المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1439 هـ (مواصفات المؤمنين)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين.، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض […]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين.، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في القرآن الكريم يرسم لنا الله سبحانه وتعالى سبيل النجاة والفوز والفلاح، ودين الله سبحانه وتعالى وهديه ونوره أتى لإنقاذ البشرية وهدايتها وإصلاحها، ولما يضمن فلاحها ونجاحها وفوزها، وفي القرآن الكريم يبين الله لنا طريق الفلاح كيف نكسب هذه الحياة كيف لا تكون هذه الحياة التي نعيش فيها فيما نحن فيه من أعمال وتصرفات ومواقف وسائر الحالة السلوكية لا تتحول إلى وبال ووزر علينا، وإثم وسبب لسخط لله، وسبب للشقاء، وسبب للخسران.
والإنسان بفطرته فطره الله سبحانه وتعالى على أن يحب لنفسه الخير وأن يخشى على نفسه الشر والسوء والخزي والعذاب والهوان مفطور في فطرته (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ولكن الإنسان أحياناً يخطئ، وأحياناً تستغل حالة الرغبة لديه بخير نفسه ونفع نفسه وراحة نفسه وسعادة نفسه فيعمل إبليس، يعمل الشيطان، وتعمل الشياطين من الإنس والجن وكذلك الميول النفسية التي تنفصل عن حالة التفكير الصحيح والفهم والوعي الصحيح تتجه بالإنسان إلى حيث الشر، إلى حيث الفساد، إلى حيث الخطر، ويهن الإنسان يتجه يريد لنفسه السعادة في فعل ما أو تصرف ما أو عمل ما أو موقف ما يرى فيه الخير لنفسه فإذا به شراً، وإذا به خطراً كبيراً عليه.
القرآن الكريم لابدّ من العودة إليه، وطريق الإيمان التي رسمها الله سبحانه وتعالى هي الكفيلة أن تحقق للإنسان الفلاح والفوز والخير، الخير في هذه الحياة والخير الأبدي والدائم والباقي في الآخرة، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة مهمة في القرآن الكريم وسميت “المؤمنون” قدمت فيها المواصفات الرئيسية الكفيلة بتحقق الإيمان.
وطريق الإيمان هو الكفيل بتحقق الفلاح للإنسان حتى يكون من الفائزين في هذه الحياة من الناجحين في هذه الحياة، لا يخسر حياته هذه لا يخسر عمره، لا يخسر هذه الفرصة التي أعطاه الله سبحانه وتعالى وهو تائه يبحث عن سعادة نفسه حيث يضر بنفسه حيث يحمل نفسه الأوزار والآثام والمعاصي والذنوب.
نقرأ من سورة المؤمنون أول هذه السورة، فيما فيها من مواصفات مهمة ورئيسية ونماذج أساسية من أعمال المؤمنين والتزاماتهم، وطريقة القرآن الكريم عندما يتحدث عن المؤمنين وعن المتقين ويقدم نماذج رئيسية، هي تضمن ما عداها يعني إذا تحققت هذه النماذج الرئيسية فلا بدّ أن يتحقق معها ما بقي من الالتزامات العملية وما بقي من الانضباط فيما بقي أن ينتهي الإنسان عنه، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) قد أفلح المؤمنون قد هذه يقولون عنها أنها تفيد التحقيق، تحقق وتؤكد أن الفلاح تحقق لمن في هذه الحياة من الذي فاز بحياته هذه من الذي سعى في حياته هذه بما يضمن لنفسه الخير والفوز بالخير والفوز بالسعادة الأبدية والحياة في هذه الدنيا بطمأنينة وسمو وشرف وسعادة وكرامة وعزة، من؟!! فئة واحدة، فئة واحدة من بين كل البشرية، والكثير من الناس يتخبط هنا وهناك، والكثير من الناس يبذل جهداً عملياً رهيباً وكبيراً جداً في مساعيه لتحقيق الخير لنفسه في تحقيق السعادة لنفسه لضمان المستقبل الأبدي أو المستقبل الصالح لنفسه حتى أن المستقبل بات هاجساً رئيسياً لدى الناس كثقافة عامة، يريد أن يؤمن مستقبله، من الذي يؤمن مستقبله الدائم والحقيقي على أرقى وأعظم مستوى؟!! هم هؤلاء.. هذه الفئة، المؤمنون، والمؤمنون من هم؟! هذه مسألة مهمة جداً سبق لنا في محاضرات سابقة الحديث عن أن الانتماء الإسلامي كمسلم مثلاً هو انتماء واسع، انتماء واسع داخل الانتماء الإسلامي ينبغي أن يسعى الإنسان المسلم ليحقق في واقعه التقوى والإيمان، فيرتقي إلى درجة الإيمان، من حالة الانتماء العام للإسلام إلى حالة الانتماء للإيمان، انتماؤك للإسلام هو الخطوة الأولى في الطريق وبات يهيئ لك هذه الفرصة، فرصة أن تنعم بهذا الدين أن تنعم بتوجيهاته بتشريعاته، وبات ميثاقاً ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى لمواصلة مشوارك في هذا الطريق للسير فيه عملياً، بما تعمل.. بما تتخلق به.. بما تتحلى به.. بما تلتزم به وليس فقط تصل إلى الخطوة الأولى في الطريق ثم تتوقف عندها ولا تواصل المشوار.
الله يقدم في القرآن الكريم مواصفات للمؤمنين مواصفات رئيسية لا يمكن أن يكون الإنسان من المؤمنين إلا إذا تحققت لديه هذه المواصفات إذا أخل بها ولم تنطبق على واقعه على توجهاته فهو لم يصل بعد إلى أن يكون من المؤمنين وبالتالي لن يكون من المتقين بالتأكيد .
