تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
يعتزم معارضون عرب، مقيمون في بريطانيا، تقديم دعاوى قضائية منفصلة، ضد البحرين والسعودية والإمارات بشأن استهدافهم واختراق هواتفهم وحساباتهم الشخصية.
هؤلاء المعارضون انتقلوا منذ عدة عقود إلى بريطانيا هربا من “حكوماتهم القمعية”، معتقدين أنهم يستطيعون الحديث بحرية، ولكنهم يتساءلون الآن عما إذا كان بلدهم بالتبني آمنا كما اعتقدوا في البداية أو أرادوا الاعتقاد، حسبما نقل عنهم موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وقالت مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “أكسس ناو” الدولية “مروة فتافتة”: “في العادة تكون الدول كيانات محصنة من الدعاوى القضائية بسبب قانون حصانة الدول عام 1978 وتم تمريره قبل ظهور برامج التجسس الإلكترونية”.
لكنها أوضحت أن محامي المعارض السعودي “غانم الدوسري”، يرى أن ما تعرض له موكله هو استثناء للقانون.
وستكون حالة “الدوسري”، أول قرار لمحكمة بشأن برنامج تجسس ودولة أجنبية، وربما يمثل سابقة لمعارضين تعرضوا مثله لهجمات. وربما يكون مثالا للمحامين وخبراء الرقابة حول العالم.
ولفتت “فتافتة”، إلى أن خوف المعارضين العرب من برنامج التجسس تضاعف بسبب موقف الحكومة البريطانية الصامت على الهجمات ضدهم، أو عدم متابعة قوات حفظ النظام لها.
وكشفت أوراق برنامج التجسس الإسرائيلي “بيجاسوس”، التي تم الكشف عنها العام الماضي، عن تعرض صحفيين وساسة وناشطين في القارة الأوروبية، لهجمات من برنامج التجسس.
وعرضت الأوراق أرقام 50 ألف هاتف، مرشحة للاختراق أو تعتبر مهمة للرقابة في المستقبل.
ومثل “الدوسري”، فإن معظم المعارضين الذي تحدثوا لـ”ميدل إيست آي” لم يكن لديهم شك بأن بريطانيا محصنة من الفشل، فقد نجا أحدهم من حريق في بيته، ووجد آخر سكينا خارج نافذة مطبخه، وفي نفس اليوم وصلت إليه رسالة برموز إيموجي على شكل سكين وكلمة “قريبا”، وفقا للموقع.
وتم إغلاق حساب شخصين مع أفراد عائلتهما في بنك، بعدما صنفت الإمارات منظمات في بريطانيا إرهابية.
وتناول التقرير كذلك قضية “أنس التكريتي” (53 عاما)، نجل معارض عراقي بارز، الذي قضى طفولته وشبابه في الإمارات، وعاد إلى بريطانيا حيث بدأ بالنشاط ضد الحرب والدعوة للديمقراطية في الشرق الأوسط، وأنشأ مؤسسة لنشر الحوار بين الإسلام والغرب وساعد على تحرير رهائن.
وعلم “التكريتي”، في الصيف الماضي، أن هاتفه “آي فون” قد اخترقته الإمارات، ببرنامج “بيجاسوس”.
وهناك أيضا مدير مسجد فينزبري بارك في شمال لندن “محمد كزبر” (56 عاما). فقد وصل إلى بريطانيا عام 1990 من لبنان الذي دمرته الحرب، والذي اكتشف في أن هاتفه على القائمة المسربة، وقد استهدف على الأرجح من الإمارات.
وقام “سيتزن لاب” بفحص هاتفه، وأكد أنه اخترق من “بيجاسوس”، وهو ليس متأكدا من سبب استهداف هاتفه، فقط لأنه انتقد سجل الإمارات في مجال حقوق الإنسان.
ومثل “التكريتي”، جمد حسابه المصرفي بعد وضع الرابطة الإسلامية البريطانية على قائمة الإرهاب في الإمارات، والتي شغل هو و”التكريتي” مناصب قيادية فيها.
وتقول “مونيكا سوبيكي”، المشاركة في شركة المحاماة “بيدمان”، والتي تمثل كلا من “التكريتي” و”كزبر”: “لو تم استخدامه ضدك مرة فما الذي يضمن عدم استخدامه ضدك الآن؟”.
في وقت قال المعارض السعودي “يحيى العسيري”: “بصراحة لا أشعر بالراحة في هذا البلد”.
وكان يتحدث من مكتب “القسط”، وهي المنظمة الحقوقية التي أنشأها في عام 2014 بعد تركه حياته في السعودية، فعلى السطح كان ضابطا في سلاح الجو مسؤولا عن شراء الأسلحة وفي السر كان يستخدم الإنترنت باسم “أبوفارس” لنشر الوعي حول الفقر والبطالة والقمع.
وأضاف: “الحقيقة المؤلمة هي أن هناك أعدادا كبيرة من دعاة حقوق الإنسان والمعارضين استهدفوا خلال هذه الفترة، أشخاص أعتبرهم وطنيين ويعملون من أجل أوطانهم”.
وفي رسالة قبل تقديم الدعوى أرسلها محامو “العسيري” إلى سفير السعودية في لندن الأمير “خالد بن بندر بن سلطان آل سعود”، قالوا فيها إن البيانات التي استخلصت من هاتف موكله المخترق “لا يقل عن كونه كارثيا” لموكلهم واتصالاته في المملكة.
ومن بينهم “لجين الهذلول”، الناشطة التي اعتقلت عام 2018، وورد في لائحة الاتهامات لها اتصالاتها مع “العسيري”.
وقال التقرير، إن الناشط البحريني “سعيد الشهابي” (67 عاما) اعتقد أنه وجد طريقة لتجنب الاختراق، وهو داعية للديمقراطية وناشط معروف بالمعارضة في البحرين وعضو مجلس أمناء مؤسسة الأبرار في بريطانيا.