تحليل خاص // وكالة الصحافة اليمنية//
لم تكن اليمن على مر التاريخ معرضة لخطر الغزو الأجنبي كما هي الآن، وماهو فارق في الوضع وسبب خطورته أن العدو الغازي يستخدم يمنيين وقوداً لمعركته الخبيثة، التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً ولا تستثني أحداً.
ومن يستخدمهم العدو الذي شكل حلفاءً عربي برعاية ودعم أمريكي اسرائيلي، ليسوا فقط مسلحين فهناك قيادات كبيرة كانت تتسنم مراكز حساسة وكبيرة في الدولة كالرئيس المستقيل ورئيس حكومته وقيادات عسكرية، وجميعهم اشتراهم العدو بالمال.. ولكن ما مصير أولئك “الخونة” و”العملاء”؟!.
منذ عامين والرئيس المستقيل الذي قال أنه استدعى السعودية والإمارات لنجدته وإعادته إلى العاصمة اليمنية صنعاء كرئيس شرعي، لم يستطع العودة إلى اليمن وعاصمته المؤقتة، وحين حاول في فبراير 2017 العودة لم تسمح الإمارات لطائرته الهبوط في مطار عدن .
وبالرغم من محاولات هادي اليائسة في فرض قراره وتغيير قائد حراسة وأمن مطار عدن بقوة السلاح عبر تدخل مسلحين تابعين لنجله ناصر، إلا أنه لم ينجح ليس فقط السيطرة على المطار والهبوط بداخله ودخول عاصمته المؤقتة، بل وصل الأمر إلى قيام الإمارات التي تدخلت بصورة مباشرة وسريعة وقامت بدعم قائد أمن المطار الموالي لها بطرد هادي نهائياً من عدن والمحافظات التي يسيطر عليها التحالف..
ثم يظهر هادي في لقاءات اعلامية ويتحدث بغباء عن سيطرة ما أسماها بقواته على 80% من الأراضي اليمنية.
استنجد هادي بالسلطات السعودية علها تنقذه من بطش الإمارات، مستدراً عطفها، فكانت النتيجة وضعه داخل أحد قصور الرياض تحت الإقامة الجبرية ومنعه وعائلته من مغادرة المملكة، بالإضافة إلى منع حكومته من ممارسة مهامها الإدارية في أي محافظة يمنية يسيطر عليها التحالف.
حولت السعودية هادي وحكومته ودبلوماسييه والقيادات العسكرية الموالية له وحتى القيادات الحزبية إلى مجموعة من “العبيد” يأتمرون بأمرها ويبحثون عن رضاها، وكبلتهم بأغلال وأمعنت في امتهانهم.. بينما تركت للإمارات حرية العبث بأراضي اليمن الجنوبية، مستبيحة الثروة ومزعزعة للسلم الاجتماعي، وجاعلة من تلك المساحة الواسعة عبارة عن سجن أحكمت تحصينه وتعمدت جر الكثيرين من أبناء الجنوب بمختلف مشاربهم إلى زنازين القهر الإماراتية ولم تترك وسيلة تعذيب بشعة من الشواء إلى الانتهاك الجنسي إلا ومارسته بحق آلاف المعتقلين الموزعين على 18 سجناً أنشأتها داخل عدن وحضرموت وحتى في اريتيريا..!
لقد استغلت الإمارات “انبطاح ” هادي وبن دغر ومن هو على شاكلتهم، واحتلت محافظات جنوبية وأصبحت هي من تقرر ومن تعيين ومن تدير، ولم يكن غريباً أن يحدث ذلك في ظل رئيس مستقيل استجدى حماية السعودية والإمارات فأسقطتاه بصورة مهينة وأسقطت السيادة اليمنية على المناطق التي سيطرتا عليها..!
تبادلات السعودية والإمارات الأدوار في عدوانهما على اليمن الذي جاء بتوجيهات أمريكية، وراحا يوجهان صفعاتهم المؤلمة والقاتلة في أوقات كثيرة إلى كل حلفائهما اليمنيين، عبر توجيه متعمد لصواريخ طائراتهما الحربية التي كانت تنفذ مهماتها بدقة عالية – كما هو حالها عند استهداف المدنيين سواء في منازلهم أو أسواقهم ومناسباتهم الاجتماعية – وتقتل العشرات من قيادات ميدانية عسكرية وأفراداً يقاتلون في صفوف التحالف، فكان القتل جزاء لهم ونتيجة حتمية لمصير أي خائن وعميل.
ومن المثير للسخرية، أن هادي والموالين له، وقيادات عسكرية عُرفت منذ 40 عاماً بعملاتها للسعودية، وحزبيين ورجالات دين لطالما سبحوا بحمد “الكيان السعودي”، غرتهم أمانيهم بسلطة ظنوا أنهم سيمتطونها بفعل العمالة، لكن أمانيهم خابت وأبدلهم الله عنها بخزي يلاحقهم اليوم ، وحتماً بنهاية وشيك وفاضحة.
الأسبوع الفائت ظهر السفير السعودي محمد سعيد آل جابر في عدن، كاشفاً بطريقة مهينة للغاية، عن قرار السلطة في بلاده وضع نهاية للواء الفار علي محسن الأحمر ، نهاية تتناسب مع ما قدمه من عمالة غير مسبوقة لقائد عسكري حول بندقيته صوب بلده وشعبه.
حديث السفير عن تفاصيل هروب “محسن” بطريقة تعمد فيها إظهاره بالجبان الذي لم يمانع من أن يصبح “زوجة للسفير” ومنتحلاً صفتها ومرتدياً ثيابها مقابل أن يتم تأمين فراره..!
ومن الواضح أن الرياض وأبوظبي بدأتا منذ وقت مبكر في تقليم أظافر محسن، وقصقصت أجنحته وأياديه، وضيقت عليه الخناق تدريجياً في عدن وشبوة وحضرموت، ثم في تعز ولاحقاً في مأرب.. وقد تنوعت وسائل إضعافه سواء بقصف العسكريين الموالين له تحت مبرر “الضربات الخاطئة”، أو اغتيالهم، واعتقال كثيرين منهم..وطبعاً ما لحق بمحسن من إجراءات عقابية هي موجهة أيضاً لحزب الاصلاح.
وفي الوقت الذي كان “الاصلاح” يهيأ نفسه ليكون حاكماً لليمن ولو في ظل وصاية سعودية إماراتية، وحتى لو كان الثمن قتل عشرات الآلاف من اليمنيين وتشريد مئات الآلاف وتجويع وحصار الملايين وتدمير البنى التحتية لليمن كما أن التاريخية لم تسلم من التدمير، جاءت مكافأته شتات في مختلف بقاع الأرض، وقتل ناشطيه ومسلحيه وقيادات الصف الثاني ، على يد أسياده الذي لم يدع أي “معيبة” إلا وأقترفها أرضاً له.
وهاهو الإصلاح اليوم مطأطئ الرأس، يجر أذيال الخزي والإنكسار وراءه.. تطارده “الإمارات” في كل المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف، وطاردت له منها عبر أياديها من سلفيين وحراكيين وعفاشيين ، فضلاً عن تربع كثير من قياداته على قوائم الإرهاب التي أتفقت عليها الرياض وأبوظبي وواشنطن.. وكل ذلك في كفة، وتسليم رقابهم لطارق عفاش وقيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي في كفة أخرى.