المصدر الأول لاخبار اليمن

خطوات التطبيع السعودي مع الكيان الصهيوني تقترب من الإعلان الرسمي

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

يعود تاريخ تعاون القادة السعوديين مع قادة الكيان الصهيوني إلى عقود ماضية، الا انه بقي طي الكتمان، فيما يبدو أنه تطور وظهر الى العلن في عهد الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.

ففي فبراير 2014، ظهر رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير “تركي الفيصل” في مؤتمر ميونخ الأمني ​​ إلى جانب وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة “تسيبي ليفني”.

كما حضر “الفيصل” لقاءً آخر مع رئيس المخابرات العسكرية الصهيونية السابق “عاموس يادلين” الذي دعاه لزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى ومخاطبة الشعب الصهيوني في الكنيست.

ولسنوات عديدة، قاد الأمين العام السابق لمجلس الأمن القومي السعودي الأمير “بندر بن سلطان” جهودًا لإقامة علاقات سرية مع الاحتلال الإسرائيلي، بالتنسيق مع رئيس الموساد الصهيوني في ذلك الوقت “شبتاي شافيت”.

كما ان ظهور “نتنياهو ” على القناة السعودية الرسمية، ووصول مواطن أمريكي من أصل صهيوني يقول إنه “الحاخام الأكبر في السعودية” إلى المملكة بتأشيرة سياحية، من أبرز المؤشرات على التقارب السعودي الصهيوني.

الا ان ارفع تواصل مع الكيان الصهيوني ، حسب تقارير عبرية ، كان زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق “نتنياهو ”  للمملكة  والالتقاء بمحمد بن سلمان”، في نوفمبر 2020، لكن الخارجية السعودية سارعت بالطبع إلى نفي وقوع ذلك اللقاء.

وفي مقابلة له مع شبكة ” سي إن إن ” الأمريكية مطلع نوفمبر الجاري، تحدث رئيس وزراء العدو الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو “،قائلاً ” بدأت المملكة عملية تطبيع تدريجية معنا، وآمل أن يتم الانتهاء من التطبيع الكامل خلال السنة القادمة ” وقال إن التطبيع مع السعودية، سيكون هدفه الرئيسي، إذا تم إعادة انتخابه رئيسا للوزراء”.

وأكد ” نتنياهو ” أن “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع مع دول خليجية لم تكن لتتم دون موافقة السعودية.

وظهر ذلك في عدم إبداء السعودية أية معارضة، حين قررت حليفتها الأبرز “الإمارات” تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، كأول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بهذه الخطوة في سبتمبر 2020، قبل أن يطبع المغرب والبحرين علاقاتهما أيضا.

وتشير الكثير من التقارير الصحفية ، الى استعداد السعودية للانضمام الى قطار التطبيع مع دولة الاحتلال، بخاصة بعد الزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي “جو بايدن” إلى المملكة منتصف العام الجاري، والتقى خلالها ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”، كما تفيد تقارير أخرى سابقة إلى أن” بن سلمان” لا يمانع من التطبيع مع دولة الاحتلال، لكن وجود والده الملك “سلمان بن عبدالعزيز” هو العقبة الأبرز في هذا الطريق.

المراسل العسكري للقناة العبرية 13 ، “ألون بن ديفيد”  ذكر في تقرير مطول أعده من داخل المملكة وأثار ضجة في لدى الأوساط العربية والصهيونية فور نشره، إن ولي العهد محمد بن سلمان لديه تواصل يومي عبر تطبيق الواتساب مع القيادات الصهيونية.

كما كشف عن أن قصر الملك سلمان في العاصمة الرياض زاره على فترات مختلفة عناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي، رؤساء أركان جيش احتلال الإسرائيلي، وحتى بعض الجنرالات.

وشمل تقرير المراسل الإسرائيلي زيارته للمملكة؛ التي شملت التجول في سوق “الزل” في الرياض، ودخوله أحد أكبر مساجدها جامع الملك خالد بن عبدالعزيز، والاختلاط بين المصلين.

يتوافق ذلك مع ما أبرزته صحيفة “إسرائيل هيوم”  في يوليو الماضي ، عن وجود “تغيير جذري” في موقف مسئولي السعودية تجاه التقدم في مسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وذلك قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة.

وذكرت الصحيفة، أن مراسلها ومحلل الشؤون الأمنية فيها “يوآف ليمور” زار مؤخرا مدينة الرياض عاصمة المملكة ، ونقل انطباع المسئولين السعوديين وانفتاحهم على العلاقة مع “إسرائيل”، وذكر أنهم استقبلوه بابتسامات عريضة قائلين له أهلاً وسهلاً بك، وأعربوا عن رغبتهم بفتح علاقات عميقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

كما كشفت وسائل إعلام عبرية اخرى أن السعودية فتحت مؤخرا أراضيها لحاخامات يعلمون اليهودية في المملكة وذلك في أحدث صيحات التطبيع.

 

حيث ذكر موقع Jewish Insider العبري، أن مجموعة تضم 13 حاخاما من القادة اليهود الأمريكيين أجروا جولة سياحية في السعودية مطلع يونيو الماضي، هي الأولى من نوعها لقادة منظمة UJA إلى المملكة، وذلك بتخطيط واستضافة رابطة العالم الإسلامي برئاسة محمد العيسى المقرب من الديوان الملكي.

وذكر الموقع أن المجموعة التقت بعادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، ومحمد العيسى عضو رابطة العالم الإسلامي، والمسؤولون في “المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف”.

