المصدر الأول لاخبار اليمن

الاحتلال في المحافظات الجنوبية أحزمة أمنية ناسفة

الاحتلال في المحافظات الجنوبية فوضى امنية واحزمة ناسفة

تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

المشهد الأمني والاقتصادي بات يعصف بالمحافظات الجنوبية دون استنشاء لأي منها، ولكن المتابع للوضع الأمني والعسكري بات أشبه بالبركان الثائر وحدوث الانفجار العظيم.

تتسارع الأحداث في محافظة عدن، لم يكن اليوم كالأمس، تشكل ترسانة ومخازن أسلحة وتحشيد ومليشيات متنوعة ومتعددة بما فيها عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، والتي عمت الفوضى بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية في منتصف العام 2015، ودخول القوات الإماراتية، والتي أدعت تحريرها من قبضة الجيش اليمني.

استطاعت القوات الإماراتية أن تسوق لنفسها والعزف على وتر الإنسانية من خلال ضباط وعناصر الاستخبارات الإماراتية فيما يسمى ” الهلال الأحمر الإماراتي”، والمؤلم انها استطاعت وعلى مدى ثلاثة سنوات تحويل المحافظات الجنوبية ” المحررة” كما تدعي إلى معتقل كبير وواسع للآلاف من ابناء الجنوب، وابقاء ما تسمى بالشرعية في معتقلات فنادق الرياض، بل وذهبت إلى تشكيل وتأسيس مليشيات مختلفة ومتناحرة، وبتمويل ودعم مالي وعسكري من أبو ظبي، بما باتت تعرف بقوات الحزام والنخبة في المحافظات الجنوبية، وبإشراف من المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات، الذي أسقط كل المؤسسات والمرافق الحكومية تحت تصرف القوات الإماراتية، ليس ذلك فحسب بل وسيطرت كليا على منابع النفط والغاز في محافظتي” حضرموت وشبوة”.

اثبتت الأحداث مؤخرا بأن الاطماع الإماراتية في الجنوب اليمني، ليست وليدة اللحظة، ولم تكن بإيعاز من النظام الإماراتي المشاركة في قوات التحالف من أجل ما يسمى “تحرير اليمن” بقدر سعي الأنظمة العربية” الإمارات والسعودية” تحقيق المشروع الاستراتيجي “الأمريكي الصهيوني” في المنطقة، والذي جاءت الحرب على اليمن تمثل المرحلة الرابعة للمشروع الصهيوني، بعد الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج، وما يسمى بالربيع العربي في 2011م.

فرضت القوات الإماراتية سيطرتها على الساحل الجنوبي لليمن، وانشأت العديد من القواعد العسكرية في مناطق ” حضرموت، شبوة، خليج عدن، جزيرة سقطرى”، وتخوض حربا من أجل السيطرة بالوكالة في استكمال المشروع الاستعماري الجديد في المنطقة ولكنه فشل في اليمن، وما محاولاتها أنشاء العديد من القواعد العسكرية في جنوب الجزيرة العربية، الذي كان ولايزال موقع اليمن الجغرافي محل اطماع القوى الدولية منذ ما قبل الميلاد، حيث أتجهت القوات الإماراتية في تصعيد منها نحو الساحل الغربي لليمن، واستطاعت انشاء قاعدة عسكرية لها في المخا.

من خلال الحرب والعدوان علي اليمن في 26 مارس2015، من ما تسمى قوات التحالف، اثبت الأحداث السياسية والعسكرية على مستوى المنطقة العربية، وتجلت العلاقات الثنائية بين الكيان الصهيوني وعدد من الأنظمة العربية لاسيما منها ” الإمارات والسعودية” وظهرت للعلن، لاسيما في تحقيق مشروعها الرامي إلى المصالح الصهيونية في المنطقة وتحديدا في البحر الأحمر وعلى ضفة السواحل اليمنية الجنوبية والغربية، بعد أن استطاعت “إسرائيل” بناء قواعد عسكرية لها في ارتيريا واثيوبيا، وتم اسناد المهمة من أجل الحصول على قواعد عسكرية  لها في السواحل اليمنية، للأنظمة العربية الساقطة في وحل الاحتلال الإسرائيلي.

لم تكن كما تدعيه قوات التحالف ومنها القوات الإماراتية في عدن، بعد استقبالها بالورود بأنها جاءت من أجل الشعب اليمني، إلا أنه لا فرق تماما بين” مدينة عدن والعاصمة العراقية بغداد بعد دخول القوات الأمريكية في 2003، تتشابه الأحداث، ولكن تختلف الأدوات والأساليب، ولكن السيناريو والإخراج العسكري الدموي الدامي في مختلف البلدان العربية  صادر من غرفة عمليات واحدة ، وبتمويل خليجي ،ولا فرق بينهما مطلقا.

اصبحت مدينة عدن وكغيرها من المحافظات الجنوبية تغرق في الفوضى الأمنية، وتردي وغياب تام للخدمات الاساسية ولأي مفهوم يسمى السلطات المحلية، والأكثر من ذلك هو فقدان للهوية اليمنية، والتي يدير شؤونها الضباط الإماراتيين، وأصبح المجتمع الجنوبي مجرد متلقي ما سيقدمه له الهلال الأحمر الإماراتي، وليس فضلا ولا منا منهم، بل هو من خيرات ثروة النفط والغاز الثروة البحرية.

