تقرير/عبدالكريم مطهرمفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //
في الوقت الذي تفاوض السعودية حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء وكذا تصاعد وتيرة الصراع بين فصائل التحالف المسلحة في إطار الحديث عن تصادم المصالح السعودية الإماراتية في اليمن، يظهر أحد قادة تنظيم ” القاعدة في شبه الجزيرة العربية” “عدنان رزيق” إلى الواجهة في الحدود اليمنية السعودية.
توقيت ظهور “رزيق” إعلامياً يضع العديد من التساؤلات حول ما اذا كانت الرياض تُعد لاستثمار مشروع القاعدة من جديد في اليمن لتأمين حدها الجنوبي من نفوذ قوات صنعاء التي تقدمت مؤخراً بشكل كبير في مختلف الجبهات في ظل انهيار كبير لمسلحي التحالف بما فيها جبهات ما وراء الحدود من جهة، وكذا لمواجهة مخططات أبوظبي الرامية لتوسيع نفوذ الفصائل التابعة لها على حساب الفصائل المدعومة من الرياض من جهة أخرى.
زيارة مثيرة
اليوم الأحد، أفادت مصادر مطلعة، أن قائد كتائب “حسم” السلفية والذي منح رتبة عسكرية من التحالف قائد “اللواء خامس حرس رئاسي” العميد “عدنان رزيق”، غادر مدينة تعز إلى السعودية بعد تصاعد الخلافات بينه وبين القيادات العسكرية التابعة للإصلاح في محور تعز، حيث تم اتهامه من قبلهم بالعمل لصالح أجندة تخدم تمديد نفوذ “طارق صالح” السياسي والعسكري في محافظة تعز، مما دفع قيادة الحزب في تعز إلى تهديد رزيق بمصير مشابه لـ”أبو العباس” و”عدنان الحمادي”.
ويأخذ ظهور رزيق في جبهات الحدود ابعادا أبرزها بحسب المصادر إمكانية مشاركته في إدارة الجبهات هناك خاصة أن “رزيق” يقود لواء عسكري يضم أبرز التشكيلات السلفية المعروفة بـ”كتائب حسم” والتي كانت تقاتل في صفوف تنظيم القاعدة في محافظة أبين وتعز جنوب اليمن.
وتأتي مغادرة رزيق مدينة تعز، بعد اتهام رزيق من قبل مصدر عسكري في “محور تعز” المحسوب على حزب الإصلاح، بالتورط بمؤامرة تقوي نفوذ “طارق صالح” في تعز، حسب ما تناقلته وسائل إعلام الإصلاح.
ردود فعل يمنية
وتداول ناشطون في تعز على منصات التواصل الاجتماعي صورة لـ “رزيق” في الحدود السعودية الجنوبية في صحراء البقع بجانب عدداً من مجندي التحالف.
وقالت الناشطة اليمنية آية السامعي في منشور على منصة “فيسبوك” رصدته “وكالة الصحافة اليمنية” أن: “قائد اللواء خامس حرس رئاسي العميد عدنان رزيق يصل الحدود اليمنية السعودية وأنباء عن خلافات كبيرة وتهديدات له بمصير مشابه لمصير العميد عدنان الحمادي قائد اللواء ٣٥مدرع”.
وقالت الناشطة الإعلامية خلود العبسي في منشور على منصة “فيسبوك” أن : “الإرهابي قاتل إخوتي عدنان رزيق هرب من تعز باتجاه السعودية بعد تهديدات بتصفيته من قبل الإخوانجيين بعد معلومات عن تسهيله لتوغل خونة الإمارات إلى تعز”.
مخطط خفي
ويحتدم الصراع بشكل متسارع منذ منتصف إبريل الماضي، في المناطق اليمنية المحتلة، بين ميليشيات الإصلاح وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب من جهة وبين الميليشيات الإماراتية التي تحتضن عدد من الجماعات الإرهابية من جهة أخرى في اطار الصراع على بسط النفوذ في تلك المناطق.
التحركات الأخيرة للعناصر الإرهابية “القاعدة و”داعش” والصراعات الدموية بين فصائل التحالف المسلحة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف، أثارت القلق بالنسبة للمراقبين خاصة حول من قيام واشنطن ولندن ودول التحالف بتغذية صراع فصائل التنظيمات الإرهابية من خلال تحريك الإمارات للجماعات الإرهابية في المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الإصلاح، وقيام ميليشيا الإصلاح وبإيعاز سعودي بدعم تحركات مسلحي “القاعدة” في مناطق سيطرة الميليشيات الإماراتية.
ويرى مراقبون، للشأن اليمني، أن تغذية صراعات التنظيمات الإرهابية وفصائل التحالف المسلحة “الإصلاح والانتقالي وحراس الجمهورية” تأتي ضمن مخطط غامض تسعى إليه القوى الاستعمارية بقيادة أمريكا وبريطانيا في المحافظات اليمن الجنوبية والغربية.
سباق سعودي إماراتي لاحتضان الإرهابيين