تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
منذ قرابة ثلاثة أشهر وطبول الحرب تقرع على أبواب وادي وصحراء حضرموت لكن المسألة لم تتجاوز الحرب الكلامية، في ظل ما بات يعتقد أنه مجرد زوبعة، يجري إثارتها بغرض تهيئة الأجواء على الصعيد المحلي والدولي، لفرض خارطة جديدة على اليمن من قبل قوى التحالف.
بالتزامن مع الاهتمام الأمريكي المتزايد بمحافظة حضرموت شرق اليمن، تحولت المحافظة إلى مسرح للشد والجذب بين فرقاء التحالف، لكن اللافت في حرب التصريحات، كان بروز تغييرات جذرية في مواقف حزب الإصلاح، حيث اندفع رئيس حزب الإصلاح في محافظة حضرموت “صلاح باتيس” إلى إطلاق دعوة ” استقلال حضرموت” رداً على تصريحات المجلس الانتقالي، المطالبة بإخراج مسلحي الحزب من “المنطقة العسكرية الأولى” في وادي وصحراء حضرموت، بينما أقدمت السعودية على تغيير مواقفها من خلال دعم خصمها اللدود ممثلاً بحزب الإصلاح في مواجهة ” المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يعد الطفل المدلل للتحالف.
ويبدو من وجهة نظر مراقبين أن المماحكات الحاصلة بين أطراف التحالف، حول وادي حضرموت، أكبر من مجرد صراع سيطرة كما جرت العادة.
ترتيبات جديدة
حيث يعتقد البعض، أن مسارعة حزب الإصلاح إلى تبني موقف مغاير لسياسات الحزب التي تدعي التمسك بوحدة اليمن، و تبني دعوة ” استقلال حضرموت” تبدو غير بعيدة عن التحركات الأمريكية واهتمام واشنطن الملحوظ بمحافظة حضرموت، خصوصاً أنه لا يوجد ما يبرر إطلاق مثل هذه الدعوة من قبل الحزب، الذي أن تعرض للإقصاء في عدن وسقطرى وشبوة وأبين، دون أن يضطر الحزب إلى تبني مواقف انفصال مثل الموقف الأخير الذي تبناه في حضرموت، حيث يعرف الجميع أن المجلس الانتقالي الجنوبي وهو الذراع الذي أوجدته السعودية والإمارات لمحاربة الحزب “مجرد فزاعة ستزول برحيل دول التحالف من اليمن” حسب كلام قيادات وناشطي الحزب. وبما لا يستدعي الانجرار إلى مواقف انفصالية، رداً على المجلس الانتقالي “الانفصالي” جنوب اليمن. ما لم يكن هناك ترتيبات جديدة من قبل الولايات المتحدة، لا يستبعد أن يتم خلالها تفعيل دور جماعة الإخوان في اليمن، لسلخ محافظة حضرموت ومن ورائها المهرة وسقطرى عن الوطن اليمني.
خضوع والتزام
ورغم غضب النظام السعودي من مؤتمر التعاون بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان الذي سيقام غداً في واشنطن، وسيل الشتائم التي يسوقها النظام السعودي على إخوان اليمن على خلفية مؤتمر واشنطن، إلا أن السعودية لا تزال ملتزمة بدعم موقف جماعة الاخوان في وادي وصحراء حضرموت، بما يؤكد حسب مراقبين، أن الرياض وجماعة الإخوان وأبو ظبي يؤدون أدوارهم بشكل منسجم، بهدف الوصول إلى تنفيذ التوجهات الأمريكية بفصل محافظات شرق اليمن، من خلال مسرحية يدعى خلالها الممثلون الخلاف بغرض الوصول ومن ثم التظاهر بأن ” تجنب العنف والمواجهات في حضرموت” لن يحدث إلا من خلال ” فصل حضرموت”.