المصدر الأول لاخبار اليمن

لهذه الأسباب توجه أمريكا دفة حربها “القذرة” صوب منظمات العمل الإنساني في اليمن

تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية// الحرب العدوانية على اليمن لم تحقق نتائجها المرجوة، وبالرغم من الحصار الخانق الذي فرضه تحالف العدوان على الشعب اليمني إلا أن ثمة صمود اسطوري اذهل العالم وأغاض التحالف الذي تقوده السعودية بتوجيهات أمريكية ودعم متعدد الأوجه..مما جعل أمريكا والسعودية والإمارات تتجه صوب منظمات العمل الإنساني الدولية لإجبارها بالترهيب على مغادرة […]

تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

الحرب العدوانية على اليمن لم تحقق نتائجها المرجوة، وبالرغم من الحصار الخانق الذي فرضه تحالف العدوان على الشعب اليمني إلا أن ثمة صمود اسطوري اذهل العالم وأغاض التحالف الذي تقوده السعودية بتوجيهات أمريكية ودعم متعدد الأوجه..مما جعل أمريكا والسعودية والإمارات تتجه صوب منظمات العمل الإنساني الدولية لإجبارها بالترهيب على مغادرة اليمن ولم تترك لها خياراً آخر غير “القتل” إما بالإغتيال أو القصف.
وأمس الاثنين أصدرت منظمة أطباء بلاحدود بياناً غاضباً اتهمت فيه السعودية باستهداف أحد مراكز معالجة الكوليرا التابعة لها في اليمن معلنة تجميد أنشطتها في منطقة الهجوم بشكل مؤقت.
وقالت المنظمة أن المركز يقع في مديرية عبس في محافظة حجة شمال غرب صنعاء، وقد تعرض لضربة جوية صباحاً قبل ان يبدأ المرضى بالوصول إليه.
مركز معالجة الكوليرا المستهدف يبعد نحو كيلومتر واحد عن مستشفى تديره المنظمة في مديرية عبس وقد وضعت منظمة “أطباء بلا حدود” على سطح المركز إشارات للدلالة على انه مركز طبي وبالرغم من ذلك تم استهدافه..فما هو الخطر الذي يمثله مركزاً صحياً على التحالف؟!.
في 23 مارس الفائت أعلنت الخارجية الأمريكية أن واشنطن والرياض توصلتا إلى اتفاق بشأن الحرب في اليمن، وفي سياق التصريح تم التأكيد على أن الطرفان تشاركا تقييم الأوضاع الإنسانية في اليمن واتفقوا على الحاجة الملحة إلى حاجة سياسية لإنهاءالحرب.
بعد عودة محمد بن سلمان من أميركا كثف طيران التحالف من غاراته على اليمن مواصلاً استهداف البنى التحتية وقتل المدنيين اليمنيين بما في ذلك الأطفال والنساء، فضلاً عن إعطاء العصابات التي تقاتل مع التحالف الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات اغتيال بحق مسئولين وموظفين تابعين لمنظمات اغاثة دولية.
وفي 21 من إبريل الفائت اغتيل الموظف باللجنة الدولية للصليب الأحمر حنا لحود في تعز داخل المناطق التي يسيطر عليها مسلحي التحالف، في حادثة الغرض منها تخويف المنظمات الدولية الإنسانية العاملة في اليمن وجعلها تتخذ قرار الرحيل وذلك ما حصل.
تجدر الإشارة هنا إلى بعض المنظمات الدولية كأطباء بلاحدود تعرضت عديد مرات للقصف من قبل طائرات التحالف وقتل بعض موظفيها، فضلاً عن استهداف مخيمات النازحين التي انشأتها تلك المنظمات بصورة مستمرة مخلفة ضحايا بالمئات.
كان الهدف واضح وهو إجبار المنظمات على مغادرة اليمن وتركه يواجه مصيراً مأساوياً أشد من ذلك الذي يعيشه منذ أكثر من ثلاثة أعوام، خاصة في المناطق الشمالية الواقعة تحت سيطرة الجيش اليمني وتدار من قبل المجلس السياسي حيث وان المفارقة التي اغضبت قيادة التحالف وأميركا أن تلك المناطق وفرت بيئة عمل آمنة للمنظمات الدولية والعاملين فيها إلا من عدوان مقاتلات التحالف.
وفي عالم السياسة بات معروفاً أن التصريحات المبطنة للزعماء والقادة أو الناطقين باسم خارجيات الدول لا تكون دقيقة إلا نادراً، فيما الحقيقة أنها تحمل رسائل وإشارات عكسية سرعان ما تتضح حقيقتها مع البدء في اتخاذ اجراءات مغايرة لتلك التي أعلن عنها في المؤتمر الصحفية.
ينطبق ذلك الفعل على ما يحدث في اليمن، ويبدو أن المنظمات قد تنبهت باكراً لذلك فراحت تحذر مراراً وتكراراً من الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تتسببت بها الحرب العدوانية التي تقودها السعودية في إطار تحالف عربي وبتوجيهات وإشراف أمريكي، وهذا ما لم يرق أمريكا وحليفاتها إطلاقاً.
ففي مطلع إبريل الفائت طالبت عشر منظمات دولية لحقوق الإنسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثارة موضوع الحرب التي يشنها التحالف بقيادة السعودية على اليمن وخصوصا الجانب الإنساني خلال محادثاته المرتقبة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يزور فرنسا الأحد لمدة 3 أيام.
ودعت تلك المنظمات ومنها العفو الدولية، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان وهيومن رايتس ووتش “في بيان مشترك لها” الرئيس إيمانويل ماكرون إلى إدراج اليمن ضمن نقاشاته مع محمد بن سلمان لدى استقباله في فرنسا.
وأكدت هذه المنظمات على ضرورة إيقاف قصف الأهداف المدنية واحترام القانون الإنساني الدولي إضافة إلى الإلغاء النهائي وغير المشروط للقيود على تسليم المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية لليمن.
وفي 18 يناير الفائت، دعت 17 من وكالات الإغاثة والمنظمات الدولية غير حكومية العاملة في اليمن، إلى فتح ميناء الحديدة بشكل كامل وغير مشروط للسماح بتدفق الغذاء والوقود دون انقطاع.
كما دعت المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته من أجل أن يحصل الناس في اليمن على ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة.
أما في أواخر ديسمبر 2017 فقد أكدت عدد من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن اليمن تجاوز نقطة الأزمة الإنسانية إلى تدهور سريع نحو الكارثة جراء التحالف العربي الذي تقوده السعودية على اليمن.
وذكر بيان مشترك صدر آنذاك من جنيف عن مدراء المنظمات الدولية الثلاث، أن العائلات اليمنية عاشت أكثر من ألف يوم دون ما يكفي من الطعام والمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى قصف المستشفيات والأضرار بالمدارس، حيث وصل الشعب اليمنى إلى معاناة لا يمكن تصورها.وأشار البيان إلى أن العدوان الأمريكي السعودي “التحالف العربي” خلق أسوأ أزمة إنسانية في العالم حيث يحتاج نحو 75% من سكان اليمن إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك 11.3 مليون طفل، لافتا إلى أن ما لا يقل عن 60% من اليمنيين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و16 مليون شخص لا يحصلون على المياه المأمونة والمرافق الصحية المناسبة، بالإضافة إلى افتقار الكثيرين إلى الخدمات الصحية الأساسية.

 

قد يعجبك ايضا