متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
كشفت مصادر استخبارية فرنسية عن خفايا وساطة الإمارات لتعزيز نفوذها في ليبيا وتلميع مرتزقتها وإعادة تأهيل في مشهد الحكم في البلاد خلال المرحلة المقبلة.
وأورد موقع “أفريكا إنتيلجينس” الاستخباري الفرنسي، أن الإمارات تعمل على إتمام صفقة سرية بين رئيس الوزراء الليبي عبدالحميد الدبيبة وخليفة حفتر المدعوم من أبوظبي للاستمرار في السلطة أطول مدة ممكنة وإزاحة خصمه فتحي باشاغا.
وقال الموقع إن مساعي “الدبيبة” لتحقيق الاتفاق مع “حفتر” بدأت بمساعديه لمنع وجود حكومة “باشاغا” في شرق وجنوب ليبيا عن طريق إتمام أولى الصفقات بتعيين فرحات بن قدارة رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة النفط، وهو الرجل المقرب من حفتر، وذلك بعد اجتماع رعته أبوظبي بين إبراهيم الدبيبة وصدام نجل خليفة حفتر.
وأوضح أن هذه المعلومات أكدها حديث رئيس الهيئة البرقاوية عبد الحميد الكزة، الذي قال، خلال مقابلة تلفزيونية، إن عائلتي الدبيبة وحفتر تواصلتا في الإمارات، لافتا إلى أن تغيير مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط كانت البداية، ويتبعها تغييرات في الدفاع والمالية.
وبحسب الموقع فإن ثاني الورقات التي لوح بها عبدالحميد الدبيبة هي الحقائب الوزارية، فقد أفاد الموقع أن جولة جديدة دارت في دبي في الفترة من 20 وحتى 23 من يوليو المنصرم برعاية المخابرات الإماراتية بين أحمد الشركسي ممثلا عن الدبيبة، وصدام حفتر.
وقال الموقع إن هذه الجولة تناولت إمكانية عقد صفقة لضمان استمرار الدبيبة في السلطة مقابل منح معسكر حفتر تعيين وزراء المالية، التخطيط، الدفاع، وربما الخارجية إلى جانب نائبي رئيس الوزراء عن الجنوب والشرق.
ما يعني أن معظم الحقائب الوزارية المهمة ستكون تحت سيطرة حفتر بشكل يفوق بكثير ما حدث داخل الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا.
وفسّر الموقع الاستخباراتي الفرنسي عرض الدبيبة منح وزارتي المالية والتخطيط لحفتر بالحاجة المالية الملحة للأخير، الذي يبحث عن طريقة لسداد مليارات الدنانير المقترضة من البنوك في شرق البلاد، فضلا عن فواتير مرتزقة فاغنر الروسية التي تجري عمليات عسكرية في ليبيا لصالح حفتر منذ عام 2019.
وأوضح الموقع أن المفاوضات الحالية لم تؤد إلى اتفاق ملموس في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنها -على الأقل- ذكّرت الدبيبة بمدى مقدرة المعسكر الشرقي على التسبب بمشاكل في قلب العاصمة الليبية طرابلس.
ولفت الموقع، في ذات السياق، إلى أنه وأثناء انعقاد هذه المفاوضات في دبي، شن جهاز الردع هجوما على القوة التي يقودها أيوب بوراس المتحالفة مع الدبيبة، واقتحم مقرها في منطقة زاوية الدهماني وسط طرابلس، وهو ما قوّض وعود الدبيبة بالحفاظ على السلام في المدينة.
وأشار الموقع إلى وجود مخاوف وهواجس كبرى لدى داعمي الدبيبة من انكشاف تفاصيل الصفقة أكثر وأكثر، ما سيؤدي إلى ردة فعل غاضبة من قبل بعض قادة الكتائب المسلحة التي كانت ترفض التعامل مع حفتر في وقت سابق.
لكنه في ذات الوقت حضر قادتها اجتماعات سرية في جنيف والمغرب ومصر للقاء صدام حفتر، إلى جانب أن انكشاف هذه الصفقة الجديدة تجعل الدبيبة يفقد التأييد الشعبي الذي كان يتغنّى به سابقا.
وقبل أيام وتعليقا على قرار إقالته من قبل رئيس الوزراء المعترف به دوليا، شن رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، مصطفى صنع الله، هجوما شديدا على عبدالحميد الدبيبة متهما إياه بالتواطؤ مع الإمارات.
من جانب اخر ، قال “صنع الله” في مقطع فيديو مسجل بثه عبر حساب المؤسسة الوطنية الليبية للنفط الرسمي، إن “حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية حاولت التلاعب بمؤسسة النفط من خلال عقد صفقات في الإمارات، وهي الدولة الغارقة في الملف الليبي ومتحالفة مع الدبيبة”.
وأضاف صنع الله، أن “حكومة الوحدة الوطنية تلقت أكثر من 165 مليار دينار ليبي من مؤسسة النفط، فأين ذهبت؟ وقد ظلت أوضاع الشعب الليبي بائسة بسبب تصرفات هذه الحكومة”.
ووجه صنع الله كلمته للدبيبة قائلاً: “لن تستطيع أنت ولا غيرك أن تدير شيئًا للمؤسسة. هذه مؤسسة للشعب الليبي وليست لعائلة الدبيبة، ولا تملك أنت القدرة على مؤسسة النفط، هذه الحكومة منتهية الولاية، وهناك حكومة أخرى معيَّنة من البرلمان”.
وتابع : “هذه المؤسسة محمية بالقانون الدولي والاتفاق السياسي، وهي محايدة، ولا تتبع الحكومة”، مهاجمًا الرئيس المعين من قبل الدبيبة فرحات بن قدارة، متهما إياه بـ”التآمر” مع الإمارات، بهدف “التفريط في 600 مليون دولار سنويا لصالح الإمارات”.