متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن ولي العهد السعودي، الأمير “محمد بن سلمان” لم يكترث بمحاولة إماراتية لثنيه عن دعم خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يوميا، عبر إسناد قرار بهذا الشأن لتكتل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها “أوبك+”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، أن الإمارات أوفدت مستشار الأمن الوطني، الشيخ “طحنون بن زايد آل نهيان”، في مهمة سرية إلى السعودية لمحاولة إقناع “بن سلمان”، بعدم خفض الإنتاج.
ونقل التقرير عن مصادر مطلعة، لم تكشف الصحيفة عن هويتها، أن “طحنون بن زايد” التقى “بن سلمان” في سبتمبر، وحاول إقناعه بعدم خفض الإنتاج على اعتبار أن ذلك ليس ضروريا وقد يغضب الولايات المتحدة، ويخاطر بإظهار منتجي النفط كحلفاء لروسيا.
لكن “بن سلمان لم يكترث بمحاولة طحنون” بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن اختلاف الرؤية بين الإمارات والسعودية بشأن النفط يشي بعدم ارتياح بين أعضاء “أوبك+”، الذين يخشون من أن يؤدي خفض الإنتاج إلى الإضرار بعلاقاتهم مع الولايات المتحدة.
كما تُظهر رحلة “طحنون” أيضًا “الطموح المتزايد للإمارات كمنتج للنفط يمكنه تحدي السعودية في السياسة، حتى إن لم ينجح الأمر دائما”، بحسب ما أوردته الصحيفة الأمريكية، التي نوهت إلى أن تصاعد الانتقادات الغربية لقرار خفض إنتاج النفط ووجود خلافات داخل “أوبك+”، دفع السعودية إلى “الضغط على الإمارات ودول أخرى لإصدار بيانات تدعم خفض الإنتاج”.
وإزاء ذلك، أعلنت الإمارات رسميا دعمها الكامل لخفض الإنتاج، “لكن المسؤولين الإماراتيين أشاروا أيضا إلى واشنطن أنهم يستطيعون تزويد السوق بمزيد من النفط الخام، إذا لزم الأمر”، حسبما ذكرت الصحيفة.
ونوهت “وول ستريت جورنال” إلى أن اختلاف الرؤى بين الرياض وأبوظبي ليس جديدا، إذ أصبح البلدان منافسين اقتصاديين في السنوات الأخيرة، حيث يحاول “بن سلمان” جذب الشركات الأجنبية من دبي.
والعام الماضي، تصاعد خلاف علني نادر بين السعودية والإمارات بشأن إنتاج النفط داخل تحالف “أوبك+” المكون من 23 دولة، ودعا وزير الطاقة السعودي، الأمير “عبدالعزيز بن سلمان”، آنذاك الإمارات، إلى “التنازل والعقلانية” للتوصل إلى اتفاق قبل اجتماع عقد في يوليو/تموز 2021.
وجاء التصريح بعد رفض الإمارات لاتفاق يجري التفاوض حوله بين أعضاء “أوبك+” حول تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الحالي باعتباره “غير عادل”.
وتصاعد التوتر بشكل كبير بين الرياض وواشنطن مؤخرا بعد انتقادات متبادلة بشأن قرار “أوبك+”، الذي تقوده السعودية وروسيا، بخفض إنتاج البترول بأكثر من مليوني برميل يوميا، ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني، الجاري إلى حد تعهد الرئيس الأمريكي، “جو بايدن”، بـ “إعادة تقييم” للعلاقة الإستراتيجية المديدة بين الرياض وواشنطن.
كما اتهم المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، “جون كيربي”، المملكة بتقديم دعم “اقتصادي وعسكري ومعنوي” لروسيا، وهو ما نفته الرياض مؤكدة أن قرار “أوبك+”، اتخذ من “منظور اقتصادي بحت”.