كشفت معلومات استخباراتية أمريكية أن جماعة مؤيدة لأوكرانيا “قد تكون مسؤولة عن الهجوم على خط أنابيب نورد ستريم العام الماضي”، وفق ما نشرته صحيفة” نيويورك تايمز ” الأمريكية، الثلاثاء 7 مارس 2023، وأشارت إلى أن هذه المعلومات الاستخباراتية لم تتوصل إلى نتائج قطعية.
كما قالت صحيفة “دي تزايت” الألمانية، في تحقيق خاص مع القناة الألمانية الأولى، الثلاثاء، إن محققين ألمانيين عثروا على القارب الذي استُخدم لتفخيخ خط أنابيب نورد ستريم أسفل بحر البلطيق، استأجره شخصان أوكرانيان من شركة مقرها بولندا، غير أن المحققين لم يعثروا بعد على الجهة التي أمرت بتنفيذ عملية التفخيخ.
تورط أوكرانيا في تخريب أنابيب نورد ستريم
صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إنه لا يوجد دليل على تورط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أو كبار مساعديه في تخريب أنابيب نورد ستريم، أو أن يكون المتورطون تصرفوا بتوجيه من أي مسؤول حكومي أوكراني.
فيما وصفت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الهجمات التي وقعت، في سبتمبر 2022، على خطوط أنابيب الغاز، بأنها “عمل تخريبي”، فيما ألقت موسكو باللوم على الغرب. ولم يقدم أي من الجانبين أدلة.
كما أفادت الصحيفة الأمريكية بأن المراجعة الاستخباراتية تشير إلى أن منفذي الهجمات معارضون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لكنها لم تحدد أعضاء المجموعة أو مخطط العملية أو مَن مولها”.
أضافت نقلاً عن المسؤولين الذين لم تكشف عن هويتهم أن “مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن طبيعة المعلومات الاستخباراتية وكيفية الحصول عليها، أو أي تفاصيل عن مدى قوة الأدلة التي تحتويها. وقالوا إنها لا تؤدي إلى استنتاجات قاطعة”.
نتائج التحقيقات
صحيفة “ذي تزايت” الألمانية، كشفت أن نتائج التحقيقات بينت أنه تم تنفيذ العملية من قبل فريق مؤلف من 6 أشخاص، 5 رجال وسيدة، هم قائد السفينة وغطاسان ومساعدا غطاسين وطبيب. وقد نقل هؤلاء المتفجرات على الباخرة المستأجرة.
فيما أبحرت السفينة من ميناء روستوك بألمانيا، في 6 سبتمبر الماضي، ونقلت الأسلحة إلى المرفأ بشاحنة قبل ذلك، ثم أعيدت الباخرة من دون تنظيفها بشكل جيد، ما تسبب بعثور المحققين على آثار المتفجرات فيها.
كما أبلغت مخابرات غربية الأوروبيين بأن فريق كوماندوز أوكراني هو المسؤول عن عملية التفجير في الخريف الماضي، بحسب الصحيفة، التي قالت إن محققين من الولايات المتحدة وهولندا والدنمارك والسويد وألمانيا يشاركون في التحقيقات.
بينما أشارت “دي تزايت” إلى أن المحققين لا يستبعدون فرضية أن تكون هناك أدلة زُرعت لتُورِّط أوكرانيا عن عمد، إلا أنه لا شيء يثبت ذلك بعد.
أوكرانيا تنفي
من جهته، قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، رداً على تقرير “نيويورك تايمز”، إن كييف “غير متورطة مطلقاً” في هجمات العام الماضي على خط أنابيب نورد ستريم، ولا معلومات لديها عما حدث.
كما قال بودولياك في تصريح لوكالة رويترز: “أوكرانيا، بلا شك، غير متورطة مطلقاً في الاعتداء على خطوط الأنابيب… لا معنى بالمرة لهذا”.
أضاف أنه لا معلومات لدى أوكرانيا عن المتورطين بالضبط، لكنه يرى أن ما وصفه بالجهود الروسية لزعزعة استقرار المنطقة قد تكون المسؤولة عن الهجوم.
كما قال بودولياك “من اليوم الأول لبناء خطوط الأنابيب في قاع بحر البلطيق، دأبت أوكرانيا على تنبيه شركائها الغربيين إلى التفاقم الشديد للمخاطر الاستراتيجية على أمن أوروبا، التي يحملها تحقيق هذا المشروع”.
روسيا تنتقد الغرب
بينما اعتبرت الرئاسة الروسية أن التقارير الصحفية الغربية بشأن تفجير خط أنابيب نورد ستريم (Nord Stream) “حشو يهدف لتشتيت الانتباه عن الفاعل”.
حيث قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن المنشورات الغربية بشأن التفجير “ليست غريبة فحسب، بل تفوح منها رائحة الجريمة الوحشية”. واعتبرها مجرد “حشو إعلامي منسق”، وقال “إن من الواضح أن مدبري العمل الإرهابي يريدون تشتيت الانتباه”.
كما أشار بيسكوف إلى أن الكرملين لا يفهم كيف يعتبر المسؤولون الأمريكيون التفجير “عملاً إرهابياً دون إجراء تحقيق”، داعياً الدول المستثمرة في نورد ستريم والأمم المتحدة إلى المطالبة بتحقيق سريع وشفاف في التفجير.
بينما أوضح المسؤول الروسي أن بلاده لا تزال غير قادرة على الوصول إلى وثائق التحقيقات التي أجرتها السويد والدنمارك.