صنعاء خاص / وكالة الصحافة اليمنية//
سمحت وزارة الزراعة بإدخال 5616 طن من بذور البطاطس وذلك بعد 18 يوماً من إعلان الوزارة في 22 نوفمبر الماضي، الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من انتاج بذور البطاطس.. اليمن يكتفي ذاتياً من بذور البطاطس .
وكشفت وثائق حصلت عليها ” وكالة الصحافة اليمنية” أن وزارة الزراعة، سمحت في الـ10 ديسمبر الجاري، على 12 تصريح لاستيراد بذور البطاطس من هولندا وألمانيا، دفعة واحدة، في تناقض صريح لإعلان الاكتفاء الذاتي من انتاج بذور البطاطس، لشركة واحدة متخصصة في مجال استيراد بذور.
وكشف مصدر خاص في وزارة الزراعة في حديث لـ” وكالة الصحافة اليمنية”، أن السماح باستيراد كميات جديدة من بذور البطاطس، سيعمل على الإضرار بالمنتج المحلي من البذور، ويخلق حالة منافسة غير مبررة للمنتج المحلي، خصوصاً في ظل الحرب الاقتصادية وحرب التجويع التي تتعرض لها البلاد على يد دول التحالف.
وقال المصدر :” إن بعض البذور الأخيرة المستوردة لا تطابق الجودة والمواصفات الزراعية والإنتاجية، خصوصا وأن بعضها تم استيرادها عن طريق السعودية.”
واعتبر المصدر أن ” السماح بتمرير الصفقة الكبيرة من بذور البطاطس، ولشركة تجارية واحدة، يكسر كل التوجهات الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، خصوصاً أن الوزارة كانت قد أبلغت كافة الشركات قبل إعلانها بمنع استيراد بذور البطاطس نتيجة تحقيق الاكتفاء محليا في 22 نوفمبر الماضي”.
وأوضح المصدر أن “هناك كميات أخرى تدخل البلاد عن طريق التهريب، دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات ضد المهربين”، مشيراً إلى هناك أصناف من البذور التي تدخل البلاد تمثل خطراً على التربة وغير مجدية اقتصادياً بالنسبة للمزارع.
منافسة غير شريفة
من جهتها خاطبت الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس، وزير الزراعة والري، عبدالملك الثور، بمذكرة رسمية حصلت عليها “وكالة الصحافة اليمنية”، على نسخة منها، 7 ديسمبر الجاري، وبحسب فحوى المذكرة، فإن الشركة حذرت في العديد من المذكرات السابقة، من تداعيات ومخاطر عدم تنظيم عملية الاستيراد وآثارها الكارثية على الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
وتساءلت أين دور الجهات الرقابية العليا من المؤامرات الخفية التي تحاك ضد الجبهة الزراعية في المرحلة الراهنة، وافشال التوجهات وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، الهادفة بجعل الزراعة رديف قوي للجبهة العسكرية التي أفشلت الأخيرة رهانات تحالف العدوان، باعتبار أن الحرب والحصار على أبناء الشعب اليمني اقتصادية بامتياز.
وأطلعت الشركة، وزير الزراعة، على التداعيات الخطيرة التي ينفذها التجار المستوردين الذين لم يلتزموا بالإجراءات الرسمية في طلب كميات من بذور البطاطس من الشركات المصدرة إلى بلادنا في منافسة غير شريفة، وبما يؤدي إلى خلق اضطراب بين المنتجين ومكاثري بذور البطاطس المحليين.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة العامة لإنتاج البذور، نجحت بالاستغناء عن استيراد 1900 طن، كمتوسط سنوي من البذور المستوردة، وتخفيض قرابة 2 مليون دولار من فاتورة الاستيراد.
تحذير من مساعي الشركات الأجنبية لإعاقة الاكتفاء الذاتي
وكانت الشركة العامة لإنتاج بذور البطاطس في صنعاء، قد أعلنت في بيان مطلع ديسمبر الجاري، استعدادها لتصدير بذور البطاطس عالية الجودة، داعية الراغبين إلى تقديم طلباتهم رسميا ليتسنى لها إدراجها ضمن خططها القادمة.
وقال البيان أن “الشركات الأجنبية المتضررة من إعلان الاكتفاء الذاتي في بذور البطاطس، تلقت ضربة موجعة، وأنها تسعى عبر وكلائها في الداخل لإعاقة التوجهات الوطنية الصادقة لاستهداف المنتج الوطني، بهدف أن تبقى اليمن سوقا مفتوحة أمام الصادرات الأجنبية”.
وحذر البيان من البذور المهربة عقيمة الإنتاج والجدوى على التي تلحق بهم أضرارا فادحة بالمزارعين، بالإضافة إلى تأثيرها الكارثي على التربة.