يقول الله سبحانه وتعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) من هم هؤلاء المؤمنون؟ (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الذين يُصلّون هم الكثير، المصلين هم الكثير، أكثر أبناء أمتنا الإسلامية يصلون، وباتت الصلاة لدى الكثير من الناس حالة روتينية اعتيادية وبشكل بارد جداً، ليس لها روح ليس لها أثر، وأحياناً البعض من الناس يفصلها عن كل شيء في هذه الحياة لا يعي قيمة هذه الهبة الربانية، الصلاة عطية إلهية عظيمة ومحطة تربوية إيمانية راقية جداً وعظيمة الأثر جداً، لكن لمن يعي ذلك ولمن يتفاعل معها بناءً على ذلك، ولذلك لو نأتي إلى الحديث عن الصلاة في القرآن الكريم حديث واسع جداً وهي في الإسلام الركن الثاني منه، ركن عظيم وأساسي جداً، ويتعلق بها مسائل كثيرة جداً لا يسع الوقت للحديث عنها لكن محطة مختصرة نتحدث قليلاً عنها.
الصلاة هي وقفة، وقفة خشوع يعبر الإنسان فيها عن عبوديته لله، بأذكار وأفعال معينة كلها يعبر فيها عن عبوديته لله سبحانه وتعالى ويذكر الله ويتذكره وهذه مسألة رئيسية في الصلاة التذكير لنا بالله ودفعنا إلى التذكر والذكر لله سبحانه وتعالى بقلوبنا وألسنتنا، بوجداننا ومشاعرنا، وفي هذه الوقفة رسم الله لنا فيها فيما شرعه عنها كيف تكون وقفة عظيمة ومعبرة فعلياً عن حالة العبادة، لكن تحتاج إلى التفاتة واعية إلى انتباه إلى تركيز حتى يستفيد الإنسان بالشكل المطلوب.
شرع الله وقفة الصلاة هذه في أوقات محددة، هذه نقطة مهمة، أوقات محددة، وهذه الأوقات جُعلت متوزعة في اليوم والليلة حتى تعالج لدى الإنسان آثار هذه الحياة، الإنسان يحتاج إلى رعاية مستمرة لنفسه.. كثيراً ما يعيش الإنسان في واقع هذه الحياة الكثير من المؤثرات التي تؤثر على نفسه سلباً إما في الرغبات، إما في الشهوات، وإما في الانفعالات وحالة الغضب، أشياء كثيرة تؤثر على الإنسان، إما تغريه وإما تستفزه، أشياء كثيرة تؤثر على سلوكه على نفسيته، وأخطر شيء على الإنسان هي حالة الغفلة عن الله سبحانه وتعالى إذا غفل عن الله تمكن الشيطان من التأثير عليه، إذا لم يعد يتذكر الله، يتذكر عظمة الله، يتذكر قوة الله، يتذكر وعد الله ووعيده، يتذكر رحمة الله، رعايته، نعمته، كرمه، يتذكر عبوديته لله يتذكر مرده، مصيره، مرجعه إلى الله، يتذكر كل ما يتصل بعلاقته بالله سبحانه وتعالى من واقعه كعبد تربطه بالله كل الروابط، رابطة الافتقار إلى الله والحاجة إلى الله وأن يحوطه الله على الدوام برعايته ورحمته وكرمه وفضله إلخ..
حالة الغفلة التي ممكن أن يعيشها الإنسان هي الحالة التي قد يستغلها الشيطان وشياطين الإنس وشياطين الجن فيؤثرون على الإنسان ويستميلونه إلى الفعل الخاطئ والتصرف الخاطئ بأي شكل من الأشكال، ولذلك تأتي الصلاة في أوقات متعددة مثلاً من الفجر إلى وقت الظهر وقت زمني معين تأتي وقت الظهر إلى وقت العصر ما يساعدك على هذه الالتفاتة إلى هذا الاستذكار إلى العودة إلى الله سبحانه وتعالى والإقبال إليه فيعالج ما يمكن أن يكون قد طرأ على نفسيتك من الصباح إلى فترة الظهر، ثم إلى فترة العصر، هكذا نأتي إلى المغرب والعشاء مثلاً من فترى العصر إلى المغرب والعشاء فترة زمنية معينة، يمكن أن يكون الإنسان فيها قد غفل يمكن أن يكون قد انشغل بشؤون حياته يمكن أن يكون قد لقي وعانى وعايش وعاين الكثير من المؤثرات السلبية، تأتي تلك المحطة في صلاة المغرب والعشاء لتؤثر فيه الأثر الإيجابي من جديد لتصقل نفسيته، لتنعش روحيته من جديد، لتعالج تلك التأثيرات السلبية في نفسه من جديد وهكذا ما بعد المغرب والعشاء إلى الفجر .
الله جعل الصلاة عطية وهبة ووسيلة عظيمة تساعدنا على أن نعيش فيها فعلياً بالفعل وبالقول حالة الاستشعار والتعبير عن العبودية لله وهذا يترك أثراً إيجابياً كبيراً في نفس الإنسان، ويحسسه بالشعور بالقرب من الله والاتصال بالله والارتباط بالله، وهذه العلاقة، الإحساس بهذه العلاقة مع الله في كل ما تتركه من أثر وطمأنينة وسكينة على نفسية الإنسان، واستقرار نفسي يساعده على الانطلاق في هذه الحياة بانتعاش وتماسك وقوة واستقرار نفسي، والاستقرار النفسي مهم جداً في واقع الحياة، الذين فقدوا الطمأنينة والاستقرار النفسي كيف هم في واقع الحياة؟! حالة طيش حالة عذاب حالة انفلات في تصرفاتهم حالة من الهمجية حالة من الطغيان حالة من استبساط الجريمة والتهاون بفعل الجريمة، حالة خطيرة جداً، فقدوا الاستقرار والاتزان والطمأنينة النفسية والشعور بقدسية الوجود الإنساني المتصل بالله المرتبط بالله، المؤمن بالله سبحانه وتعالى.
حينها يعيش الإنسان بعيدا عن هذا الجو القدسي الروحي الذي يسكب الطمأنينة في مشاعر الإنسان، ويترك الإنسان يعيش جو القداسة والإيمان والإحساس بقيمة هذا الوجود الإنساني، الكلام يطول جدا حول هذا الموضوع.
الصلاة المؤثرة، الصلاة المعبرة، الصلاة العظيمة هي التي تتوفر فيها جملة من العناصر الرئيسية، وهذا ما ينبغي أن يركز عليه الإنسان المسلم حتى لا تتحول صلاته إلى حالة اعتيادية غير ذات أثر ولا فائدة إلا بشكل محدود للغاية جدا، فيمكن للإنسان كلما زاد تركيزه كلما اكتملت تلك العناصر الرئيسية والمهمة، كلما انتفع بالصلاة أكثر وأكثر وكلما زادت علاقته من خلالها بالله أعظم وأعظم، وكلما اكتسب من خلالها النتائج العظيمة جدا على المستوى النفسي والمعنوي والعملي والسلوكي.
