سياسة بن سلمان ومصير الاقتصاد الخليجي!
وكالة الصحافة اليمنية: خاص/
ماذا بعد موجة العنف التي اجتاحت السعودية والتي قلب بن سلمان فيها كافة الموازين والانظمة في بلاده رأساً على عقب.
خطوة بن سلمان كانت هذه المرة جريئة جداً وكشفت عن الاحتقان السياسي الذي كان يدور في دواوين نظام الحكم في السعودية، ليطفوا على السطح، فبعد ان ازاح ولي العهد السابق نفذ بن سلمان حملة اعتقالات واسعة شملت مجموعة كبيرة من الامراء ورجال أعمال قريبين من نظام الحكم.
هذه الحملة التي ينفذها بن سلمان باسم “مكافحة الفساد” افرزت تغيرات وانعكاسات كبيرة على الاقتصاد الخليجي عامة والاقتصاد السعودي خاصة.
ففي وقت قياسي جداً من حملة الاعتقالات هذه تكبدت 6 بورصات خليجية خسائر فادحة متأثرة بتداعيات الحملة فيما سجلت 6 بورصات خليجية خسائر وصلت إلى 17.25 مليار دولار، وبورصة الكويت بواقع 7.17 مليار دولار ثم قطر بنحو 3.72 مليار دولار، ودبي 2.9 مليار دولار، ثم السعودية بـ1.6 مليار دولار، وأبوظبي بـ1.43 مليار دولار والبحرين بـ410.2 مليون دولار.
من الواضح ان موجة العنف وحملة الاعتقالات الواسعة التي نفذها بن سلمان ستكرر وستطال اخرين سواءً من السعوديين او غيرهم من المستثمرين العرب والأجانب، وهذا ما يدركه بقية رجال الاعمال السعوديين ودفع وسيدفع كثير منهم للهروب من السعودية وحتى من دول الخليج التي ترزح تحت سيطرة بن سلمان، خاصة عقب تحرك البنك المركزي الإماراتي للاستعلام عن حسابات مصرفية مملوكة لـ19 من الأمراء ورجال الأعمال الذين تم اعتقالهم في السعودية.
وهذا ما حدث بالفعل فوفق وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية ان عدداً من أثريا السعودية يحاولون نقل اصولهم الى خارج المملكة، وتفاوضون مع بنوك وشركات التأمين ومديري الأصول والمستشارين الاقتصاديين من اجل تحويل النقود والأصول المالية من السعودية ودول الخليج الى الخارج خوفاً من تجميدها، خصوصاً بعد تجميد 1700 حسابا مصرفيا لأمراء ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال.
وعلى ما يبدو ان كل هذه التداعيات التي حصلت في السعودية جراء السياسة التي انتهجها بن سلمان ستودي بالاقتصاد السعودي الى الانهيار التام، فبمقابل عجز في الموازنة يتجاوز 51 مليار دولار هذا العام، وفقدان الاحتياطي الاجنبي ثلث قيمته في السنوات الثلاثة الأخيرة ليقل حاليا عن 500 مليار دولار، ودخول الاقتصاد السعودي مرحلة من الركود في الربع الثاني من العام الحالي، تسارعت وتيرة السحب مرة أخرى من الاحتياطي الخارجي خصوصاً بعد دخول السعودية مستنقع الحرب بالعدوان على اليمن، بسبب التوسع في شراء الأسلحة عبر إبرام صفقات شراء ضخمة مع الولايات المتحدة وبلدان أخرى منها روسيا.
هذه الإجراءات والسياسات المتهورة التي سيتسمر بها بن سلمان لم يجن منها نظام الحكم في السعودية سوى العداوة من الداخل السعودي ومن الدول المجاورة والعربية الأخرى، بعتبارها سياسة قائمة على بسط النفوذ والسيطرة على القرار السياسي في تلك البلدان والتي سيسقطها بن سلمان تباعاً اما بمواصلة اغراقها في حرب الاستنزاف الى يقودها على اليمن، او بشن حرب مباشرة عليها في حال محاولتها الخروج من الوصاية السعودية، في حال لم تكن قادرة على الرد المباشر الذي سيجعل بن سلمان في وضع الاستسلام بمجرد التفكير بشن الحرب عليها.