أدركت المانيا مؤخراً انها تعرضت للخديعة بشأن توريدها دبابات طراز “ليوبارد 2“الى كييف ، ففي الوقت الذي بدأت فيه برلين بتوريد الدبابات، بحسب اتفاق امريكي الماني، أعلنت واشنطن بان تزويد كييف بالدبابات الامريكية “ابرامز” سيستغرق وقتا طويلاً .
وقال بايدن متحدثا في البيت الأبيض أن واشنطن قررت نقل 31 دبابة إم 1 أبرامز إلى كييف الا ان ذلك سيستغرق وقتا طويلاً ، لكن الولايات المتحدة ستبدأ بسرعة في تدريب أطقم القوات الأوكرانية عليها.
فيما قال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن تسليم دبابات أبرامز إلى أوكرانيا سيستغرق “شهورا كثيرة“.
وتضغط الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، على برلين بضرورة إمداد كييف بدبابات ليوبارد 2 الأمر الذي يلقى خشية وترددا كبيرين لدى المستشار الألماني أولاف شولتس والكثير من الساسة بإرسال هذه الدبابات إلى كييف، تفاديا للمواجهة المباشرة مع روسيا.
وسبق ان ذكرت شبكة “CNN”، نقلا عن مصادر في الإدارة الأمريكية، أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لم يحصل على موافقة وزير الدفاع الألماني الجديد بنقل الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا.
وكانت ألمانيا أعلنت عزمها تزويد أوكرانيا بـ 14 دبابة من طراز “ليوبارد 2″، والسماح لدول أخرى بتزويد كييف بدبابات من نفس الطراز، من ترساناتها الخاصة.
فيما أعلنت القيادة البولندية أنها مستعدة لنقل ما يصل إلى 14 دبابة ليوبارد 2 إلى أوكرانيا في إطار تحالف دولي. قبل ذلك، سلمت بولندا بالفعل حوالي 250 دبابة T-72 إلى أوكرانيا.
ويرجح خبراء أن يطالب المستشار الألماني أولاف شولز، خلال زيارته للولايات المتحدة، بالحصول على تفسيرات من واشنطن بشأن مسألة توريد الأسلحة والدبابات إلى أوكرانيا.
ويرى البروفيسور في علوم الاقتصاد، والباحث في معهد الولايات المتحدة وكندا، فلاديمير فاسيليف، أن أولاف شولز، سيسعى خلال اجتماعه المقبل مع الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، لاستيضاح القضايا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية. على الأرجح المستشار الألماني بدأ فجأة يفهم كيف أن واشنطن خدعت برلين في مسألة إمداد أوكرانيا بالدبابات. السلطات الألمانية ستحاول معرفة ما الذي تنوي السلطات الأمريكية فعله بالضبط.
وأوضح الخبير “الخدعة تتمثل في أن ألمانيا بدأت عمليات تسليم الدبابات لأوكرانيا بالفعل ليتضح فيما بعد واشنطن تستبعد إمكانية إرسال دبابات أبرامز خلال الأشهر المقبلة، أو أن عملية التسليم قد يتم تأجيلها حتى نهاية العام.
وعلق الخبير: “أعتقد أن شولز لم يتوقع التعرض لخديعة كهذه“.
وفقا للعالم السياسي، قامت الولايات المتحدة بخداع ألمانيا، لكي تكتسب مزايا جادة على صعيد السياسة الخارجية، وصفات بطولية لكونها الدولة التي قادت الجهود الدولية لإمداد كييف بالدبابات التي تحتاجها بشدة. هذا بالإضافة إلى أن هذا من شأنه إفساد العلاقة بين برلين وموسكو بشكل عميق.
وهذا يبرهن أن واشنطن تسعى الى اقحام الدول الأوروبية في الحرب الروسية الأوكرانية، وتحاول بشتى الطرق للضغط على الدول الاوربية بإرسال مختلف الأسلحة الاستراتيجية التي تمتلكها الى كييف.