صلاة المؤمنين هي صلاة خشوع، فيها إقبال إلى الله بأنفسهم، بوجدانهم بقلوبهم، بمشاعرهم، فيها انتباه إلى ما يقولون وإلى ما يفعلون، يذكر الله وهو مستحضر في ذاكرته وذهنه للذكر الذي يذكره، يعني هو لا يذكر الله وذهنه هناك بعيدا كليا ومنفصلا نهائيا عما هو فيه من ذكر وفعل في الصلاة، ثم أفعال الصلاة كذلك يستحضرها حينما يركع لله، يستشعر أنه يعبر بركوعه عن حالة الخضوع لله سبحانه وتعالى، حينما يسجد ويخر إلى الأرض، سيخر إلى الأرض ساجدا يستشعر أنه في أرقى حالة تعبير عن العبودية والخضوع المطلق لله سبحانه وتعالى، وهكذا يتفاعل في ذاكرته في وجدانه في استشعاره في استحضاره الذهني، يتفاعل مع الأذكار والأفعال التي يؤديها أثناء الصلاة، ويتعود على ذلك، يتعود على ذلك تدريجيا، وطبعا لا مثلا نأتي لنتحدث مثلما يتحدث البعض من الناس غير الواقعيين الذي يفترض حالة لكل الناس من الخشوع والإقبال إلى الله ينفصلون فيها عن واقع الحياة كليا، حيث أنه لم يعد ينتبه إلى ما حوله ولا يحس بشيء ولا يسمع شيء، لا، هذا المقدار من الاستحضار الذهني بخضوع الذي يصاحبه خضوع واستشعار لحالة العبودية من الانتباه لما تقول وما تفعل وماذا يعني ما تقول وما تفعل، هو خشوع ويترك الأثر الإيجابي والعظيم في نفسية الإنسان وتستفيد من خلاله استفادة كبيرة من الصلاة، كلما استقوى كلما كبر، كلما عظم كلما كان أثره أكثر وأطيب وأعظم.
الصلاة بنفسها صممت بطريقة في شكلها وأدائها لأن هناك الحالة الذهنية والنفسية، حالة ذهنية تركيز، حالة نفسية استشعار للعبودية، وحالة فعلية، انضباط أثناء الصلاة وسكون، فإذن الخشوع له ثلاثة عناصر أساسية، هذه خلاصة الأمر وتلخيص، الحالة الذهنية بالتركيز، والحالة النفسية باستشعار العبودية، وتعيش نفسيا بالجو النفسي مع ما تفعل وتقول، وفي نفس الوقت حالة فعلية وعملية هي السكون أثناء الصلاة، طبعا الصلاة يمنع فيها التصرفات الأخرى، لها أذكار ولها أركان ولها حالة معينة هي في الأساس وقفة يقف الإنسان فيها ساكنا وخاضعا، ممنوع عليه أثناء الصلاة يتلفت، ممنوع أن يتحدث إلى الآخرين من حين يكبر تكبيرة الإحرام، يحرم عليه كل أفعال من خارج الصلاة، سواء كلام مع الناس، هذا ممنوع، تلفت، انشغال بأفعال وتصرفات أخرى، يفترض أن يقف وفي وقفته تلك حالة الإرسال طبعا هي الحالة المعبرة عن حالة السكون والخشوع، وهذا معروف في الواقع البشري في كل مقامات الإجلال والوقار، والسكينة يرسل الناس أيديهم، وهذه عندنا فيما هو ثابت عن أهل البيت عليهم السلام وعن رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم أنها هكذا الصلاة، في وقفتها حالة سكينة وخشوع وإرسال وإقبال إلى الله سبحانه وتعالى، وممنوع أن تتلفت أن تنشغل بأشياء أخرى ذهنيا أو فعليا، في حركة يديك في تصرفاتك إلى غير ذلك، حتى النظر، تركز بنظرك إلى الأمام ولا تتلفت بنظرك، تحدق هناك أو هناك، هذا غير مقبول في الصلاة، فإذا تحققت هذه العناصر الثلاث، الذهنية والنفسية والفعلية وانضبط الإنسان في وقفته في الصلاة وفي مؤداها كما ينبغي عاش حالة الخشوع فيها وتتفاوت هذه الحالة بمستوى المراتب الإيمانية، ولكن يمكن للإنسان أن تتدرج عنده هذه الحالة و أن تتنامى حتى يصل إلى مراتب بحسب ما يوفقه الله إليه، هذا له أثر كبير في الالتزام السلوكي والإيماني، هذه حالة معبرة عن الإيمان، كلما عظم إيمانك زاد خشوعك وكلما زاد خشوعك زاد إيمانك، وتساعدك على أن تكون في هذه الحياة مطيعا لله خاضعا لله، خاشعا لله، بعيدا عن حالة الأنفة والاستكبار التي موجودة لدى البعض، والتعنت أمام أوامر الله وتوجيهاته، (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، وهذا جانب آخر في العلاقة الإيمانية وفي الالتزامات الإيمانية وفي الصفات الإيمانية، الإعراض عن اللغو، اللغو كل الكلام السلبي، الكلام السلبي، يدخل مثلا السب، الغيبة، النميمة، الكلام السيء، الكلام الفاحش، الكلام القذر، الكلام، كل الكلام الباطل، يقولون كل ما ينبغي أن يلغى من القول، ما يطرح يترك، يترفع الإنسان عنه، ما يليق بك أن تتكلم به، أو أن تتفاعل معه، وحالة الإعراض عن اللغو يدخل فيها اجتنابه، ما تأتي أنت، تكون نظيف اللسان، سليم اللسان، وتكون ممن يتعاطى بمسؤولية تجاه ما يقول ويعبر ويتحدث، أو يكتب، لأن الكتابة أحد اللسانين، ما تكتب يتبع ما تقول، لأنه حالة تعبير، الكتابة هي حالة تعبير والنطق حالة تعبير، فيلحق ما تكتب وبالذات ونحن في عالم، عالم اليوم فيه الانترنت، في الشبكة العنكبوتية، مواقع التواصل الاجتماعي، كل تلك الدواهي، فالمؤمنون يتميزن عن غيرهم بأنهم ليسوا عبثيين في هذه الحياة ولا منفلتين، مكارم الأخلاق تضبط سلوكهم، وأداءهم، وحركتهم في هذه الحياة فيما يقولون وفيما يكتبون، واليوم مجتمعنا الإسلامي بأحوج ما يكون إلى الالتفات إلى هذه التوجيهات الإلهية، وإلى السعي أن ينضبط، ويلتزم بهذه الضوابط