المصدر الأول لاخبار اليمن

أمريكا تحجز موقعها في أكبر مقبرة للغزاة في العالم

تحليل خاص..وكالة الصحافة اليمنية // مرت ثلاث سنوات من الحرب على اليمن، تلك الحرب التي خططت لها أمريكا ونفذتها بأدوات عربية رخيصة، نجحت أمريكا وأدواتها في قتل الآلاف من الأبريا وتدمير البنية التحتية في مختلف المدن والقرى اليمنية، لكنها وأدواتها عجزوا عن تركيع الانسان اليمني أو تطويع أرضه،.. نفذ صبر أمريكا بعد أن تأكد لها […]

تحليل خاص..وكالة الصحافة اليمنية //

مرت ثلاث سنوات من الحرب على اليمن، تلك الحرب التي خططت لها أمريكا ونفذتها بأدوات عربية رخيصة، نجحت أمريكا وأدواتها في قتل الآلاف من الأبريا وتدمير البنية التحتية في مختلف المدن والقرى اليمنية، لكنها وأدواتها عجزوا عن تركيع الانسان اليمني أو تطويع أرضه،.. نفذ صبر أمريكا بعد أن تأكد لها عجز أدواتها عن تحقيق أهدافها في اليمن، وأن تلك الأدوات أصبحت عالقة في المستنقع اليمني بحيث أصبح من الصعب عليها التقدم في أي من المحاور كما هو صعب ومستحيل عليها أن تتراجع كون الجغرافيا اليمنية فتاكة ولها قصص كثيرة مع الغزاة الذين لم يعد منهم أحد.

نفذ صبر أمريكا بعد أن قدمت لحلفائها وأدواتها الرخيصة أثمن وأحدث الاسلحة والتقنيات العسكرية التي لطالما هددت بها الكثير من دول وشعوب العالم، غير أنها واجهت مصيراً أسوداً في الارض اليمنية، حيث تمكن أبطال الجيش اليمني من تدمير أحدث الدبابات والآليات والمصفحات التي راهنت عليها، نجح المقاتل اليمني على قلة أدواته العسكرية في إلحاق أكبر أذى بتلك المعدات وتحويلها من مصدر فخر لمصانع السلاح الأمريكي الى مصدر للعار، إذ أن عدد تلك الآليات المدمرة في اليمن باتت منتشرة أكثر من صور تلك الآليات الجديدة التي لم تزل في أحواش مصانع أمريكا.

وإذا ما رجعنا لتاريخ صناعة السلاح وأسباب تطوره فإننا سندرك بأن الجبناء هم من اضطروا الى صناعة وتطوير أسلحة ليستخدموها ويحتمون خلفها في لحظات المواجهة، ومهما تطورت الأسلحة والمعدات العسكرية فإنها لا تعطي أي شعب من الشعوب صفة الشجاعة، الجبناء وحدهم هم من طوروا الاسلحة في محاولة منهم لإرهاب خصومهم الشجعان وإجبار أصحاب الحق على التنازل وتمييع القضايا التي يموت في سبيلها كل حر في هذا العالم، والاحرار فقط هم الشجعان الذين سيواجهون تلك الاسلحة مهما بلغت خطورتها ومهما بلغ الثمن الى النقطة التي يلتقون فيها مع العدو وجهاً لوجه، ليلقنوه ما يستحق من الدروس ويضعون حداً للإرهاب الذي مارسه ضدهم.

مرت ثلاث سنوات من الحرب على اليمن جربت فيها أمريكا والى جانبها دول غربية كثيرة كل ما لديها من أسلحة محرمة دولياً وغير محرمة، جربت فيها الجيوش النظامية وغير النظامية، جربت فيها الجماعات الارهابية وغير الارهابية، فشلت بالرغم من كل ذلك، فشلت أمريكا أيضاً في التواري خلف ما سمي بـ “التحالف العربي”، وكما افتضحت صناعتها الحربية، انكشفت سياستها وبانت نواياها وخططها،.. اليوم نفذ صبر البيت الأبيض وشعر ترامب بالانزعاج من أدوات الحرب الخليجية التي ضيعت الكثير من وقت أمريكا العظمى في اليمن، اليوم يقرر ترامب ارسال قواته الى الساحل الغربي بهدف السيطرة على الجزر والموانئ اليمنية المطلة على البحر الأحمر، لم يعد أمام الأمريكي اليوم سوى التدخل المباشر لإنقاذ ما تبقى من أدواته وآلياته العسكرية قبل أن تبتلعهم شوطئ الحديدة وتصهرهم جبالها برعشة غضب طبيعية.

بعد ثلاث سنوات من الحرب على اليمن لم يتفكك التحالف الذي أعلنته السعودية تحت مسمى “عاصفة الحزم” فحسب،.. بل تفكك أيضاً ما كان يعرف بـ “مجلس التعاون الخليجي”، معركة اليمن فرضت عليهم أرقام اقتصادية ضخمة خسروها، ومعادلات ومشاريع سياسية صغيرة ومشبوهة،.. أمريكا اليوم تريد احتلال اليمن كما هو حلمها بالأمس لكن أدواتها تعرضت لتدمير مادي ونفسي ومعنوي كبير، وهاهي اليوم عاجزة كدولة عظمى أن تمنع انهيار دول الخليج وتفككها، كما هي عاجزة عن تكرار التجربة العراقية القاسية التي أحالت عشرات الآلاف من جنودها الى المصحات النفسية.

تعتقد أمريكا بأنها ستشارك بقوات محدودة في الساحل الغربي لفرض سيطرة على بعض المواقع الحيوية أو الجزر وغيرها، غير أن الجيش اليمني وأبناء القبائل ينتظرون منذ زمن وصول أمريكا “بشحمها ولحمها” لخوض معركتهم الحقيقية معها، فهم متعطشين لتلقين أمريكا أقسى الدروس، ومستعدين لمواجهتها بالبأس والقوة اليمانية التي لا نظير لها، سيتم استنزافها في الساحل الغربي وستقاتلها أمواج وشوطئ وجبال الحديدة، وسيتمكن اليمنيون كالعادة من افتتاح مقبرة جديدة، ودفن امبراطورية جديدة في تراب اليمن الذي تعرفه البشرية بأسرها كأكبر مقبرة للغزاة على مر التاريخ.

إنها النكسة النهائية للهيبة الامريكية في المنطقة العربية عامةً ، ستختتمها سواحل اليمن بالشمع الاحمر خلال الايام المقبلة.

قد يعجبك ايضا