دمشق/وكالة الصحافة اليمنية//
أكّد وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، الثلاثاء، أنّ “كارثة الزلزال كبيرة”، مشيراً إلى أنّ “ما زاد في عمقها هو ظروف سوريا الصعبة لكونها تحارب الإرهاب ومن يدعمه”.
وأوضح المقداد، في حوارٍ خاص مع الميادين، أنّ “العقوبات على سوريا زادت في صعوبة الكارثة”، مشدداً على أنّ “الدولة تتابع، على المستويين الخارجي والداخلي، تعبئة الدعم لمساعدة ضحايا الزلزال”.
ولفت إلى أنّ الرئيس بشار الأسد “طلب وضع إمكانات الدولة في عمليات الإنقاذ والإغاثة”.
وأفاد بأنّ “كل المستشفيات في سوريا وُضعت لعلاج ضحايا الزلزال”، مشيراً إلى طلب سوريا، عبر السفراء، الدعم الخارجي لمواجهة الكارثة.
وقال المقداد للميادين إنّ “كثيراً من الدول أرسل المساعدات إلى سوريا”، موجّهاً “الشكر إلى القادة الذين اتصلوا معزين، ومعبّرين عن رغبتهم في المساعدة”.
وبيّن أنّ “الظروف صعبة جداً”، مؤكّداً حاجة سوريا إلى المساعدات التي بدأت تصل فعلاً.
وأشار المقداد، في الوقت نفسه، إلى أنّه “مهما بلغ حجم هذه المساعدات، فإنّ سوريا في حاجة إلى المزيد”.
وطلب المقداد، عبر الميادين، إلى الدول الأوروبية إرسال المساعدات إلى بلاده، مؤكداً أن “إرسالها الآن من أوروبا ليس في حاجة إلى طلب وبيروقراطية (إدارية)، فالمساعدات الإنسانية لا تخضع للعقوبات، وفق القوانين الدولية. لذا، لا داعي للتذرع بذلك”.
وأضاف أنّ “هناك دولاً عربية سارعت إلى تقديم الدعم، وأخرى وعدت بتقديم المساعدات”، مضيفاً أنّ سوريا “عانت ازدواجية المعايير في السياسة الدولية، علماً بأنّ هناك كثيراً من الدول يتواصل مع دمشق عبر القنوات الخلفية”.
وبيّن أنّ هناك “دولاً غربية قدّمت ملايين الدولارات إلى الإرهاب وفشلت، والآن تحلم بالعودة إلى علاقات طبيعية بسوريا”، مشدداً، في السياق، على أنّ “سوريا صامدة في وجه الإرهاب، وهي تعاني نتيجة الزلزال، إذ يحتاج الآلاف إلى الإغاثة”.
وقال المقداد للميادين إنّ “هناك وضعاً إنسانياً صعباً، وإذا لم تكن الدول الغربية قادرة على تقديم واجباتها الإنسانية، فإنّ شعوب العالم ستبتعد عنها”.
وبشأن الظروف الصعبة، التي تعانيها سوريا بسبب الحرب والحصار، أكّد المقداد للميادين أنّ “المسلحين دمّروا كل الإمكانات السورية من سيارات ورافعات ومعدات”، في وقتٍ يوجد “هناك أناس تحت الأنقاض، ونحن نحتاج إلى آلات من أجل رفعها”.
من جهةٍ أخرى، أكد المقداد أنّ “العقوبات الأميركية تمنع عن سوريا كل شيء، بما في ذلك شراء الدواء”.
وتوجّه وزير الخارجية والمغتربين السوري إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالقول: “ألم تقم الدولة السورية بفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين”.
وفي هذا السياق، صرّح المقداد للميادين بأنّ “المساعدات التي كانت تدخل المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، كانت تباع للناس”، لافتاً إلى أنّ “مخطط الدول الغربية هو أن تدخل المساعدات إلى المسلحين الإرهابيين فقط”.
ولفت إلى أنّ “الدولة السورية مستعدّة للسماح بدخول المساعدات لكل المناطق، شرط ألّا تصل إلى الجماعات المسلحة الإرهابية.
وفيما يخصّ التواصل مع الجانب التركي للتنسيق في ظل هذه الظروف، أكّد المقداد للميادين أنّ “سوريا لم تتلقَّ أي رسائل من تركيا”.
وأضاف أنّه “لم يَجرِ أي تنسيق بين سوريا وتركيا، حتى على المستوى الإنساني، على الرغم من أنّه مطلوب”.
وأفاد المقداد بأنّ “هناك جهوداً تُبذَل من الحلفاء الإيرانيين والروس بشأن المساعدة”.
وفي شأن المزاعم الإسرائيلية بشأن تلقي سلطات الاحتلال طلباً للإغاثة من جهة رسمية سورية، أكّد الوزير السوري أنّ “سوريا لا تَعُدّ إسرائيل دولة، بل تسميها الكيان الصهيوني”، رافضاً الاصطياد في الماء العكر.
وذكر المقداد أنّ “كثيراً من الاغتيالات، عبر جبهة “النصرة” وغيرها، يَتمّ عبر دعم إسرائيلي مباشر”.
وارتفع عدد وفيات الزلزال في سوريا إلى أكثر من 1700، بينما أُصيب ما يزيد على 3700 شخص، في عموم المحافظات التي ضربها الزلزال، صباح الإثنين