يشكل الفساد أحد أبرز المعضلات الرئيسية لعملية البناء والتنمية لأنه يمس البلاد ومؤسساتها وبنيتها التحتية وتوقف عملية البناء والتنمية ويقف حجر عثرة امام اي مساعي للتطوير والتحديث.
ان الفساد أصبح افة اجتماعية في غاية الخطورة وبناءا على ذلك يجب ان تتكاتف جهود جميع الجهات من اجل مكافحته والوقاية منه واثاره وتداعياته المدمرة على الوطن والمواطن يتم ذلك من خلال غرس قيم النزاهة والشفافية والتوعية بمخاطر الفساد وكيفية الوقاية منه.
حسنا فعلت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد وبالشراكة مع وزارة الاعلام بتنظيمها اللقاء التنسيقي الثاني مع قيادات المؤسسات الإعلامية حول تعزيز دور الاعلام الوطني في مكافحة الفساد والوقاية منه والتي تأتي في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
وبنظرة موضوعية يمكن القول ان البلاد امام معضلة كبيرة تتمثل بهذا الفساد الذي ينخر وزارات الدولة والحكومة ومؤسساتها ويعطل كل توجه نحو البناء والتنمية ويقف حجر عثرة امام خطط ا لتطوير والتحديث..ولا يسمح لعملية التطوير والبناء والنهوض والتنمية ان تتم.. يحبط كل جهد خير للعمل ولا يمكن في ظل وجوده تنفيذ اي خطط تنموية تستهدف احداث تغيرات في بنية المجتمع الي الافضل.
ان جهود مكافحة الفساد تقع على عاتق كافة منتسبي الجهاز الاداري للدولة كل من موقعة وبحسب قدراته وامكانياته وبما يؤمن وجود رؤية وطنية شاملة لمكافحة الفساد وغرس قيم النزاهة والشفافية والتوعية بمخاطر الفساد وآثاره السلبية.
هناك جهات كثيرة تعتبر بمثابة خط الدفاع الأول لمكافحة الفساد باعتبار ان الكل معنياً بهذه المكافحة.. وتتمثل تلك الجهات بوزارات ومؤسسات الدولة والحكومة لتكون بمثابة الرافد الأساسي لهيئة مكافحة الفساد على أن تتم عملية المكافحة تلك بالإمكانيات الموجودة والمتوفرة وتتسم تلك العلاقة بين الهيئة ومؤسسات الدولة ووزارتها بالديناميكية والموضوعية والمصداقية.