وهذه السلوكيات، وأن يعود إلى هذه الصفات العظيمة والمهمة، فأنت في نفسك كن مجتنبا للكلام السيئ، وما يلحق به من كتابات سيئة، لا تأتي لتقول الكلام الفاحش، ولا البهتان ولا الزور ولا الإساءة ولا الكلام الجارح بغير الحق، ولا الكذب ولا كل، الكلام السيئ دائرة واسعة يعني تعبر عن حالة اللغو، دائرة واسعة يدخل فيها الكذب، يدخل فيها البهتان، يدخل فيها الزور، يدخل فيها الافتراء، يدخل فيها الفحش، يدخل فيها الغيبة، يدخل فيها النميمة، يدخل فيها كذلك أشياء كثيرة تدخل فيها، الباطل، يدخل فيها أشياء كثيرة، فأنت كن متنزها، كن مسؤولا، متحليا بالمسؤولية فيما تقول، وقيد ما تقوله بمكارم الأخلاق، تقول الصدق، تقول الحق، تقول الصلاح، تقول التي هي أحسن، تعبر بالكلام المفيد، بالكلام النافع ولا تكن عبثيا لاهيا، مستهترا، تقول كل شيء ولا تنضبط، أو تكتب كل شيء، ثم في تفاعلك مع الآخرين، لا تنزلق مع الآخرين، البعض مثلا في الانترنت، في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الحديث مع الناس، أو في الرسائل في الجوالات، يأتي إنسان سيء، إنسان تافه، يرسل له برسائل أو يبدأ يتعامل معه بتواصل أو برسائل إما فاحشة أو بذيئة أو سيئة، أو تافهة أو ضالة، أو باطلة، يبقى يتفاعل معه ويراسله ويدخل معه في أخذ ورد وتعاطي وتفاعل، هذا التفاعل مع الناس السيئين مع أصحاب اللغو، هذا التفاعل معهم والتبادل معهم للأخذ والرد والكلام، لا ينبغي، أقفل المجال، أرسل إليك برسالة سيئة أو فاحشة أو بذيئة أو تافهة أو يسعى لاستمالتك لجريمة أو لفساد، أو تأثير على نفسيتك، اقفل المجال أمامه، لا تتعاطى معه، اعرض عنه واتركه، اقفل المجال أمامه، (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، هذا جانب مهم في حياتهم، (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)، الزكاة يعبر فيها، في الإسلام يعبر بالزكاة عن أمور متعددة أولها الركن الثالث من أركان الإسلام وهو الفريضة المحددة في المال، بحسب ما يرد من تفاصيل في الشريعة الإسلامية فيما يلزم مثلا من زكاة وفي مقدار هذه الزكاة فيما أخرجت الأرض وأنبتت الأرض، المزروعات وما يتصل بها في أموال التجارة وما يتعلق بها إلى آخره، نحن لا ندخل في هذه اللحظة في تفاصيل هذا الموضوع، يعبر أيضا بالزكاة كل ما يتصل بعملية تزكية النفس، (قَدْ َفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)، وحتى تلك الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام وفريضة معينة في المال هي ذات أثر رئيسي وكبير جدا في تزكية نفس الإنسان وتطهيرها، وسيلة أخرى رئيسية إلى جانب الصلاة تساعد على ذلك، وهي أيضا تزكية وتطهرة للمال نفسه وتساعد على صلاحه ونموه وأن يجعل الله فيه البركة.
الزكاة فيما تعنيه تلك الفريضة الإسلامية ذات العلاقة بالمال، والزكاة فيما تعنيه من أعمال وأفعال تساعد على تزكية النفس، كلها يجب أن تكون محط اهتمام كبير لدى الإنسان المؤمن، هي من الصفات الأساسية واللازمة، لا يكون الإنسان مؤمنا إلا بها، باهتمامه بها بأدائه لها، بعنايته بها، وهذه مسألة في غاية الأهمية، مهم جدا أن نعي جيدا أولا فيما يتعلق بالفريضة، الفريضة الكثير من التجار، والكثير من أصحاب المال الذي وصل إلى النصاب الذي تجب فيه الزكاة، يفرطون اليوم في مسألة الزكاة، إما البعض منهم لا يخرجها مثلا، وإما البعض يخرج جزءا منها ويستقطع أجزاء أخرى فلا يخرجها ويأكلها، وإما البعض يصرفها بكلها أو يصرف جزءا منها في غير مصارفها الشرعية، فيكون بذلك مخلا بركن أساسي من أركان الإسلام، يترتب على ذلك خلل كبير جدا في دينه، لا يقبل مع ذلك بقية أعماله حتى الصلاة، لا تقبل صلاة إلا بزكاة، هكذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو فعلي ذلك، هذا مؤكد لأنه لا يمكن أن تكون من المتقين وأنت مخل بركن بكله من أركان الإسلام، والله إنما يتقبل من المتقين، (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، فالزكاة فريضة مهمة جدا وأساسية والله يصف عباده المؤمنين بأنهم يؤتون الزكاة، يعني يبادرون هم برغبة إلى إخراجها، ما ينتظر الناس يلاحقوه أو يجبروه إجبار على إخراجها أو يحتاج يواجه مشاكل، أو يلاحقوه ملاحقة، هو بنفسه، هو حريص على أن يؤدي هذه الفريضة وأن يخرج إلى الله بالسلامة وبراءة الذمة في أدائها وأن لا تبقى وزرا في عنقه وذنبا ومعصية في رقبته، فالمسألة هذه من أهم المسائل، الله سبحانه وتعالى كما أكد في القرآن الكريم على الزكاة وجعلها صفة أساسية حتى للإسلام، الزكاة صفة أساسية حتى للإسلام، (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ )، المسألة هذه من أهم المسائل لو أدى الناس الزكاة وأخرجوها بكلها وصرفوها في مصارفها الشرعية لعالجت الحالة المأساوية والرهيبة والمؤلمة جدا مما يعانيه الفقراء في مجتمعنا الإسلامي والفقراء فئة واسعة في مجتمعنا