تحليل/وكالة الصحافة اليمنية//
يأتي العيد الـ 55 للاستقلال الوطني الـ 30 نوفمبر هذا العام في ظل ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد يشهدها الوطن اليمني خاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي نالت الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، بعد نضال مرير ضد سلطات الاحتلال البريطاني التي كانت توصف آنذاك كأعتى قوة استعمارية حيث كانت لا تغيب عن مستعمراتها الشمس لاتساعها وانتشارها الواسع في العالمين القديم والجديد.
وهاهو الاستعمار يعود لجزء غالي من الوطن بعد 55 عاما من الحرية والاستقلال لكن هذه المرة الاستعمار يختلف عن سابقه الاستعمار الجديد استعمار ناطق بالعربية وبرؤية حديثة وفق مصالح دول كانت تتربص باليمن لسنوات عديدة خلت.
لم يعد للاستقلال أي معنى منذ 8 سنوات مضت هي عمر الحرب الظالمة التي شنتها دول التحالف تحت رؤية وشعارات كاذبة روجوا لها لإخفاء أطماعهم الحقيقة في البلاد جغرافيا وتاريخ وحضارة وتراث وموقع متميز.
لم يأتي الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر على طبق من ذهب بل جاء بعد نضال مرير وشرس سطره أبطال اليمن وقدموا خلال مسيرتهم النضالية تلك القوافل من الشهداء من خلال كفاح مسلح خاضوه لانتزاع الاستقلال الوطني من أيدي أقوى قوة استعمارية في العالم “بريطانيا العظمى”.
لقد شكل 30 نوفمبر 1967 منعطفاً هاماً في تاريخ الجنوب بشكل خاص واليمن بشكل عام وتم الإعلان فيه عن جلاء أخر جندي بريطاني من أرض الجنوب لكن وبعد سنوات الاستقلال تلك هاهي عدن وبقية محافظات الجنوب تعود للهيمنة الاستعمارية الإماراتية السعودية التي دخلت بمسميات مختلفة مستغلة الظرف الاستثنائي التي تعيشه اليمن لتجد طالتها في قطيع من المرتزقة لتحكم سيطرتها وتنفذ أجندتها الخبيثة في الاحتلال والسيطرة على مقدرات المحافظات الجنوبية والشرقية ومدنها الساحلية وثرواتها والجزر في البحرين الأحمر والعربي.
لقد بات الاستعمار الآن عربي إماراتي سعودي وفعله أشد واقسى من الاستعمار البريطاني لم تعمل هاتان الدولتان التي توصف بالعربية أي حساب لتاريخ اليمن المجيد واسهاماته الجليلة في مسيرة الحضارة الإنسانية ولم تعمل أيضاً أي حساب لروابط الدين والانتماء القوي والجورة .. تنصلتا عن تلك المسميات ومارست خلال 8 سنوات ما لم يمارسه الاستعمار البريطاني في اليمن طيلة 129 عام من الاستعمار في عمل عدائي لليمن أرضاً وإنساناً وتاريخ وحضارة.
ع ص.
