تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
أثار قرار “رئيس المجلس الرئاسي” التابع للتحالف، باستبعاد أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت الكثير من التكهنات حول شكل المرحلة المقبلة في حضرموت.
ويعتقد الكثير من المراقبين أن قرار الإطاحة بأركان حرب ” العسكرية الأولى” الموالي للإصلاح، لا يبدو قراراً يهدف لانتزاع فتيل الأزمة، بقدر ما هو إعلان عن مرحلة جديدة لانتزاع وادي حضرموت من الحزب.
يمثل يحي أبو عوجا القائد الأبرز والأهم لمسلحي حزب الإصلاح في وادي حضرموت، ويعد قرار استبعاده من منصبه مقدمة لإقالة بقية قيادة الإصلاح العسكرية في وادي وصحراء حضرموت.
ويرى مراقبون أن الصراعات الأخيرة بين مكونات التحالف في وادي حضرموت، لن تخرج على السياق المألوف بإجبار حزب الإصلاح على تقديم التنازلات، باعتبار الحزب أصبح “الحلقة الأضعف” ولا يمتلك أي جرأة على فرض أي شروط مقابل القذف به خارج المشهد على يد التحالف.
ويبدو أن ردة الفعل الغاضبة التي قام بها ” اللواء 135″ الذي يستمر أبو عوجا بقيادته، في وادي وصحراء حضرموت، لا يبدو أكثر من رسالة تذمر، لن يلبث الوقت على اخمادها خلال أيام قليلة.
ويأتي قرار الإطاحة بأركان حرب ” المنطقة العسكرية الأولى” بعد أقل من يومين على عودة العليمي إلى عدن، جولة مشاورات قضاها في أبو ظبي الأسبوع الماضي.
ويعتقد البعض أن السعودية التي تدعم قرار بقاء مسلحي حزب الإصلاح في وادي حضرموت لا يمكن أن تكون بعيدة عن القرار، خصوصاً أن التسريبات الواردة من مدينة سيئون تقول بأن قائد القوات السعودية في حضرموت، علي المطيري، نصح أبو عوجا بعدم التمرد على القرار، حرصاً على عدم جلب الذرائع لقصف قوات الإصلاح في حضرموت.
وتفيد التسريبات أن دول التحالف تحاول إقناع حزب الإصلاح ـ الذراع السياسي والاجتماعي لجماعة الإخوان في اليمن ـ للقبول بمسرحية مقايضات، تتمحور حول ترك مأرب وتعز للحزب، مقابل التخلي عن وادي وصحراء حضرموت التي تعد من أكبر مناطق استخراج النفط في اليمن.
ورغم أن السعودية أظهرت حرصاً على دعم الحزب في صراعه الأخير مع الإمارات، حول وادي وصحراء حضرموت، إلا أن المؤشرات تؤكد أن النتائج لن تخرج عن قاعدة، استبعاد الحزب، التي يجري تنفيذها منذ معركة طرد مسلحي الحزب من عدن في ديسمبر 2019 ومروراً بسقطرى ثم شبوة وأبين في سبتمبر الماضي.