اعتبرت صحيفة “الجارديان” أن حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة “بنيامين نتنياهو” ستتسبب في خطر على إسرائيل من الداخل، واندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وقالت الصحيفة: “وصلت الأزمة في الأرض المقدسة إلى درجة الغليان، وسفك الدم على الطرفين، ولم يخف المبعوث الأممي تور وينسلاند كلامه أمام مجلس الأمن هذا الأسبوع. زيادة أعداد القتل في الضفة الغربية، هي الأسوأ منذ 2006، وعكرت المياه”.
وأضافت: “منذ يناير، قُتل حوالي 140 فلسطينيا في الأراضي المحتلة معظمهم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية. وخلفت هجمات الفلسطينيين 30 قتيلا صهيونياً”.
وقبل أيام، شعر المبعوث الأممي “وينسلاند” بالرعب من إطلاق النار على فلسطيني أعزل على يد عنصر من شرطة الحدود الصهيونية.
وكشف مقطع الفيديو المروع للقتل، أن “وينسلاند” كان محقا في التعبير عن رعبه، فقد وصف وزير الأمن العام الصهيوني الجديد، المتطرف “إيتمار بن غفير”، القاتل بـ”البطل”.
وتعتبر الكتلة الصهيونية بزعامة “بن غفير”، والداعي للتفوق اليهودي، “بتسلئيل سموتريتش”، الثالثة في الكنيست، وتعبّر عن العنصرية والعداء للمثليين، وكانت الرابح الأكبر في انتخابات الشهر الماضي.
والسبب الحقيقي لوجود المتطرفين من دعاة العنف في حكومة الاحتلال، هو “بنيامين نتنياهو”، بحسب الصحيفة، التي أضافت أنه متهم بالفساد وتلاحقه القضايا القانونية، لكنه عبر عن استعداده لدفع أي ثمن لمن يساعده على وقف الملاحقات القضائية ضده.
كما يريد “نتنياهو” امتطاء صهوة الراديكالية التي تنتشر وسط المجتمع اليهودي، فنسبة 60% من الناخبين يعتبرون أنفسهم من اليمين المتطرف، وهي نسبة أعلى من 46% التي سجلت في عام 2019.
وبحسب الصحيفة، يجب أن تُقلق هذه التوجهات الكيان الصهيوني، فمنذ احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967، سمحت لنفسها بمستوى من النكران الواضح بشأن تعميق احتلالها للأراضي الفلسطينية، والزعم أن الضفة الغربية خاضعة لإدارة عسكرية غير سياسية ملتزمة بالقانون الدولي، وأن هذا الوضع هو مؤقت لحين التوصل إلى اتفاق دائم مع الفلسطينيين.
ولكن منح حزب “سموتريتش” السيطرة على الضفة، يكشف عن المهزلة، ويؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو نوع من الفصل العنصري، وفقا للتقرير.
ويبدو أن “نتنياهو” يراهن على أن العالم سيتجاهل، وأن أصدقاؤه في الخليج سيقفون معه.
وقالت إدارة “بايدن” إنها ستحكم على الحكومة الجديدة من خلال أعمالها لا شخصياتها.
لكن اليمين المتطرف يسير على وقع طبوله، فـ”سموتريتش” يدعم ضم الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات وهدم بيوت الفلسطينيين.
ويخطط “بن غفير” لزيارة استفزازية للحرم الشريف في الأقصى بذريعة أن اليهود يعانون لممارسة شعائرهم الدينية.
وترى الصحيفة أنه لو تحولت هذه الأقوال إلى أفعال، فإن انتفاضة فلسطينية ثالثة لن تكون بعيدة.
وختمت: “هذا تفكير كئيب، ولكنه الطريق الذي تسير إليه السياسات الصهيونية المؤسفة”.