الإسلامي فئة معانيه انتشار ظاهرة الفقر وأثره السيئ في واقع الحياة كم يترتب عليه من مشاكل اجتماعية ومن مفاسد البعض والعياذ بالله فقرهم دفعهم إلى السرقة والبعض إلى النهب البعض دفعهم فقرهم إلى الانضمام إلى صف الباطل والقتال مع الباطل البعض كاد الفقر أن يكون كفرا في رواية عن الإمام علي عليه السلام (كاد الفقر أن يكون كفرا) البعض دفعهم فقرهم إلى أن يكونوا ضحية لأجندة المنظمات وأعمالها وتلعّباتها البعض يدفع بهم الفقر إلى إحن وعقد كبيرة جدا تجاه الأثرياء وأصحاب الأموال البعض يدفع بهم إلى الجريمة في القتل والنهب والاختلاس البعض يدفع بهم إلى الرذيلة والعياذ بالله وهذا طبعا غير مبرر يعني لا يبرر لهم ذلك لكن البعض قلة إيمانهم إذا أصابه الفقر فهو يدخل في هذه المشكلة كان إخراج الزكاة والعناية بالزكاة يعالج جزءً من هذه المشكلة ويدفع الكثير من الناس إلى أن يبتعدوا إما عن الرذيلة إما عن السرقة إما عن النهب إما عن النهب إما عن الانضمام إلى صف الباطل إما إلى مشاكل كثيرة اجتماعية كانت ستحلها الزكاة أيضا سهم سبيل الله كان سيمثل رافدا مهما جدا في مساعدة الأمة على الدفاع عن نفسها وعرضها وأرضها وكرامتها وغير ذلك.
التفريط في هذه الفريضة خطير جدا له آثار سيئة جدا في الواقع وعادة الأشياء المهمة في الإسلام أهميتها تتصل بالواقع لأثرها في حياة الناس لتأثيراتها الكبيرة في حياة الناس وإلا فالله غني غني غني عن أموالنا بكلها ما الذي ينفعه أو يفيده من الزكاة هو أصلا من يرزقنا من يعطينا هو أصلا من له السماوات والأرض ومن له خزائن السماوات والأرض لكن هذا لمصلحة الإنسان، أيضا كثير من النفوس تدنست كثير من النفوس مرضت بالطمع والشح والجشع والأنانية نتيجة عدم إخراج الزكاة أنت إذا حبست الزكاة أنت تجني على نفسك عدة جنايات أول جناية جناية نفسية يتعاظم فيك مرض الطمع والجشع والهلع والأنانية وهذا له سلبيات كبيرة حتى في راحتك النفسية في سلامتك النفسية في سلامتك الذهنية تصبح إنسانا متوترا جدا وتصبح إنسانا منشدا بشكل غير طبيعي حتى تفقد اتزانك الطبيعي في التعامل مع الناس في التعامل مع الإمكانات مع الممتلكات في حركتك في هذه الحياة إما في العمل الذي تسعى إلى تحصيل الرزق منه أو فيما هناك من إمكانات وثروة وغير ذلك تفقد اتزانك النفسي فتتعذب نفسياً فلو جمعت الدنيا بكلها أو أصبحت ملياردير يصبح لديك مليارات الدولارات تصبح ذلك الإنسان الذي يعيش في واقعه النفسي حالة الأزمة النفسية الهاجس المعذب للنفس في زيادة الطمع والجشع والقلق والتوتر على مسألة المال إخراج الزكاة الإنفاق العطاء الإحسان فعل الخير يترك أثرا إيجابيا في نفسك الطمأنينة راحة سكينة إحساس بالرضا له أثر إيجابي على المستوى النفسي يجعلك إنسانا متزناً في رغباتك في طمعك يخفف من طمعك يا أخي فإذًا الموضوع في غاية الأهمية، أيضا يحملك وزرا وعقوبة وإثم ومعصية كبيرة عند الله سبحانه وتعالى يضرب عليك كل الأعمال الأخرى حتى الصلاة فلا يقبل الله منك صلاتك ولا تحسب لك ولا تكتب لك تحبط أعمالك قضية خطيرة جدا.
كذلك مثلا تجني على الآخرين تجني على الفقراء لأن الله قد جعل ذلك حق لهم وهو أمانة عندك لهم فأنت أخذت ما ليس لك أخذت مالاً لفقير بائس يعاني والبعض من التجار ما شاء الله يكون عنده مليارات مليارات ويتباخل يأخذ حق أولئك افهم الزكاة هي حق لأولئك لم تعد حقا لك فأنت وصلت إلى درجة من الجشع والطمع أن تأخذ حق كمن مسكين البعض جالس في الشارع ما عنده ما يأكل ما عنده وجبة طعام البعض يصل إلى حالة يبكي من الألم والأسى يرى أسرته تتضور جوعا أنت تأكل حقه أنت بتآكل حقه وعندك أموال كثيرة عندك أموال تجزيك وتغنيك قضية خطيرة جدا فأنت تأكل حق المساكين حق الفقراء وأنت أيضا تتعطل عن الإسهام في مسؤولياتك الأخرى في سبيل الله في مسؤوليات مهمة جدا وهكذا نجد أن المسألة في غاية الأهمية ثم يقول الله سبحانه وتعالى، أيضا ننبه على خطورة أن تصرف في غير مصارفها يعني البعض مثلا يساهم بزكاته في جمعيات تتبع القوى التكفيرية زكاتك تساعد في تمويل عملية تفجير في مسجد يقتلوا المصليين أو عملية تفجير في سوق أو زحف على بلدك وارتكاب تلك الجرائم البشعة والفظيعة بحق شعبك تصبح شريكا في تلك الدماء وسفكها بغير حق في تلك الدماء الأطفال والنساء التي يرتكبها قوى العدوان قضية خطيرة جدا جدا، [وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7)] هذا الموضوع أيضا من أهم المواضيع يتصف المؤمنون بالسلامة الأخلاقية بالعفة بالطاهرة بصون النفس عن الحرام وهذه من أهم المسائل خصوصا في هذا الزمن هذا الزمن انتشرت فيه المفاسد الأخلاقية بشكل رهيب جدا وعوامل كثيرة ساعدت على انتشار المفاسد الأخلاقية حتى في أوساط المجتمعات المسلمة تنتشر المفاسد الأخلاقية وتتزايد حالة انتشارها بشكل سيء وفظيع وخطير جدا يهدد الحالة الأخلاقية ويهدد الحالة الأسرية في المجتمع.