وما اشبه اليوم بالبارحة.. اتخذت القوات الإماراتية من اساليب اغراق المحافظات الجنوبية  بالفوضى، وتكريس ثقافة العداء والتناحر بين أبناء اليمن، ضامنا من أجل بقاء قواتها واستمرار مصالحها، وهو ما أتبعه قوات الاحتلال البريطاني بعد السيطرة على مدينة عدن في العام 1839، سياسة ” فرق تسد”، وكما حول الاحتلال البريطاني المحافظات الجنوبية إلى مشيخات وسلطنات وإمارات متناحرة، استطاعت قوات الاحتلال الإماراتي جعل من المحافظات الجنوبية مجرد ” أحزمة ونخب ” متناحرة ودموية بشكل يومي،  وبتمويل وتسليح إماراتي، ولمواجهة كل من يخالف سياستها الاستعمارية بالقمع، ومن أبناء جلدتهم.

وبحسب تقارير منظمات انسانية وحقوقية يقبع أكثر من 13 ألف معتقل وسجين في المعتقلات والسجون السرية الإماراتية، والبالغ عددها 18 معتقلا سريا في مختلف المحافظات الجنوبية، بل وعملت مؤخرا على انشاء منفى ومعتقل سري لها في جزيرة سقطرى.

مع ارتفاع  الجرائم والانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية لاسيما منها مدينة ” عدن” التي تشهد فوضى أمنية ممنهجة، وتعاظم تواجد عناصر تنظيمي “القاعدة وداعش” الارهابيين، وتغذية العناصر الإجرامية بالمال والسلاح، اتسعت رقعة الجرائم أثناء تواجد القوات الإماراتية والتحالف، وباتت  عناصر “القاعدة وداعش” تنفذ عملياتها الإجرامية بكل حرية وأمام ومرأى الأهالي والسكان خلال العام الماضي،  وتوسعت أكثر خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، عمليات الاغتيالات التي استهدفت معظم القيادات العسكرية والأمنية، وارتفاع الجرائم التي طالت أئمة وخطباء المساجد إلى أكثر من 35 جريمة، ووصل الأمر بالأئمة والخطباء امتناعهم عن أداء الصلاة في المساجد، وغادرة الكثير منهم مدينة عدن.

وكانت قد كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان والتي تتخذ من العاصمة البريطانية ” لندن” مقرا لها دور العناصر الخاصة التابعة للاستخبارات الإمارتية في مدينة عدن، وبقية المحافظات الجنوبية.

مثلت تلك الجرائم مصدر رعب واقلاق للأهالي، حين طالت تلك الجرائم فئة الأطفال وتعرضهم  للاختطاف والاغتصاب والقتل، بالإضافة إلى اقتحامات منازل المواطنين، والذي حدث مؤخرا اقتحام شقة عميدة كلية العلوم الصحية ” رجاء علي مقبل” وقتلها مع احد ابنائها وحفيدتها وبدم بارد، كشفت التحقيقات عن دافع تلك الجريمة بأنها بحجة أنها ” شيعية” كما أفاد الجاني، ما يؤكد عن تكريس ثقافة الطائفية والمناطقية وتغذيتها من قبل قوات الاحتلال بين أبناء المجتمع اليمني

يأتي ذلك في ظل القبول بالمحتل الأجنبي الذي عمل على انتهاك العرض والكرامة، وسلب القرار السياسي لليمن وفوق كل هذا ينهب الثروة، ويتصدق عليهم بفتات من السلات الغذائية، والتي قد تكون اللوحات الدعائية أكثر كلفة مما يقدمه لأبناء المحافظات الجنوبية.

  ولكن في مختلف مراحل التاريخ لم تتلاشى النخوة والرجولة والكرامة لأبناء اليمن مهما عصفت به الأوضاع.. وها هي مدينة عدن اليوم تشهد بداية اليقظة الوطنية من أجل أن تستعيد شرفها الذي تم اغتصابه وتسليمها للمحتل الذي تغاضت ما تسمى نفسها “الشرعية” القابعة في الرياض، وحكومتها التي فقدت عذريتها في كل المحافظات الجنوبية عن كل جرائم قوات الاحتلال في عدن والمحافظات الجنوبية، والتي لم يكن بمقدورها أن تجد لها اليوم مأوى في مدينة عدن.

وما خروج أبناء مدينة عدن الشرفاء إلى الشوارع العامة وداس ابنائها صورا  لحكام وأمراء الخليج في الشوارع العامة، إلا إدراكا منهم على الواقع الدموي المأساوي الذي يضرب كافة مناطقهم، في ظل التسابق والصراع على مقدراتها من قبل ” الإمارات والسعودية” تحاول كلا منها تحقيق نجاحات سريعة وكبيرة في المشروع التدميري  الامريكي الصهيوني في المنطقة، والتي جعلت من ابناء بعض المحافظات الجنوبية أدوات رخيصة ومجرد أرقام تقاتل في صفوفها دون الإدراك منهم عن خطورة تدمير الأمن والاستقرار على الأجيال والمنطقة.

قد يعجبك ايضا