المصدر الأول لاخبار اليمن

سنة على العملية القيصرية من الخاصرة الأوكرانية.. رابحون وخاسرون والحرب مستمرة..لمن يعقد النصر؟ واي عالم جديد يولد؟ (الحلقة الثالثة)

تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

الكاتب والمحلل السياسي ميخائيل عوض

 

رابحون رابحون

شعوب العالم، الحضارة الانسانية، مستقبل البشرية على وجه الكوكب، كلهم رابحون رابحون من الحرب الاوكرانية ومسارتها وما تحقق من نتائج اصبحت راسخة وقواعد ارتكاز لتحولات مستقبلية واستراتيجية.

فأن يتشكل نظام عالمي جديد انتقالي في سياق مخاض ولادة العالم الجديد وبزوغ العصر الحضاري الثالث للإنسانية، ينسجم مع حاجاتها ويطابق منتجاتها وما تحقق من فتوحات علمية، وتحولات في انماط الحياة الانسانية، لاشك ان الشعوب والانسانية التي عانت البلطجة، والقسر، والحروب والتجويع ونهب الثروات والاعتداءات والغزوات لجغرافيتها وقيمها وهوياتها، تربح وربحها يتعزز كرابح رابح. وتربح وتتوفر شروط امتلاك حريتها وسيادتها وانماط حياتها وثقافاتها التي تعرضت للقسر والعدوان لترويج النموذج والقيم الامريكية الانكلو – ساكسونية.

تعطل النظام الاحادي المتعجرف في ٢٠١٣ عندما اخذت روسيا والصين فيتو مزدوج في مجلس الامن بعد طول غياب، بخصوص الازمة السورية، وبدأت ترتسم ملامح النظام المتعدد القطبية بديلا عن الاحادية الامريكية البلطجية.
جاءت الحرب الأوكرانية لتثبت أصول وأركان التحولات العالمية الزلزالية، وتؤشر الى انزياح القيادة والقوة الى اسيا محمولة على المشروع الاوراسي القائم على اعمدة ثلاث؛ روسيا والصين وايران.
وبناتج انكسار الهيمنة والتفرد الامريكي، وانشغال امريكا بأزماتها، وتركيز استراتيجياتها وخططها لتعويض خسائرها وانحسارها للاستيلاء على اسواق وقدرات حلفائها واخضاعهم، كما في أوروبا، وبانكشاف امريكا على عدوانيتها، واهتمامها بمصالحها هي لا غير وعلى حساب حلفائها المخلصين، بدأت تتوفر شروط وفرص موضوعية لتمرد الشعوب والدول وتمكنها من حريتها وسيادتها. وبالتالي في سلم اول الرابحين – رابحين، الصين، والهند وايران، والخليج والعرب، والبرازيل وامريكا اللاتينية والكاريبي، وجمهورية جنوب افريقيا والقارة السمراء، وكل ما هو جار يؤكد هذا المنحى والسياق الجاري والمؤسس بصلابة، ويتعمق ويدوم.
الصين والهند ربحت تعاملات مع بيئتها بالعملات الوطنية وبالنفط والغاز الروسي الرخيص وتعززت قدراتها على المنافسة في الاسواق على حساب امربكا واوروبا واليابان. وتحررت من الدولار والاملاءات الامريكية، وتزيد كل يوم في رصيدها وتمكنها، وكسبت وتربح الصين بتأخير حربها مع امريكا الاقتصادية وحرب العملات، وحرب تحرير وتوحيد الصين. فالوقت يعمل لصالحها  وازمة الاتحاد الاوروبي واستنزاف وانهاك الاطلسي يترصد عناصر قوة ونفوذ وسيطرة للصين التي بدأت تخرج على سلبيتها ومن دفاعيتها والانتظارية وتبدا بدبلوماسية عالمية نشطة من بوابة الحرب الاوكرانية.
ايران؛  استثمرت ونجحت وتمردت على الحصار والضغوط وامنت نفسها اقتصاديا وتسليحيا على نحو ممتاز يؤهلها للعب دور اقليمي وازن ومؤسس في العالم الجديد الجارية ولادته من المخاض القاسي ومن الخاصرة الاوكرانية.
السعودية والامارات ومصر والعرب رابحون – رابحون بشهادة تسارع الانفتاح على سورية،  فلولا الحرب الاوكرانية وحرب النفط والغاز وانشغال امريكا والاطلسي بالأزمات والحرب  لما استطاعت هذه الدول اخذ مسافة والتمرد على الاملاءات الامريكية ورفض الالتزام بأوامرها والانخراط بالحرب وبالحصار على روسيا واغراق سوق النفط والغاز.
تركيا كانت من ابرز الرابحين، لولا الزلازل وتأثيراتها…
البرازيل وامريكا اللاتينية والجنوبية التي تنهض فيها حركات اليسار والتحرر وتهزم فيها امريكا ومخططاتها وتنفرج امور واحوال فنزويلا وتاليا كوبا والشقيقات يترسخ حضورها ومن الرابحون الرابحون..
افريقيا وجنوب افريقيا تزيد من مساحات تباينها مع امريكا واوروبا وتجري تصفية النفوذ الفرنسي لصالح حكومات تحميها فاغنر الروسية وتتجه شرقا وتوسع علاقاتها باوراسيا، والشاهد المناورات العسكرية الروسية الصينية مع جنوب افريقيا.
الشعوب والحضارة الانسانية رابح رابح، فانكفاء وانكسار الهيمنة الامريكية العالمية يحرر الشعوب وثقافاتها وقيمها من البلطجة والعدوانية الامريكية التي سعت لتعميم نموذجها وقيمها قسرا وبالقوة ومع انهيار العولمة كأداة امريكية تدخلية قسرية للتحكم بحيات وغذاء وقيم الاخرين تتنفس الشعوب وحضاراتها وتتوفر لها فرصة ذهبية لإنجاز مهام التحرر والاستقلال والسيادة واحتلال مكانتها تحت الشمس.
انكسار وتأزم النموذج الانكلو ساكسوني العدواني الذي اقام دوله ونماذجه على الحروب والهيمنة والبلطجة والقسر،  والاستعمار ونهب الثروات واستعباد الشعوب وخيراتها وتوفر فرص واحتمالات لنشوء عوالم متعددة واقليميات واسعة وقادرة في عالم جديد يتشكل كيفما جاءت ولادته وتشكله سيكون افضل الاف المرات من العالم الانكلو ساكسوني وعدوانيته الذي هيمن لقرنين وادمى البشرية وابتلاها بكل الآثام والشرور.
وفي هذه التحولات شهادات وتأكيدات واقعية ومادية تؤكد ان امريكا تبدو اكبر الرابحين الان لكنها مرشحة لان تكون اعظم الخاسرين في المستقبل.
بينما الكثير من الدول والامم والشعوب تكسب صفة رابح رابح…
غدا روسيا رابح رابح ولو بكلفة عالية..

يتبع ،،

قد يعجبك ايضا