خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
تقع الحديدة في الجزء الغربي للجمهورية اليمنية، على بُعد 226 كيلومتراً من العاصمة صنعاء. ، وتمتد مديرياتها على الشريط الساحلي الغربي المطل على البحر الأحمر ، وتبلغ مساحتها حوالي 17 ألفا و145 كيلومترا مربعا، وتتوزع على 26 مديرية. وفقا للمركزي الوطني للمعلومات . فموقعها الجُغرافي الممتد على خط مرور السفن التجارية العالمية، جعلها محط أنظار الغزاة و الطامعين في الاستحواذ على أراضيها والاستفادة من مزارعها الشاسعة.
تملك الحديدة قاعدة بحرية، وتعتبر من أقوى القواعد العسكرية اليمنية المُتواجدة على الشريط الساحلي للبحر الأحمر، إضافة إلى قوات خفر السواحل التابع لوزارة الداخلية، وبالنظر إلى توزيع المعسكرات على مُختلف مديريات الحديدة، فليس من السهولة أن تتم عملية الاختراق الدفاعي للمحافظة على مستوى القوّات البرية.
كما تتواجد في الحديدة المنطقة العسكرية الخامسة، التي يقع مركز قيادتها في المدينة، وتضم قوة قتالية كبيرة، إضافة إلى عدد من المعسكرات موزعة في مديريات ومناطق متفرقة من المحافظة ، وكلّها تحت سيطرة الجيش اليمني، وكل ذلك في أتم الاستعداد والجهوزية القصوى، للدفاع عن الحديدة.
وتضم محافظة الحديدة شريطاً يتراوح عرضه بين ٥٠ و٧٠ كيلومتراً يمتد على طول ساحل البحر الأحمر من مضيق باب المندب إلى الحدود السعودية ، كما أن أرض المحافظة مسطحة بشكل كبير، وتغطيها الصحراء الرملية المقطّعة بواسطة الأحزمة الخضراء ، و يمر طريقان رئيسيان من الشمال إلى الجنوب على طول سهل تهامة – الأول على الساحل والثاني موازٍ للساحل ويمتد على مسافة ٥٠ كيلومتراً. وهذان المدخلان الرئيسيان يسيطر عليهما الجيش اليمني. ويذهب الكثير من الخبراء العسكريين بالقول ، أن تضاريس مديريات محافظة الحديدة ، معظمها صحراوية، ومن الصعب لأي قوة غازية السيطرة على هذه المناطق، والاحتفاظ بها ، فجميع مدن ومديريات تهامة، تقع بشكل جيد تحت قبضة الجيش اليمني .
وتشير المعلومات أن الاستيلاء على الحديدة سيكون أكثر صعوبة من ما يعرفه المخططون العسكريون السعوديون والإماراتيون، خاصة أن قوات الجيش اليمني مجهزة تجهيزا جيدا، ومستعدة للقتال بكل صلابة ، الامر الذي يؤكده السيد عبدالملك الحوثي ، بالقول : “معركة الحديدة من المستحيل حسمها، مؤكدا بأنه اذا كان هناك حدوث إختراقات في بعض جبهات الساحل، كما حدث، من قبل قوات العدوان في منطقة الجلية، في مديرية التحيتا، اختراقٌ هشٌ لن يصمد كثيراً، ولم يستطيع الانتشار”.
على الرغم من الطبيعة الجغرافية السهلة والمنبسطة في الطريق الى الحديدة ، الا أن البعض يذهب بالحديث أن ذلك يمثل من أهم العوائق التي تواجهها قوات التحالف ، خاصة أن جميع المديريات تشهد تركيزاً عسكرياً هائلاً وتضم عدداً من المعسكرات والمقار الأمنية المجهزة جيداً، وهو ما يؤكده السيد في خطابه بأن : “تهامة منطقة واسعة، وسوف تبلغ الغزاة، وأن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني منذ أكثر من 3 سنوات، معركة كرامة وشرف، ومعركة دفاع عن أرض وعرض “.
ويحذر الكثير من المراقبين بأن المعركة العسكرية التي يقودها تحالف العدوان في الساحل الغربي صوب الحديدة، ستتسبب في تكلفة إنسانية كبيرة، خصوصا أن ميناء الحديدة هو شريان الحياة في اليمن، حيث يستقبل ما يقارب 80٪ من المساعدات التي تحافظ على السكان الذين يعانون من الحرب على قيد الحياة. ومن شأن أي هجوم أن يؤدي إلى مزيد من وفيات المدنيين وتشريدهم ، وحسب الأمم المتحدة فقد تم نزوح أكثر من 15 الف اسرة من مناطق الساحل الغربي .