أولاً نحن في زمن هناك فيه سعي كبير للأعداء لنشر المفاسد الأخلاقية وهناك في وسائل مساعدة مثلما حصل في ثورة الاتصالات في مواقع التواصل الاجتماعي في أجهزة الاتصالات التي أتاحت حالة من التواصل والتعارف والتلاقي سهلت وصول الناس إلى بعضهم البعض وسهلت لبعض الفاسدين الوصول إلى الآخرين ومحاولة الإغواء لهم والإغراء لهم والتأثير عليهم، أيضا كثرت حالة التبرج وقلة الانضباط في الحشمة في كثير من المجتمعات وحالة التبرج وإبراز الزينة والمفاتن والإغراء حالة سلبية ومدمرة في الساحة العالمية بشكل عام حالة الاختلاط بشكل فوضوي والعلاقات المنفلتة بين الرجال والنساء وهذه تمثل إشكالية كبيرة جدا تصل إلى البعض من الناس إلى الوقوع في الرذيلة والفاحشة والعياذ بالله، عوامل كثيرة خطيرة جدا نهى الله عنها الله سبحانه وتعالى جعل من الصفات الأساسية للمؤمنين والمؤمنات هي السلامة الأخلاقية الحفاظ على أنفسهم في هذا الجانب والابتعاد عن الرذيلة والفاحشة وصون النفس منها والله سبحانه وتعالى قدم في دينه وفي كتابه الكريم، في التعليمات عن رسوله الكريم ضوابط شرعية تساعد الناس على الالتزام والتقوى وتحصن المجتمع الإسلامي وتحفظ الساحة الإسلامية وتساعد الإنسان على السلامة النفسية والأخلاقية، الضوابط الشرعية في غاية الأهمية الضوابط الشرعية لا يجوز التنكر لها أولا باعتبارها توجيهات من الله سبحانه وتعالى لا يملك أحد حق الاعتراض عليها وإذا جئنا إلى تصنيف من المصيب ومن المخطئ فالمصيب هو الله بالتأكيد إذا أنت عندك وجهة نظر تجاه الضوابط الشرعية تعتبرها غير ضرورية وغير مهمة فأنت أنت المخطئ الله هو أعلم منك الله هو أكثر خبرا منك بالنفسية البشرية والواقع البشري والطبيعة الإنسانية الله هو الأعلم سبحانه وتعالى وأنت لا تمتلك النظرة الكافية تجاه هذه المسألة تجاه النفس البشرية تجاه الواقع البشري تجاه المجتمع الإنساني لاحظوا الله سبحانه وتعالى خلق في الإنسان الغريزة الجنسية وجعل هذه الغريزة وسيلة للتناسل حتى يستمر البشر بالتناسل والذرية ووسيلة أيضا تساعد على أن تمثل حالة من الارتباط الأسري ما بين الزوج والزوجة، وسيلة أيضا مساعدة للإنسان لها أثر إيجابي إذا حركت بالشكل الصحيح في الحلال في الحلال إلا على أزواجهم تساعد على أن تسود حالة من العلاقة الإيجابية بين الزوج وزوجته يسكن إلى زوجته وتسكن زوجته إليه يتمتعا جميعا بالذلة والسعادة يعيشان سويا في حالة الرغبة، الانسجام، الراحة، يكون لهذا أثر إيجابي نفسي ويرتاح الإنسان بذلك في نفس الوقت يرزقهم الله الذرية يستمر التناسل في واقع البشر وهذا هو السبيل المحدد شرعا لهذه الغريزة الزواج التحصن الشرعي بحيث يصبح الإنسان يتحرك بهذه الغريزة ويلبي هذه الغريزة ويحرك هذه الغريزة في الاتجاه الصحيح الشرعي المنضبط يرتاح مع زوجته يرتاح بها وترتاح به ويعيشان سويا في سعادة زوجية وحياة زوجية طبيعية كيف ما بدهم بدهم يكثروا بدهم يقللوا، في الحلال ما يغني عن الحرام ولو إن الإنسان يحافظ على صحته ينتبه لصحته ويحاول يبقى له ما يساعده في حياته، لكن الإنسان يخطئ خطأ كبير جدا وينزلك انزلاقة فظيعة سواء رجلا أو امرأة إذا اتجه بهذه الغريزة نحوا الحرام هذه كارثة هذه طامة هذه تضرب البنية الاجتماعية التي هي الأسرة التي هي الأسرة والتي يريد الله للزوج والزوجة من خلال هذه الرابطة أن يكونا أسرة ويكونان لبنة صالحة في المجتمع هذه كارثة جدا.
أولاً: مفسدة نفسية مفسدة نفسية نفس الإنسان إذا تدنس والعياذ بالله بالجريمة والفاحشة نفسه تتدنس يفقد زكاء نفسه تصبح نفسه سيئة خسيسة منحطة تفقد الإحساس بالكرامة تفقد الشعور بالعزة تفقد الشعور بالقدسية تفقد الشعور بالقيمة الإنسانية والمعنوية الإنسانية يصبح الإنسان يحمل نفسية منحطة تافهة دنيئة خسيسة رخيصة لا تستحي من شيء لا تتورع من شيء لا تبالي بشيء يمكن أن يفعل أي شيء مهما كان دنيئاً ضربة نفسية ضربة نفسية رهيبة خطيرة جدا.