وأشار الموقع، ان الرحلة لبت الاحتياجات الدينية للمشاركين، وارتدى الحاضرون بفخر (الكيباه – القبعة اليهودية) في الاجتماعات الرسمية، وكان أحد الحضور يتلو “كاديش” ـ ترنيمة يهودية ـ كل يوم في منطقة العلا.

وحسب الموقع، ناقش المشاركون في لقائهم مع العيسى ميثاق مكة، وهو إعلان صادر عن رابطة العالم الإسلامي يؤكد المساواة بين البشر والتسامح الديني.

فيما أكدت وكالة رويترز أن حضور رئيس مجلس إدارة بنك “Leumi” الذي يعد ثاني أكبر بنك في  إسرائيل مؤتمر الاستثمار في الرياض ، يعد تطور كبير على مستوى دفع التطبيع مع المملكة.

صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت إن مشاركة رجال الأعمال الإسرائيليين في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي استضافته الرياض مطلع أكتوبر الماضي، يمثل إشارة واضحة على العلاقات التجارية المزدهرة والقبول المتزايد بإسرائيل في المملكة .

في المقابل، هناك إشارات واضحة صدرت عن المملكة، تعبر عن انفتاحها على التقارب مع الاحتلال الإسرائيلي، ففي مقابلة  أجرتها مجلة “اتلنتك” الأمريكية في مارس الماضي، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إن “المملكة لا تنظر إلى إسرائيل كعدو، وأنما كحليف محتمل”.

ومؤخراً، وافقت المملكة على إزالة قيود الطيران على مجالها الجوي لشركات الطيران التجارية، التي تسافر من تل أبيب وإليها، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء الصهيوني “يائير لابيد” الخطوة الرسمية الأولى نحو التطبيع مع الرياض.

وعلى مدى سنوات، أقامت السعودية والاحتلال الإسرائيلي علاقات اقتصادية عبر أطراف وسيطه لنقل المنتجات الزراعية والتكنولوجية الإسرائيلية إلى سوق المملكة من الضفة الغربية الى الأردن وقبرص.

ولاحقا، تعاونت السعودية والاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الأمنية، عبر شركة “NSO” الصهيونية للتكنولوجيا لتزويد السعودية ببرنامج التجسس “بيجاسوس”.

كما أرسلت السعودية رجل الدين “محمد العيسى” في يناير 2020، إلى بولندا لحضور احتفالات ذكرى المحرقة اليهودية، كما استقبلت أشخاصًا يحملون جوازات سفر إسرائيلية للمشاركة في سباق سيارات “رالي داكار” في يناير 2021.

 

 

وشهدت المناهج الدراسية السعودية تغييرات واسعة شملت إزالة محتويات دينية لا تتماشى مع دعوات الوئام والمودة حيال أتباع الأديان المخالفة للإسلام بخاصة اليهود.

ورصد أحدث تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في السعودية، أن الخطاب الديني المعادي للاحتلال الإسرائيلي أصبح “مهجورًا ونادرًا ما يحدث”.

فيما كشفت تقارير إعلامية غربية في مارس  2022 ، عن جهود لإنشاء خط إنترنت يربط المملكة بالاحتلال الإسرائيلي ضمن مشروع “بلو رامان” الذي يربط فرنسا بالهند بكابلين بحريين، ويتجنب المرور بالمياه المصرية، وتشرف عليه شركتا “جوجل” و”تليكوم إيتاليا” ، ومن المتوقع أن تعتمد عليه مدينة نيوم السعودية بعد اكتمال المشروع بعد عامين.

وصرح وزير اتصالات الاحتلال الإسرائيلي “يوعز هندل”، بأن المشروع سيربط بلدانًا كانت تعد معادية لإسرائيلي حتى وقت قريب.

ومؤخرا، كشف النقاب عن برنامج استطلاعي أمريكي في مياه الشرق الأوسط، عبر شبكة من المسيرات البحرية غير المأهولة، بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي والسعودية ودول أخرى.

فيما ذكر موقع “أكسيوس”، قبل أشهر، أن اتفاقا سعوديا إسرائيليا مصريا، يتيح حرية الملاحة في مضيق تيران وصنافير للسفن الإسرائيلية، بعد نقل ملكية الجزيرتين للمملكة.

وإضافة الى ما ذكر من المؤشرات على التقارب السعودي الصهيوني ، قال موقع “أكسيوس”، إن إدارة “بايدن” تعمل على وضع “خريطة طريق” لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الاحتلال الإسرائيلي والسعودية تبحثان، عبر الولايات المتحدة، مسائل اقتصادية وسياسية.

عموما، فإن العلاقات الأمنية والاقتصادية بين السعودية والكيان الصهيوني أصبحت علنية وبشكل صريح ولن يكون اعلان التطبيع المنتظر مفاجأة تستحق الوقوف عندها ، بخاصة بعد أقرار “بن سلمان” علنًا بحق الاحتلال الإسرائيلي في الوجود، خلال مقابله أجرتها معه مجلة اتلانتيك الأمريكية في مارس الماضي ، حيث هاجم القيادة الفلسطينية متهما إياها بالفساد وسوء الإدارة وتفويت فرص صنع السلام .

 

إضافة إلى قيام السعودية بسجن قيادات وناشطين من المقاومة الفلسطينية، بحجة ” الإرهاب” ، وهي مسائل تؤكد أن السعوديين لم يعد لديهم أي تحفظات تجاه التعاون الكامل والصريح مع الكيان الصهيوني على حساب قضايا ومقدسات الأمة الإسلامية.

قد يعجبك ايضا