تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //
يحتدم الصراع بشكل متسارع بين قوى التحالف في المناطق الفاصلة بين مضيق باب المندب ومحافظة تعز جنوب غرب اليمن.
حيث تجلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية ملامح عملية عسكرية مرتقبة تسعى فيها الميليشيات التابعة للإمارات إلى اجتياح معاقل مسلحي الإصلاح في محافظة تعز جنوب غرب اليمن.
التهديد الإماراتي الجديد ضد عناصر الإصلاح في تعز ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل مساعي الإمارات للسيطرة على محافظة عانت كثيراً من نيران الصراعات الدموية التي لم تهدأ يوماً فيما بين الفصائل المسلحة التابعة للتحالف.
قيادة خارج اللعبة
ومع تجدد التصعيد الإماراتي الأخير واستعانة الإصلاح بمقاتلي التنظيمات الإرهابية يواصل “مجلس الرياض الرئاسي” والحكومة التابعة للتحالف البقاء خارج دائرة الفاعلية تاركة المناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف في مواجهات دموية بين الإمارات والإصلاح.
وفضَّل المجلس المُشكل من قبل السعودية والإمارات ومسؤولو حكومته، الصمت وتجاهل القضية كأن ما حدث كان في قارة أخرى، في تنصلٍ معيب عن أي دور حتى وإن كان شكلياً، يسمح لمجلس الرياض الرئاسي تبرير إدعاءاته بتمثيل اليمن.
زحف جديد
وتستمر ميليشيات الإمارات في التقدم لفرض سيطرتها على الأرض في تعز حيث استأنفت ميليشيا “طارق صالح” منذ الساعات الأولى اليوم الأربعاء، زحفها باتجاه باتجاه مديرية الشمايتين التي تتمركز فيها قوات تابعة لحزب الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة.
يأتي ذلك، بعد يوم واحد من وصول مجاميع ضخمة من عناصر تنظيم “القاعدة” إلى معسكرات خاصة تابعة للتنظيم في مناطق قريبة من باب المندب، في منطقتي المضاربة ورأس العارة في محافظة لحج المحاددة لمديريات ريف تعز الغربي، قادمة من محافظة أبين، لدعم عناصر الإصلاح في مدينة التربة ومناطق أخرى في الحجرية.
ونقلت مصادر محلية بالمحافظة، أن ميليشيات “طارق صالح” تشق طريقها عبر منطقة الوازعية نحو مديرية الشمايتين بهدف السيطرة على مدينة التربية مركز المديرية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح.
تمهيد الطريق
وتسعى الإمارات للسيطرة على المناطق الواقعة تحت هيمنة حزب الإصلاح في تعز، بعد طرد مسلحي الحزب من عدن وأبين وشبوة، بالتزامن مع توجهات التحالف لطرد القوات التابعة للحزب من مديريات وادي حضرموت باستخدام مليشيا “الانتقالي الجنوبي”.
وفي السياق، أكدت مصادر محلية في محافظة تعز، أن تحركات ميليشيات “طارق صالح” الأخيرة باتجاه الشمايتين سبقها نشر وسائل إعلام تابعة للإمارات أنباء عن قيام تنظيم داعش بتعيين أمير جديد له فيما يسمى “ولاية تعز”، نهاية أغسطس الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن الإمارات استقطبت الآلاف من أبناء الحجرية في معسكرات “طارق صالح” عقب اغتيال قائد “اللواء 35” عدنان الحمادي مطلع ديسمبر 2019، وتشريد مسلحي اللواء.
وأفادت المصادر أن ميليشيات “طارق صالح” تخطط للسيطرة على معسكرات الإصلاح “الحشد الشعبي” التابع للقيادي حمود المخلافي، في مرتفعات الحجرية المطلة على الساحل الغربي.
واضافت المصادر أن طارق صالح وبتمويل إماراتي عمل على شق طريق عسكري يربط مدينة المخا الساحلية بمدينة تعز، لنقل قواته عبر منطقة الكدحة ـ البيرين.
ورقة القاعدة
في المقابل عزز حزب الإصلاح خلال الأشهر الماضية مسلحيه في منطقة التربة، بالعشرات من العناصر التابعة لقائد لواء النقل “أمجد خالد” المتهم من قبل الإمارات بقيادة عناصر تنظيم القاعدة والوقوف وراء التفجيرات والاغتيالات في محافظة عدن، وسط تداول انباء خلال اليومين الماضيين عن انتشار عناصر القاعدة بالمناطق الواقعة بين تعز ومنطقة طور الباحة بمحافظة لحج.
ويرى مراقبون عسكريون، ان الإمارات تستخدم العناصر الإرهابية ورقة للسيطرة على مختلف المناطق واخضاعها لسيطرة الفصائل التابعة لها في “عدن، أبين، شبوة، وادي حضرموت”، وأخيرا في تعز ومأرب آخر معاقل الإصلاح.
كما سعت الإمارات خلال الأشهر الماضية إلى نشر الفوضى والتفجيرات الإرهابية بواسطة العبوات الناسفة في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح لتلقى قواتها والميلشيات التابعة لها قبولا وترحيبا واسع في تلك المناطق على أنقاض مسلحي الإصلاح.
وبينت المصادر أن الإمارات وجهت “طارق صالح” قائد ما تسمى “حراس الجمهورية” وعضو “مجلس الرياض الرئاسي” بالزحف صوب مناطق الحجرية والمعافر بذريعة القضاء على العناصر الإرهابية في تلك المناطق، التي شهدت تفجيرات بواسطة العبوات الناسفة استهدفت مدنيين في التربة ومدينة تعز خلال شهري سبتمبر واكتوبر الماضين خلفت قتلى وجرحى، وسط اتهامات لخلايا “عمار صالح” بالوقوف خلف تلك الجرائم.
مخاوف تحبس الأنفاس