ثانيا: النفسية البشرية إذا تدنست ساءت انحطت أصبحت دنيئة خسيسة تافهة حقيرة لم يعد عندها معنىً للكرامة ولا معنى للعزة ولا معنى للسمو ولا معنى للشرف ولا معنىً للعرض ولا معنىً لأي شيء، تصبح قابلة أن تفعل أي شيء مطوعة في يد الطاغوت في يد الشيطان يمكن أن تعمل أي جريمة يمكن أن تتحرك في أي اتجاه خاطئ يمكن أن يكون لها أي موقف سيء في هذه الحياة، هذه مسألة خطيرة جدا.
ثالثا: على مستوى الأمانة لاحظوا بالذات عندما تصل المسألة إلى مرحلة الزواج معنى العفة لا بد منها والذي يتعود على الجريمة ما قبل الزواج يمكن أن يستمر عليها ما بعد الزواج ويمكن ألا يصل إلى مرحلة الزواج إلا وقد تدمرت القيمة النفسية والمعنوية والأخلاقية والإيمانية لديه وفقد إيمانه، في الحالة الإيمانية الإنسان يتمتع بنفسية متماسكة، وإرادة قوية، واقع نفسي منضبط والضوابط الشرعية هي التي تساعده على ذلك هي مع ما يوفقه الله له ويعينه به هذه المسالة مهمة جدا في واقع الحياة الزوجية الخيانة تدمر الحياة الزوجية كيف يكون شعور امرأة اكتشفت أن زوجها خائنا وكيف هو شعور زوج أكتشف أن زوجته خائنة كارثة طامة مصيبة على أي منهما وخيانة رهيبة جدا لأن الإنسان مؤتمن والزوج مؤتمن أولا ما بينه وبين الله والزوجة ائتمنته وهو كذلك تجاه زوجته يأتمنها تمثل هذه الخيانة خيانة فظيعة جدا جناية كبيرة جدا وشيء رهيب وتدميري يدمر ويفكك الأسر ويحول العلاقة الزوجية إلى علاقة إما هشة ومتوترة جدا ويشوبها الاستياء البالغ جدا والامتعاض الشديد والتذمر الشديد وينعدم فيها الحب والتقدير والوثوق والاطمئنان، وإما تنتفي نهائيا خلاص تقرح تنتهي هذه المسألة خطيرة جدا والحديث عنها بات ضروريا البعض يقولون لنا اتركوا الحديث عن هذه الأمور،لا ، ترك الحديث عن هذه الأمور معناه تتجاهل أشياء تحصل في واقع المجتمع في الساحة العالمية أصبحت بلية منتشرة في الساحة العالمية هناك عمل منظم، شبكات دعارة تتبع الموساد الإسرائيلي وشبكات دعارة تحركها الأنظمة الغربية والأمريكيون بالدرجة الأولى الإدارة الأمريكية المخابرات الأمريكية باتت أسلوبا وحربا في هذا العصر لأن الإنسان الذي يوقع به في الجريمة الأخلاقية يمكن أن يوظف جاسوسا يمكن أن يحرك خائنا يمكن أن يفعل أي شيء آخر خائن خلاص أسمه خائن إذا تمرس على الجريمة والفساد الأخلاقي يصبح إنسانا لا قيمة عنده لشيء يصبح مطوعا في أيديهم لفعل أي شيء.
الضوابط الشرعية مهمة جدا لايمكن أن يتحصن المجتمع المسلم إلا بها، الله سبحانه وتعالى وجه مثلا في سورة النور عدة توجيهات يقول سبحانه وتعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ) قل للمؤمنين لاتسكت لاتقل سابر إن فتحوا كيف ما جاء وسابر هذه حضارة لا، ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ) ليحافظوا على زكاء أنفسهم وعلى طهارتهم وعلى شرفهم وعلى عفتهم (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) فإذًا من أهم ما يساعد حصانة المجتمع المسلم هو الانتباه للنظر الغض للنظر لا تستخدم بصرك للنظر إلى الحرام لا بشكل مباشر ولا عبر التلفاز ولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا مشاهد الفيديو ولا المشاهد المصورة بالتصوير الرقمي أو غيره أحفظ بصرك أحفظ زكاء نفسك سواءً مشاهد خليعة أو مشاهد تبرج مشاهد التبرج هي حالة من الإغراء والإغواء والجاذبية للنفس البشرية والله فطر النفس البشرية أن تكون منجذبة منجذبة إلى حالة الإغراء لأن الرجل بفطرته ينجذب عندما تكون هناك امرأة فاتنة مؤثرة لكن أراد الله أن تكون هذه الحالة بينك وبين زوجتك أن تكون حالة الإغراء لك، الميول للرغبة الجنسية لديك هي زوجتك ولهذا المطلوب من الزوجة شرعا في الشريعة الإسلامية الزوج مأمورة أن تتزين لزوجها أن تتجمل لزوجها أن تسعى لتكون جذابة لزوجها لأن البعض من النساء متعودة دائما مع زوجها يجين بملابس عادية لا تتزين لا تتجمل فإذا كانت ستذهب للاجتماع أو للجلوس مع نساء أخريات حرصت على أن تكون متزينة جدا وأن تتجمل وأن وأن هذا غلط، كم هناك من نصوص عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله تحث الزوجة أن تتزين لزوجها أن تسعى لتكون جذابة لزوجها مغرية لزوجها مقنعة لزوجها مستميلة لزوجها متحببة إلى زوجها متوددة إلى زوجها هذا سيترك كبيرا على الزوج ويساعده على العفة وعلى أن يتحصن وعلى أن يكون بعيدا عن الانحراف، المسالة الأخرى في هذه المسألة هي غض البصر عن الحرام، إذا الإنسان يغض بصره عن الحرام سواء إذا خرج إلى الشارع لا يجدونه وراء النسوان متسمر فيهن وإلا كذلك عبر التلفاز هناك قنوات خليعة سيئة يجب أن تقاطع كل القنوات التي تنشر مشاهد إباحية يجب أن تقاطع، كل مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع في الانترنت التي تنشر مشاهد إباحية و خليعة يجب أن تقاطع ويحرم شرعا النظر والمشاهدة للمشاهد الإباحية المصورة لأنها مفسدة مدمرة للنفس والأخلاق، والبعض كثير من الناس هم أصلا أصلا لم يصل بهم إلى التورط في جريمة الفساد الأخلاقي إلا ذلك يعني بدأ يرخص لنفسه يشاهد مشاهد مغرية فاتنة مؤثرة، ثم مشاهد خليعة