صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //
وجه رئيس مجلس الشورى اليمني، محمد حسين العيدروس، اليوم الخميس، رسالة إلى رؤساء مجالس الشيوخ في العالمين العربي والأفريقي بشأن مستجدات الأحداث الأخيرة على الصعيدين المحلي والعربي.
وأشادت الرسالة الموجهة لرئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية ــ رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، النعم مياره أثر، وأمين عام الرابطة عبدالواسع يوسف، والأمينين العامين المساعدين للرابطة محمد الطيب، وأكويم نكمجيا، رؤساء مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، بالجهود المبذولة في سبيل تعزيز التعاون بين الدول العربية والإفريقية في مختلف المجالات الإنسانية، والعمل على المساهمة في تحقيق الأمن والسلام في إفريقيا والعالم العربي.
واستعرض العيدروس آخر مستجدات الوضع في اليمن و استمرار التحالف بالأعمال الاستفزازية والخروقات المتواصلة بالطيران المسير والتجسسي في الساحل الغربي واستهداف المواطنين العزل بالقصف المدفعي بشكل يومي في المناطق الحدودية بمحافظة صعدة والتي اسفرت عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بينهم مهاجرين أفارقه منذ يناير 2023م.
وقدم ايضاح حول مماطلة التحالف في الإيفاء بتعهداته فيما يتعلق برفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي وسياسة اللا حرب واللا سلم التي ينتهجها التحالف والتلكؤ في الفصل في الملفات الإنسانية واستحقاقات الشعب اليمني المتمثلة في رواتب جميع موظفي الدولة المتوقفة منذ ثمان سنوات، وتعمّد النظام السعودي امتهان كرامة المواطنين اليمنيين الزائرين والمقيمين في المملكة السعودية.
وعرج رئيس مجلس الشورى اليمني، على تواصل تحالف الحرب على اليمن على اليمن بقيادة أمريكا، وانتهاك السيادة اليمنية وآخرها الزيارة الأخيرة للسفير الأمريكي برفقة قائد الأسطول الأمريكي الخامس إلى محافظة المهرة في تدخل سافر في الشأن اليمني وانتهاك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة.
وفيما يلي نص الرسالة:
يتقدم إليكم مجلس الشورى في الجمهورية اليمنية بالشكر والتقدير لما تبذلونه من جهود في سبيل تعزيز التعاون بين الدول العربية والإفريقية في مختلف المجالات الإنسانية، والعمل على المساهمة في تحقيق الأمن والسلام في إفريقيا والعالم العربي.
وإننا إذ نشيد بجهودكم الرامية لتحقيق الغايات التي تأسست من أجلها الرابطة، ومساعيكم الحميدة التي تبذلونها عبر أنشطة الرابطة المختلفة لتعزيز العمل المشترك بين مجالس الرابطة .. نخاطبكم من العاصمة اليمنية صنعاء العروبة والتاريخ، بكل قيم وروابط العروبة والإسلام والمصير المشترك والأخوة التي تجمعنا في كيان وروح واحد .. ونود اطلاعكم على آخر مستجدات الأحداث وتطوراتها على الصعيدين المحلي والعربي، مستهلين رسالتنا إليكم بالإشارة إلى آخر مستجدات الوضع المحلي المتمثلة في استمرار تحالف العدوان للأعمال الاستفزازية والخروقات المتواصلة بالطيران المسير والتجسسي في الساحل الغربي واستهداف المواطنين العزل بالقصف المدفعي بشكل يومي في المناطق الحدودية بمحافظة صعدة والتي اسفرت عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى بينهم مهاجرين أفارقه منذ يناير 2023م.
