متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
دفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تصويب بوصلتها مجددا نحو منطقة الشرق الأوسط بالرغم من الإدارة كانت قد تجاهلت المنطقة كليا مركزة على مناطق أخرى في العالم وذلك بغية مصالحها ومصالح حليفها الاستراتيجي الكيان الصهيوني.
وجاءت المصالح الأمريكية في مقدمة برنامج زيارة بايدن إلى دول المنطقة خاصة السعودية والأمارات، كما سعت واشنطن من وراء الزيارة إلى كبح الزيادات غير المسبوقة في أسعار الطاقة في الداخل الأمريكي تحت وطأة الحرب الروسية- الأوكرانية.
واعتبر محلّلون أن بايدن سعى إلى استغلال رحلته الرئاسية الأولى إلى الشرق الأوسط، لإعادة تأكيد نفوذ واشنطن في المنطقة وذلك خلال فترة زيارته التي استمرت أربعة أيام في قضايا تتراوح بين أسعار الطاقة ودور الكيان الصهيوني في المنطقة.
وحدث مع نهاية زيارة بايدن للسعودية اختراق واضح بفتح الأجواء السعودية أمام الرحلات الجوية من وإلى الكيان الصهيوني.
وفيما يتعلّق بمسألة تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعودية، اعتبر بايدن إعلان هيئة الطيران السعودية رفع قيود التحليق عن “جميع شركات الطيران” المدنية، مّا مهّد الطريق للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي السعودي، “قرارا تاريخيا”.. فيما اعتبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني يائير لبيد انها “الخطوة الرسمية الأولى للتطبيع مع السعودية”.
وتوقع المحللون أن هناك خطوات بعضاً منها يقدّم “إشارات إيجابية إلى شيء قادم قد يكون أكبر لتشكيل المنطقة.
وفيما يخص السعودية المحطة الأخيرة لزيارة بايدن، جاءت انتقادات شديدة اللهجة ولاذعة من نشطاء حقوق الإنسان لزيارته للسعودية، وهي الدولة التي تعهّد ذات مرة بأن يجعلها “منبوذة” بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ومنها جرائم الحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي في العام 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول.
وتركزت ردود الفعل الأقوى على رحلة بايدن على لقائه بالأمير محمد بن سلمان الذي خلص تقرير للاستخبارات الأمريكية الى أنه “وافق” على قتل خاشقجي.
وتصدّر السلام بالقبضتين بين بايدن وبن سلمان الصفحة الأولى لصحيفة “واشنطن بوست”، فوصفه مديرها التنفيذي ب”المخجل”.
وخلال توقّف بايدن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقّع بايدن ولابيد ميثاقاً أمنياً جديداً تتعهّد فيه الولايات المتحدة عدم السماح لإيران بالحصول على السلاح النووي. وكرّر بايدن التأكيد أنه يريد إعطاء الدبلوماسية فرصة، مشيراً إلى أن القوة هي “الملاذ الأخير”.
وكان قد تردد سابقا قبل الزيارة أن إدارة بايدن ستسعى خلالها بجهود حثيثة لتدشين تحالف عسكري شبيه بـ”الناتو” في المنطقة يضم الكيان الصهيوني وذلك خلال القمة في السعودية والتي ضمت قادة دول الخليج بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق بحضور بايدن.
وتزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن فكرة تدشين “ناتو عربي” أو “ناتو شرق أوسطي” قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، وهي القمة التي حضرها عدد من قادة دول المنطقة.
وتوقع المحللون أن يتم خلال القمة، مناقشة ما تردد عن إمكانية تشكيل حلف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف الناتو يضم الكيان الغاصب إلى جانب عدد من الدول العربية.
ورجح المحللون أن تنطوي زيارة بايدن على مخاوف من فشل مساعيها لتشكيل “ناتو شرق أوسطي” وذلك في ضوء فشل تشكيل تحالف عسكري في ما مضى يذكر بفشل “حلف بغداد” في خمسينيات القرن الماضي.
ويعتقد بعض المحللين أن الرغبة الأمريكية لإنشاء هذا التحالف يأتي لحاجة الكيان الصهيوني إلى مثل هذا الحلف لإضعاف القضية الفلسطينية، وطرح الجمهورية الإسلامية الإيرانية كـ”عدو” بديل عن الكيان الصهيوني لدول المنطقة وخاصة الدول الخليجية التي تطالب بتجميد البرنامج النووي الإيراني، والقضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني.
وخلال الفترة الماضية عقدت واشنطن قمة لمسؤولين كبار من الكيان الصهيوني والدول العربية شارك فيها رئيس الأركان الصهيوني أفيف كوخافي ونظرائه في بعض الدولة العربية بإشراف أمريكي”.
ويؤكد عدد من الكُتاب أن فكرة تدشين تحالفات عسكرية في المنطقة باءت كلها بالفشل، ويشير هؤلاء إلى عدد من الأحلاف التي تشكلت على مدار العقود الماضية، بداية من “حلف بغداد” في خمسينيات القرن الماضي.
ويرى آخرون أن فكرة تدشين حلف كهذا سيكون موجها ضد إيران، وذلك عبر “إدماج الكيان الصهيوني كقوة عسكرية” في المنطقة، محذرين من أن هذا سيضعف القضية الفلسطينية من ناحية ويزيد الاستقطاب الطائفي في المنطقة من ناحية أخرى.
ويرى فريق ثالث أن تدشين “ناتو عربي صهيوني” ضد إيران غير وارد حاليا، مستشهدين بالدور الذي يلعبه العراق في التقريب بين السعودية وإيران في ظل تقارير تتحدث عن قُرب عودة العلاقات بين الرياض وطهران.
سبأ نت