تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
دفع الأطفال اليمنيين طوال 8 سنوات من الحرب العبثية، فاتورة باهظة لمعركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل حيث كانوا الهدف الأبرز لغارات طيران التحالف منذ اليوم الأول في منطقة وادي أحمد وبني حوات في العاصمة صنعاء، وحتى الآن.
معاناة أطفال اليمن تتزايد يوماً تلو الأخر جراء الحرب والحصار الذي تفرضه دول التحالف على اليمن في ظل صمت المجتمع الدولي وتواطؤ الأمم المتحدة التي تصر على نشر تقارير صادمة عن أوضاع الأطفال في اليمن بهدف تسوقيها لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال والتي يصرف معظمها على موظفيها.
اليوم الإثنين، أظهر تقرير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، إحصاءات وصفتها المنظمة بـ”القاتمة” بشأن ارتفاع أعداد ضحايا حرب اليمن من الأطفال في اليمن إلى 11 ألفا، بينهم أكثر من 3700 قتيل، فيما ازدادت أعداد الأطفال المجندين إلى حوالي 4 آلاف بينهم 91 فتاة.
يأتي هذا التقرير الجديد، بعد تقرير سابق قبل أشهر للمنظمة ذاتها أشارت فيه إلى مقتل وإصابة نحو 10 آلاف طفل يمني.
طفولة تدفع الثمن
وقال التقرير الأممي الجديد: “يواجه اليمن أحد أفقر دول شبه الجزيرة العربية، أكبر أزمة إنسانية في العالم، فيما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن”.
وفي السياق، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسف” كاثرين راسل، بعد زيارة قامت بها لليمن هذا الشهر: “بالنسبة إلى الأطفال أصبحت الحياة صراعا من أجل البقاء، لقد فقد آلاف أرواحهم، ولا يزال مئات الآلاف غيرهم معرضين لخطر الموت”.
وأضافت راسيل: “أن الأطفال هم أكثر من يدفع الثمن في اليمن طوال 8 سنوات من الحرب”.
فاتورة باهضة
وبحسب إحصاءات جديدة لليونيسيف، فقد قتل وأصيب أكثر من 11 ألف طفل منذ التدخل العسكري لدول التحالف في اليمن في 26 مارس 2015.
ولفت تقرير “اليونيسف” الجديد، إلى مقتل 3774 طفلاً يمنياً بينهم 2742 فتى و983 فتاة و49 مجهول الهوية والجنس (بفعل تحول أجسادهم إلى أشلاء متناثرة)، وإصابة 7245 طفلاً يمنياً بينهم5299 فتى و1946 فتاة.
ووفقاً لتقرير اليونيسيف فقد قتل وجرح 62 طفلاً يمنياً منذ نهاية الهدنة الأخيرة في اليمن ابتداء من 2 أكتوبر الماضي وحتى نهاية شهر نوفمبر الفائت.
وأشار التقرير، إلى أن ما لا يقل عن 74 طفلاً يمنياً من بين 164 شخصاً قتلوا أو أصيبوا جراء مخلفات الحرب من الألغام الأرضية وذخائر غير منفجرة بين بداية من شهر يوليو الماضي وحتر سبتمبر الماضي.
وأكد تقرير الأمم المتحدة، أن أعداد الضحايا من الأطفال في اليمن أعلى بكثير من الأعداد التي تمكنت المنظمة التحقق منها.
وقالت راسل “إذا كانت لأطفال اليمن أي فرصة لمستقبل لائق، فيجب على أطراف النزاع والمجتمع الدولي وجميع من لهم نفوذ ضمان حمايتهم ودعمهم”، مضيفة “سيكون التجديد العاجل للهدنة خطوة أولى إيجابية”.
بضاعة في سوق التجنيد والاغتصاب
وأشار تقرير المنظمة إلى تجنيد 3995 طفلا في اليمن، إذ تم تجنيد 3904 فِتى في القتال، و91 فتاة سواء في المشاركة في فعاليات أو في نقاط تفتيش، بينما كانت الأرقام السابقة تشير إلى تجنيد 3500 طفل.
وذكر التقرير، أنه جرى اعتقال 445 طفلا في النزاع، واختطاف 152، فيما تعرض 47 طفلا لعنف جنسي مرتبط بالنزاع، هم 29 فتى و18 فتاة.
ونوه التقرير إلى وقوع 672 هجوما على منشآت تعليمية، و228 هجوماً على مرافق صحية.
معاناة متعددة
ومنذ ما يقرب من 8 سنوات، يحتاج أكثر من 23,4 مليون شخص (من بين 30 مليونا)، بينهم 12,9 مليون طفل، إلى مساعدة إنسانية وحماية، كما يعاني ما يقدر بنحو 2,2 مليون طفل في اليمن سوء تغذية حادة، بما في ذلك ما يقرب من 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد الشديد، بحسب تقرير اليونسيف.
وأضاف التقرير: يفتقر أكثر من 17,8 مليون يمني، بما في ذلك 9,2 مليون طفل، إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة.
وأردف التقرير: في الوقت ذاته، يواجه اليمن أزمة تعليمية حادة، إذ إن هناك مليوني طفل خارج المدارس، وقد يرتفع هذا العدد إلى 6 ملايين طفل في المستقبل لأن مدرسة واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس في اليمن تعرضت لتدمير أو أضرار جزئية.
المتاجرة بمعاناة أطفال اليمن
جرائم قتل الأطفال البشعة في اليمن من قبل التحالف أعطت صورة واضحة عن النفاق العالمي بحق الشعوب المستضعفة وما خلفته تلك السياسة من جرائم وكوارث فيها، كما كشفت للعيان أن المنظمة الأممية لا يهمها مصالح الشعوب، بقدر ما يهمها مصالح القوى الاستعمارية ، بعد أن اصبحت الأمم المتحدة مظلة تشرعن للجرائم التي ترتكبها الأنظمة الاستعمارية بحق الشعوب.
وكالعادة طالبت “اليونيسف” في تقريرها الأخير من المجتمع الدولي تقديم مساعدة بشكل عاجل قدرت هذه المرة بحوالي 484,4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن خلال عام 2023، وفقا للتقرير.
وقالت راسل “في نهاية المطاف، وحده السلام المستدام سيُتيح للعائلات إعادة بناء حياتها المحطمة والبدء في التخطيط للمستقبل”.
صفقة العار