تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
في خطاب حمل الكثير من المكاشفات حول وضع المباحثات القائمة بين صنعاء والرياض.. وضع قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي، النقاط على الحروف، موضحاً للشعب اليمني وللعالم طبيعة ما يدور في الكواليس، والتهديدات التي تعتري سير المباحثات في مسقط.
وخلال خطاب القاه اليوم الخميس في ذكرى استشهاد الرئيس الصماد.. كشف قائد الثورة اليمنية، عن دور خطير باتت تمارسه الولايات المتحدة لعرقلة سير أي تفاهمات بين صنعاء والرياض.
حيث أعلن السيد عبدالملك الحوثي، أن واشنطن تدفع التحالف إلى التنصل عن التزامات قد يتفق عليها طرفي صنعاء والرياض، من خلال سعي الأمريكيين إلى تصوير المعركة على أنها حرب أهلية داخلية، وتناسي الدور الذي قامت السعودية من خلال قيادة التحالف وتجييش الجيوش ضد اليمن. مشيراً إلى دور الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري والسياسي للسعودية والإمارات في الحرب على اليمن.
ومن وجهة نظر مراقبين فإن الدور الأمريكي المعرقل للاتفاق بين صنعاء والرياض يرتبط بأطماع أمريكية للسيطرة على مضيق باب المندب وجزر اليمن في البحر الأحمر والبحر العربي، وهو ما أكده السيد عبدالملك الحوثي بالقول إن ” الأمريكي يلعب لعبته في مسألة انسحاب القوات الأجنبية من البلد ويحاول أن تكون هذه الخطوة مؤجلة إلى أجل غير مسمى” مؤكداً أن اليمن ” لا يمكن أن نقبل باستمرار الاحتلال ووجود القوات الأجنبية في أي محافظة أو جزيرة يمنية، وأن هذه “مسألة جوهرية بالنسبة لنا”.
مساعي واشنطن للسيطرة على طرق الملاحة البحرية في باب المندب وجزر اليمن في البحر الأحمر والبحر العربي، كانت منذ انطلاق عمليات التحالف، محل تركيز من قبل المسؤولين الأمريكيين، ومن ضمن تلك التصريحات اعتراف القائد السابق للقوات الأمريكية في المنطقة الوسطى، جون ماكينزي، في حديث مع قناة الجزيرة في مايو 2022 أن الولايات المتحدة على تنسيق كامل مع الإمارات بخصوص انشاء القاعدة العسكرية في جزيرة ميون اليمنية الواقعة على مدخل باب المندب.
بينما قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن في تصريحات صحفية أن انسحاب القوات الأجنبية لن يشمل جميع المناطق اليمنية.
وخلال العامين الماضيين عملت الولايات المتحدة على انشأ تحالفات عسكرية في البحر الأحمر بحجة ” حماية طرق الملاحة البحرية” دون أن تكون طرق الملاحة في البحر الأحمر قد تعرضت لأي عمليات تعكر صفو المرور الآمن للسفن المدنية، رغم الحرب الطاحنة التي تعيشها البلاد، ضمن استراتيجية ضبط النفس التي التزمت بها صنعاء والتي حرمت واشنطن من اختلاق أي ذرائع لفرض التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأحمر، وابطال مفعول المبررات الأمريكية لخلق حالة من القلق في حركة الملاحة في البحر الأحمر.
يبدو أن مساعي واشنطن للسيطرة على باب المندب وجزر اليمن في البحرين الأحمر والعربي قد تزايدت في ظل انحسار الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العالم، في ظل المنافسة التجارية التي تواجه الولايات المتحدة من قبل الصين، وهو ما ضاعف رغبات الأمريكيين في احتلال ممرات التجارة الدولية، بغرض خنق النمو الاقتصادي المتسارع للصين وبقية المنافسين الدوليين، وبما يجعل مسألة مواصلة الحرب واعاقة أي فرص للسلام بين صنعاء والرياض أمر بالغ الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، حيث يتفق الخبراء المحللين السياسيين أن واشنطن لن تفوت فرصة الحرب التي رعتها بكل ما تمتلك من إمكانية، دون أن تفرض تواجدها في جزر وسواحل اليمن. إلا أن مخططات واشنطن اصطدمت بصلابة ورفض صنعاء التي اعادة التأكيد اليوم على لسان السيد عبد الملك الحوثي، أن لاسلام دون رحيل القوات الأجنبية من كامل اليمن، ورفع الحصار، وايقاف الحرب، ودفع التعويضات.