خاص: وكالة الصحافة اليمنية
على مدى الأسابيع الماضية حشد التحالف قوات جنوبية ضخمة مدعومة من الامارات الى الساحل الغربي أملا في احتلال مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي المطل على خط مرور الملاحة الدولية.
هذه التحركات وما رافقتها من هالة اعلامية واسعة، روجت بأن ” معركة الحديدة” ستكون خاطفة وبزمن يسبق وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء، من أجل فرض واقع سياسي وعسكري جديد ، لكن الوقائع الميدانية وصلابة قوات الجيش اليمني، التي غيرت من معادلة المعركة على الأرض، خيبت توقعات الجميع .
لم يظهر المجتمع الدولي بموقف جاد بشأن هذه المعركة ، وظلت المواقف الدولية متذبذبة، الى أن بينت الهزائم المتلاحقة للقوات الجنوبية، استحالة الوصول الى الحديدة، حيث بدأت أمريكا تروج خلال الإعلام بأنها لم تؤيد عمليات الحديدة ، برغم أن الرئيس الامريكي ترامب وفقا لصحيفة وول استريت جورنال قال أن الادارة الامريكية تدرس طلباً من دولة الإمارات العربية المتحدة للحصول على دعم مباشر من الولايات المتحدة للسيطرة على ميناء الحديدة غربي اليمن .
صحيفة واشنطن بوست قالت أيضا إن التحركات العسكرية التي تقوم بها القوات الجنوبية، المدعومة إماراتياً، باتجاه مدينة الحديدة، قد جاء “على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة، والولايات المتحدة” ضد أي عمل عسكري من شأنه “تقويض محادثات السلام المأمولة”، و” تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن”.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤول أمريكي رفيع قوله ” لقد نصحناهم بالفعل بالمحافظة على أقصى درجات الحذر، وعدم التحرك في المدينة، أو الميناء لأسباب شتى”، مضيفاً ” أننا نحاول كف يد الإمارات عن استكمال العملية العسكرية في الوقت الراهن”. وأردف المسؤول الأمريكي، الذي أجرى محادثات في الأسبوع الماضي مع مسؤولين إماراتيين وسعوديين في العاصمة السعودية، الرياض، إن “الوضع بالغ السيولة”، في إشارة إلى مجريات معارك الساحل الغربي باليمن. وتابع المسؤول الأمريكي، في حديث إلى “واشنطن بوست”، أن الإماراتيين أعادوا التأكيد في الأسبوع الماضي على أنهم اللاعبون الرئيسيون في تلك المنطقة، وأن قواتهم لا تخطط في هذا الوقت للمشاركة في هجوم الحديدة، ولكن الوضع قد يتغير إذا تم شن هجوم عليهم، أو إذا تعرضوا لشيء من الاستفزاز العسكري من داخل المدينة .
وكشفت “واشنطن بوست” أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس طلب من الرئيس ترامب رفع القيود على الدعم العسكري الأمريكي المقدم للتحالف، الذي تقوده الرياض في اليمن، وهي قيود تعود إلى حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، مضيفة أن ماتيس اقترح تقديم “دعم إضافي محدود للعمليات العسكرية الإماراتية والسعودية في اليمن، إلى جانب منح الموافقة على العملية العسكرية المرفوضة في الحديدة ، علاوة على تقديم خدمات دعم عملياتي إضافية، في مجال الاستطلاع والاستخبارات.
وفي السياق ذاته ذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أن واشنطن تعارض أي جهود من جانب الإمارات والقوات الجنوبية اليمنية التي تساندها للسيطرة على مدينة الحديدة . ووفقاً لما نشرته وكالة رويترز أضاف المتحدث أن ” الولايات المتحدة واضحة وثابتة على مبدأ أننا لن ندعم أي أعمال من شأنها أن تدمر البنية الأساسية الرئيسية أو يحتمل أن تزيد من تدهور الوضع الإنساني الرهيب الذي اتسع نطاقه في هذا الصراع المتأزم “. على الرغم أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية أكدوا أن لدى الولايات المتحدة قوة خاصة داخل اليمن تقدم دعما للتحالف الذي تقوده السعودية للحرب على اليمن .
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي إن المعركة التي تخوضها القوات التابعة لسلطات صنعاء في الساحل الغربي هي مواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل فالأولى تشارك ببوارجها الحربية في البحر الأحمر والثانية تشارح بسلاحها الجوي في جبهات القتال.
واعتبر في مقابلة على قناة الميادين بالقول : ” نعتبر أننا نواجه إسرائيل وأميركا ببوارجها البحرية في الساحل الغربي وكذا مشاركة سلاح الجو الاسرائيلي في جبهات القتال”، مشيراً الى ما يتحدث عنه الإعلام التابع لدول التحالف وعلى رأسها القنوات السعودية والإماراتية بشأن طبيعة المعارك في الساحل الغربي، حيث قال: ” لا توجد انهيارات في الجبهات الحقيقية والاختراق كانت بأماكن فارغة وقد دخلوا المكان الخطأ وما احرزوه من انتصارات بأغلب الجبهات منها الساحل كانت انسحابات معلنة من طرفنا”.