لندن/وكالة الصحافة اليمنية//
قضت المحكمة العليا في بريطانيا بإسقاط حصانة السعودية أمام الملاحقات القضائية وهي الحصانة الممنوحة للمملكة بموجب قانون حصانة الدولة لعام 1978، وعلى هذا الأساس قبل قاض بريطاني دعوى رفعها المعارض السعودي “غانم المصارير الدوسري” ضد حكومة بلاده، حيث يتهمها بزرع برنامج تجسس على هاتفه الجوال والاعتداء عليه وسط لندن.
و”الدوسري” (41 عاما) هو كاتب ساخر وناشط على موقع “يوتيوب” حيث ينتقد الأوضاع في المملكة، وقالت عنه المحكمة العليا البريطانية، في قرارها، إنه “شارك بشكل بارز في النضال من أجل الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية”.
ويتهم “الدوسري” الحكومة السعودية بملاحقته، والتجسس على هاتفه باستخدام برنامج “بيجاسوس” الإسرائيلي، بالإضافة إلى محاولة استهدافه شخصيا، حيث قال إنه تعرض لاعتداء وسط لندن في نهاية أغسطس/آب 2018 من أشخاص أرسلتهم الرياض.
من جهتها، اعتبرت صحيفة “الجارديان” أن قرار القاضي البريطاني بالسماح لـ”الدوسري” بمقاضاة حكومة بلده، يعد سابقة من نوعها.
وأشارت إلى أن الحكم الذي أصدره القاضي “جوليان نولز”، يأتي استثناء، إذ إنه في المرات السابقة كان القضاء البريطاني يرفض المضي قدما في أي دعوة مماثلة، مستندا إلى اتفاقية قانون حصانة الدول 1978، وهو موقع عليه من قبل حكومتي السعودية وبريطانيا.
ونقلت الصحيفة عن “الدوسري”، الحاصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا، قوله: “لم أعد أشعر بالأمان وأنا أنظر من حولي باستمرار. لم أعد أشعر أنني قادر على التحدث باسم الشعب السعودي المظلوم ، لأنني أخشى أن أي اتصال مع أشخاص داخل المملكة يمكن أن يعرضهم للخطر”.
وتابع: “إنني أتطلع إلى تقديم قضيتي كاملة إلى المحكمة على أمل أن أتمكن أخيرًا من تحميل المملكة المسؤولية عن المعاناة التي أعتقد أنها سببتها لي”.
وسبق لـ”الدوسري” وصف حكومة بلاده بأنها أصبحت مثل نظيرتها في كوريا الشمالية في ظل حكم ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”.
وأشار “الدوسري” إلى أنه يخشى من أن يلقى المصير ذاته الذي تعرض له المنتقد السعودي “جمال خاشقجي” والذي اغتالته فرقة قتل سعودية داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2018.
ويعد “الدوسري” هو صاحب وصف “الدب الداشر”، الشهير لولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”.