية والإمارات في الإطاحة بـ “عمران خان” من رئاسة حكومة باكستان لم يكن أكثر من خدمة تمكنت الرياض وأبو ظبي من تقديمها للولايات المتحدة في إطار الدور التاريخي المعروف لتبعية دائمة وبلا شروط يلتزم بها النظامين السعودي والإماراتي لواشنطن.
الهدف من الخدعة
ويبدو من خلال عملية ترويج أخبار تلميع محمد بن سلمان ومنحه صفة الندية، أمام الرئيس الأمريكي لا تعدو كونها محاولة “لذر الرماد في العيون”، بهدف امتصاص الغضب الروسي من جهة، وتهيئة الرأي العام لانهيار سد التطبيع وتدفق العلاقات بين النظام السعودي والكيان الصهيوني.
ويعتقد محللون سياسيون أن محاولة تجاهل الضعف السعودي أمام الأوامر الصادرة من واشنطن، لن تصمد طويلاً أمام الأحداث الساخنة التي فرضتها موسكو على المشهد الدولي، ولن يمر وقت طويل حتى تضطر واشنطن إلى التخلي عن أي أكاذيب تدعيها الإدارة الأمريكية بمنح النظام السعودي الاستقلالية باتخاذ القرار.