سلطت مجلة “أتالايار” الإسبانية الضوء على تطور العلاقات العسكرية بين تل أبيب والرباط بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أوج هذا التطور بتوقيع مذكرة تفاهم، في نوفمبر 2021، خلال زيارة وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي “بيني جانتس” إلى الرباط.
وذكرت المجلة، في تقرير ، أن الدولة الواقعة في شمال أفريقيا تبذل جهودًا كبيرة لتطوير نظامها الدفاعي، وتعتبر أن دعم القوى التكنولوجية ، مثل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، يوفر دفعة كبيرة لها.
وأضافت أن القوات المسلحة المغربية تمتلك الآن نظاما مدفعيا جديدا عالي التقنية طورته شركة “إلبيت” الصهيونية، وطلبت راجمات صواريخ “بولس”، التي يمكنها قذف الصواريخ لمسافة 300 كيلومتر.
ومن بين ميزات نظام “إلبيت” القدرة على إطلاق مجموعة واسعة من الصواريخ وكذلك الصواريخ الموجهة، ولذا فهو يعادل نظام “هيمارس” الأمريكي، ويوفر قدرات دفاعية عالية المستوى.
وطور المغرب في السنوات الأخيرة مدفعيته بشكل كبير، سواء كانت مدفعية أرض – أرض أو مدفعية أرض – جو، كما عمل على تحسين الدفاع الجوي، مع حصوله على الأنظمة الصينية والفرنسية والإسرائيلية.
وفي هذا السياق، كانت المدفعية المغربية تدرس شراء أسلحة “إسرائيلية” جديدة منذ شهور، وجاءت زيارة مفتش المدفعية الملكية المغربية محمد بن لوالي لإسرائيل في إطار هذا الملف.
واعتبر بن لوالي أن حصول بلاده على الأسلحة “الإسرائيلية” يأتي “ردا مناسبا لانتشار الصواريخ الباليستية في المنطقة”، مضيفا: “إنه وسيلة للحفاظ على توازن القوى وتعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية وقطب استقرار”.
ويمكن لراجمات “بولس” إطلاق 36 صاروخ أكيولار عيار 122 ملم بمدى 35 كم، أو 20 صاروخ أكيولار 160 ملم بمدى 40 كم، أو 8 صواريخ EXTRA بمدى 150 كم، أو 4 صواريخ باليستية تكتيكية من طراز بريداتور هوك بمدى 300 كم.
كما يمكن لـ بولس” إطلاق مجموعة متنوعة من أنواع الذخائر على نطاقات مختلفة، ما يجعل نظام المدفعية المغربي أكثر تنوعًا.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن زيارة الجنرال المغربي “تأتي في إطار تعزيز التعاون والعلاقات بين قوات المدفعية الإسرائيلية والمغربية”.
وهذه هي ثاني زيارة كبيرة يقوم بها ضابط عسكري مغربي كبير إلى الأراضي المحتلة منذ أن دشنت الرباط، في 12 سبتمبر 2022، مرحلة جديدة نحو تعزيز التعاون العسكري مع تل أبيب، من خلال زيارة غير مسبوقة إلى البلاد من قبل المفتش العام للقوات المسلحة المغربية، بلخير الفاروق، الذي ترأس يومي 16 و17 ينايراجتماعًا عسكريا مع مسؤولين إسرائيليين في العاصمة الرباط.
يذكر أن المغرب والاحتلال الإسرائيلي أعادا إقامة العلاقات الدبلوماسية في ديسمبر 2020 في أعقاب “اتفاقات إبراهيم” التي رعتها الولايات المتحدة، بعد انقطاع دام 20 عامًا بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000.