ثم في الأخير يسقط يتورط في الحرام هذا هو حال وتجربة الكثير ممن وقعوا في الرذيلة والفساد الأخلاقي فرطوا أولا في النظر في البصر والبصر كما قال عيسى بن مريم عليه السلام بريد الزنا من لا ينضبط فيه من لا يلتزم فيه يدمر زكاء نفسه (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) صن أحفظ نفسك في غير الحلال صن نفسك احفظ نفسك للحلال اتزوج (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ِإنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ما يمكن تتحيل على الله ثم الله خبير بما هو أنفع لك بما يحفظ زكائك لاتقل يا أخي أنا عارف نفسي لن أتأثر شوية أكيف شوية لكن ما أنا متأثر حتى اتمحق إلا باتتمحق فالله هو الخبير بما تصنع و الرقيب عليك وهو العليم بما يؤثر عليك (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) كذلك المؤمنات إذا المرأة هي تتطلع إلى الرجال تركز فيهم من هو ذلك الوسيم من هو ذلك الجذاب؟ من هو ذلك الذي ترى نفسها منشدة إليه مبهسسة إلى مشاهد وصور أو إلى مشاهد كذلك إغوائية ومثيرة، فالقضية خطيرة عليها ستؤثر عليها كذلك أو مشاهد إباحية أو مشاهد مصورة للجرائم والفساد الأخلاقي جرائم الفساد الأخلاقي أو أي شكل من ذلك، فكل ماله تأثير من مشاهد إباحية أو مشاهد إغوائية أو مشاهد مثيرة يجب اجتنابه يجب غض البصر عنه كل المشاهد المثيرة والمغرية والإغوائية الإباحية يجب غض البصر عنها ووتجنبها ومقاطعتها (وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) يصن أنفسهن (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ) للزوج لابأس تتزين أمام زوجها ما تبقي حيلة إما أمام زوجها ما به مشكلة وطبعاً يعني الناس ما المطلوب يعني انه يحتاجوا يتكلفوا في هذا جور يشغلوا نفوسهم أربعة وعشرين ساعة وهي خلف المرآة متزين ومتجمل لا ضمن الحياة يعني مع اهتمامات الحياة الأخرى مع أمور الحياة الأخرى، إلى غير ذلك.
عموماً هذا واحدٍ منها أيضاً مسألة إلى جانب غض النظر غض البصر هناك مسألة العلاقات العلاقات التواصلات التراسلات هذه مسألة خطيرة وضوابطها الشرعية يجب أن تراعى والمسألة فيها خطيرة جداً والبعض وصلوا عبر ذلك إلى الفساد والرذيلة يجب الانتباه تجاه ذلك والحذر هذه مسألة خطيرة جداً خطيرة للغاية ولا بد فيها من الانضباط وتقوى الله سبحانه وتعالى ونحن في شهر كريم يجب أن يتنبه الناس إلى أن يبنوا أمورهم هذا على تقوى الله سبحانهُ وتعالى في حديث عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله (لا يزني الزاني وهو مؤمن) لا يزني الزاني وهو مؤمن لا يصل إلى هذه الجريمة والرذيلة إلا وقد فقد إيمانه خلاص عدو الله مجرم فاسق فاجر فجور الزنا حالة فجور الفساد الأخلاقي حالة فجور والشذوذ أيضاً جريمة الشذوذ أسوأ حتى من الزنا وأقبح منها وأعظم جرماً منها، حالة خطيرة جداً على الإنسان (وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجهمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهمْ فَإِنَّهُمْ غَيْر مَلُومِينَ) شيء لا يمس بشرفك ولا عليك فيه عيب ولا تأثير نفسي شكل سلبي ولا أي شيء نعمة الحلال نعمة (فَمَنْ اِبْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ) هذا تعدي أن تعديت على شيء يتصل بالآخرين وتعدي على حدود الله يعني لاحظ مثلاً الإنسان بفطرته أليس هو يحرص على صيانة عرضه مثلاً أنت تُريد لبنتك العفة والطهارة أنت تُريد لأختك العفة والطهارة أنت تُريد لزوجتك العفة والطهارة وألا تكون خائنة أنت تُريد لقريبتك بأي صفة كانت العفة والطهارة وألا تكون خائنة ولا مجرمة ولا فاسدة أخلاقياً فاحترم نفسك يا أخي احترم نفسك لا تسير على بنت الآخرين، المرأة التي تسعى أنت إلى إفسادها أو الإيقاع بها هي إما زوجة رجل أو أخت إنسان أو بنت إنسان أو تنتمي إلى أسرة أخرى أنت تخدش شرف وكرامة تلك الأسرة بكلها تعتدي على تلك المرأة في شرفها وكرامتها وتعتدي على شرف أسرة بأكملها تذكر بنت الناس شرفها شرف الناس الآخرين كرامتها كرامة الناس مثل ما أنت غيور على بنتك الآخرين كذلك لا تعتدي على بناتهم، مثلما أنت غيور على أختك لا تعتدي على أي أخت إنسان أخر مثل ما أنت غيور على زوجتك لا تعتدي على زوجة أي إنسان أخر جريمة فظيعة وقبيحة وشنيعة ثم أنت تتعدى حداً من حدود الله التي عقابها في الوعيد القرآني هو النار والله يقول: (وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا) يهينك الله يهينك الله في جهنم على هذه الجريمة قضية خطيرة يجب أن يتحصن الناس منها وأن يلاحظوا الضوابط الشرعية يلاحظوا الضوابط الشرعية التي تساعد على العفة على الحصانة على الشرف على السمو.
لا يتسع الحديث لاستكمال بقية الآيات إن شاء الله نستكملها فيما بعد، نسأل الله سبحانهُ وتعالى أن يوفقنا وإياكم لأن نكون من عباده المتقين المؤمنين الصالحين الطاهرين العفيفين وأن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، أن ينصرنا بنصره، أن يرحم شهداءنا الأبرار، أن يشفي جرحانا وأن يفرج عن أسرانا إنهُ سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،