تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
تعرض الشعب اليمني كغيره من شعوب الربيع العربي للضياع في السرداب المرعب لذلك الربيع (ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، والإقصاء والقتل والصراعات، العمليات الإرهابية، ومؤامرات الثورة المضادة، والتبعية المطلقة للخارج) إلا أن الشعب اليمني، يمتاز بخصائص قد لا يملكها غيره من شعوب العالم قاطبة وهي الصبر والتحمل والحكمة والإيمان.
من النكبة إلى الملحمة
بعد انبلاج الخيط الأبيض لفجر يوم الأحد 21 سبتمبر 2014، وشروق شمس الحرية، دبت في اليمنيين الروح الثورية المتطلعة للتغيير والحرية والاستقلال في ثورة شعبية سلمية، أنعشت الحياة من جديد داخل جسد ثورة 11 فبراير 2011، التي طُعنت بخنجر الغدر من قبل المبادرة الخليجية، وكادت أن تتحول إلى نكبة على الشعب اليمني لولا تجديدها بثورة 21 سبتمبر المجيدة.
وفي ظهيرة ذلك اليوم الشامخ فقد الجنرال علي محسن الأحمر أقوى الأذرع العسكرية لدول الوصاية الأجنبية في اليمن سيطرته الكاملة على ميليشيا الجماعات المتطرفة السلفية والإخوانية، داخل معقل تلك الجماعات في معسكر الفرقة الأولى مدرع وبدأ في حزم حقائبه “مرتدياً ملابس النساء ومتجهاً صوب السفارة السعودية في صنعاء” حسب تصريحات السفير السعودي.
عصر الحرية والاستقلال
خروج الملايين من الشعب اليمني في ثورة 21 سبتمبر السلمية كان أمراً طبيعياً، فعندما يستشري الفساد والفقر والظلم والقمع والقتل وتمكين العناصر الإرهابية من اقتحام المدن والمعسكرات بما فيها وزارة الدفاع وقتل الأبرياء من المدنيين في مساجدهم والأسواق والميادين العامة، وحصر مصالح الأمة بيد النافذين من أهل الفساد وعملاء الخارج، وحين يرى الشعب اليمني أن قرارات البلاد أصبحت مرهونة بيد سفراء الدول العشر الراعية لمؤامرة المبادرة الخليجية، بعد اقتحام السفير والخبراء الأمريكيين مخازن الأسلحة الاستراتيجية والدفاعية وحتى الأسلحة الخفيفة ويدمرونها في وضح النهار فإن الثورة هي قدر الشعب الوحيد والبوابة التي يتطلع من خلالها الولوج إلى عصر الحرية والتخلص من هيمنة الخارج على قراره السيادي والسياسي والاقتصادي وفرض الوصاية عليه وكأنه قاصراً لم يبلغ سن الرشد القانوني.
ووفقاً للمحللين والمراقبين العرب، فأن عظمة ثورة 21 سبتمبر التحررية تجلت في أخر تصريحات السفير الأمريكي أثناء مغادرته مطار صنعاء الدولي حين قال: “لم يعد لنا شيء في اليمن نفعله”.
ثورة بيضاء في وجه الأعداء
وبحسب المحليين والمراقبين، فان ثورة التحرر والاستقلال اليمنية تميزت بأنها ثورة بيضاء خالية من المكاسب السياسية وتصفيات الحسابات والأحقاد والتهميش والإقصاء، حين اعتمدت مُنذ بزوغها على الحكمة والمسؤولية والتضحية، لأنها ثورة جاءت باسم الشعب ولصالحه، وتجلى ذلك من خلال تنازل قادة الثورة عن المصالح السياسية والاقتصادية لصالح بقية القوي اليمنية بما فيها القوى التي وقفت ضد الثورة من خلال اتفاق السلم والشراكة المنبثق عن حوار وطني شامل.
إلا أن قوى الخيانة والارتزاق المعادية لليمن وشعبه، وقفت وبدعم الدول التي فقدت وصايتها على اليمن نداً لثورة 21 سبتمبر في محاولهم منهم احتواء أهدافها التحررية والانقضاض عليها قبل أن يقوى عودها ويصعب كسرها وهي نفس القوى التي حكمت اليمن منذ تنقيذ مؤامرة اغتيال الرئيس المقدم إبراهيم الحمدي في 11 أكتوبر 1977، ورسخت منذ ذلك اليوم الهيمنة السعودية والغربية على شمال اليمن، قبل أن ترسخ الوصاية الأجنبية على كامل اليمن شماله وجنوبه بعد حرب صيف 94م.
وبتوجيهات من الدول التي فقدت وصايتها على اليمن عملت القوى المعادية للشعب اليمني والتي تشكلت وترعرعت في كنف الحرب والاجرام والاستبداد والطائفية والاستغلال والاحتكار والغدر والخيانة والعمالة، بقيادة النخب العسكرية برئاسة علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر والنخب السياسية التي يقودها حزب التجمع اليمني للإصلاح ومناصروه وبعض النخب القبلية العميلة للسعودية على نقض ورفض وعرقلة تنفيذ الكثير من الاتفاقيات المنبثقة قبل وبعد ثورة 21 سبتمبر، وأبرز هذه الاتفاقيات هي:
-
النقاط العشرين
-
مؤتمر الحوار الوطني
-
اتفاق السلم والشراكة
لتسارع دول التحالف في إجهاض اتفاق مصالحة يمنية جديدة بحسب احاطة المبعوث الأممي لمجلس الأمن جمال بن عمر في 28 أبريل 2015، حيث أكد أن الأطراف اليمنية كانت قاب قوسين أو أدنى من إبرام اتفاق سياسي جديد، نتيجة حوار دام أكثر من شهرين عشية إطلاق التحالف لعملية “عاصفة الحزم”.
محاولات وأد الثورة