الخليج..وكالة الصحافة اليمنية..
احتجت ناشطات سعوديات على تخصيص النسخة العربية من مجلة «فوغ» الأمريكية للموضة، غلاف عددها المقبل لأميرة سعودية جالسة خلف مقود سيارة قبل أيام من السماح للمرأة في المملكة بالقيادة.
واستخدمت الناشطات تقنية «الفوتوشوب» لوضع صور زميلات لهن كانت السلطات اعتقلتهن خلال الأيام الماضية، مثل «لجين الهذلول»، وذلك بدلا من صورة الأميرة «هيفاء بنت عبدالله آل سعود».
ومن النادر أن تجد الأميرات ونساء الأسرة المالكة السعودية أنفسهن تحت الأضواء، إذ يحرص أفراد أسرة «آل سعود» على إبعاد حياتهم الخاصة والأسرية عن الأضواء ووسائل الإعلام.
وتظهر الأميرة «هيفاء» في صورة غلاف عدد شهر يونيو/حزيران وهي تجلس خلف مقود سيارة مكشوفة وهي بكامل زينتها.
وتقول الأميرة «هيفاء»، ابنة الملك السابق «عبد الله»، في مقابلة لها مع المجلة: «بعض المحافظين في بلدي يخشون التغيير، أنا شخصيا أدعم التغيير بحماس شديد».
وتؤكد الأميرة، وهي واحدة من بين ثلاثين من أبناء الملك الراحل، أن والدها كان مثل غيره من الآباء يحب أبناءه وكان قريبا منهم جدا.
وتضيف أن أباها كان يردد دائما: «نحن مع الشعب والشعب منا ورغم ما كنا نتمتع به من مزايا ورفاهية نحرص على أن نبقى متواضعين غير متعالين على الناس».
ويأتي تكريس عدد المجلة للسعودية ووضع صورة الأميرة على غلافها مع اقتراب موعد السماح للنساء السعوديات بقيادة السيارة بينما اعتقل عدد من النساء الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
وقالت الناشطة السعودية «منال الشريف»، في تغريدة لها على «تويتر» بمناسبة تخصيص العدد للنساء السعوديات: «سعيدة جدا بالاهتمام الذي تحظى به نساء وطني لكن دعونا لا ننسى الأبطال الحقيقين عزيزة اليوسف، لجين الهذلول، إيمان النفجان (اعتقلن مؤخرا ولازلن خلف القضبان)».
فيما قالت الناشطة «هان.جر إبراهيم» على حسابها: «من المفترض أن تكون عزيزة اليوسف في الصورة هي من ناضلت سنين وخرجت تُطالب بحقها وحقوقنا لا تسرقوا نضال المناضلات وترمونهم في السجون».
يشار إلى أن السلطات السعودية اعتقلت، منذ منتصف مايو/أيار الماضي، 11 من أبرز المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة على الأقل، وأطلقت السلطات لاحقا سراح «عائشة المانع، وحصة الشيخ، ومديحة العجروش، وولاء آل شبر»، ومن بين المحتجزين حاليا «لجين الهذلول، وإيمان النفجان، وعزيزة اليوسف، ومحمد الربيع، وإبراهيم المديميغ».
ويخشى الناشطون السعوديون وقوع اعتقالات إضافية قبل إعلان الحكومة المتوقع رفع حظر قيادة المرأة للسيارات في يونيو/حزيران الجاري.
ومؤخرا، قالت مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، «سارة ليا ويتسن»: «يبدو أن الحكومة السعودية غارقة في محاولاتها إسكات المعارضة لدرجة أنها تعيد استهداف الناشطين الذين التزموا الصمت خوفا من الانتقام»، محذرة من أن «موجة القمع الجديدة قد تجعل حلفاءها يشككون في مدى جديتها بشأن تغيير نهجها تجاه حقوق المرأة».
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وبعد تولي «محمد بن سلمان» ولاية العهد، نفذت السلطات السعودية موجة من الاعتقالات ضد رجال الدين والأكاديميين والناشطين وغيرهم، فيما يبدو أنها حملة منسقة ضد أي معارضة محتملة.
وقبل أيام، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن السعودية تحتجز آلاف الأشخاص لأكثر من 6 أشهر دون محاكمة، وفي بعض الحالات يمتد الاحتجاز لأكثر من عقد من الزمان.