وعلاوة على ذلك ما يزال التحالف يماطل في الإيفاء بتعهداته فيما يتعلق برفع الحصار عن مطار صنعاء الدولي وتوسيع رحلاته، وينتهج سياسة اللا حرب واللا سلم ويتلكأ في الفصل في الملفات الإنسانية واستحقاقات الشعب اليمني المتمثلة في رواتب جميع موظفي الدولة المتوقفة منذ ثمان سنوات، وكذا تعمّد النظام السعودي إلى امتهان كرامة المواطنين اليمنيين الزائرين والمقيمين في المملكة السعودية، كما حدث للمواطنة مروه الصبري الزائرة للمشاعر المقدسة بغرض أداء العمرة وحكم عليها بالحبس لمدة عام، ومواصلته سياسية الانتقام من المغتربين اليمنيين وقهر وتعذيب أسرهم بإصداره مؤخراً حكماً بإعدام شاب بالغ من العمر 16 عاماً وسجن آخر لمدة 30 عاما بتهم كيدية لا تستند لحقائق ولا لأي أدلة ثابته إضافة إلى من سبق ونفذ فيهم حكم الإعدام دون وجه حق.
وفي ذات الوقت تواصل قوى العدوان على اليمن بقيادة أمريكا، انتهاك السيادة اليمنية وتجسد ذلك في الزيارة الأخيرة للسفير الأمريكي برفقة قائد الأسطول الخامس الأمريكي إلى محافظة المهرة في تدخل سافر في الشأن اليمني وانتهاك سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، ما يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن التحركات الأمريكية المشبوهة في المحافظات الشرقية والجنوبية المحتلة تأتي في إطار مساعي أمريكا لإفشال مساعي السلام في اليمن ورغبتها في إطالة أمد الحرب والحصار ومعاناة اليمنيين، وفرض سيطرتها وهيمنتها على الثروات اليمنية وتوسيع رقعة الاحتلال وتدفق الأسلحة بمختلف أنواعها في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة.
وعلى الصعيد العربي لا شك أنكم تتابعون ما أقدم عليه نظام العدو الصهيوني المحتل من انتهاك سافر وخرق لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية باستهداف مطار حلب الدولي للمرة الثانية خلال ستة أشهر، ما أسفر عن خروج المطار عن الخدمة وأعاق وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب العربي السوري الذي يعاني ويلات الحصار والدمار الشامل جراء الزلزال الذي ضرب مؤخراً عدة مناطق في شمال سوريا.
ومواصلة العدو الصهيوني اعتداءاته على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل باقتحامه للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وآخرها اقتحام مخيم جنين ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى من أبناء المخيم، واستخدامه آليات عسكرية والرصاص الحي ضد السكان وتهديم المنازل في عدة مناطق في الضفة الغربية والقطاع، وسعيه من خلال إيجاد قانون عنصري جديد لإرهاب الشعب الفلسطيني الثائر، وثني أحراره عن المضي في خيار المقاومة، وهذه المرة من خلال شرعنة الإعدامات بحق الأسير الفلسطيني، في جريمة ترقى إلى جرائم الحرب وانتهاك سافر لاتفاقيات جنيف بشأن الأسرى وقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
إننا في مجلس الشورى من عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء ندين بأشد العبارات الأعمال الإجرامية والاستفزازية للنظام السعودي وخروقاته المستمرة في الساحل الغربي وقصف المدنيين العزل في المناطق اليمنية الحدودية، وامتهانه لكرامة الزائرين والمقيمين في المملكة من أبناء اليمن، ومواصلة تعنته في عدم الإيفاء بكل ما يحقق السلام العادل والمشرف لليمن أرضاً وإنساناً.
كما نستنكر التحركات المشبوهة للسفير الأمريكي برفقة قيادات عسكرية أمريكية في المحافظات الجنوبية والشرقية خاصة في المهرة والتي تعكس سوء نوايا أمريكا في اليمن وتكشف مخططاتها الاستعمارية الرامية إلى إدامة الحرب بما يسهل لها نهب الثروات النفطية في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني من أسوأ كارثة إنسانية وأزمة اقتصادية ويحرم من الاستفادة من ثرواته النفطية التي يتم نهبها وذهاب عائداتها إلى البنك الأهلي السعودي ويستفيد منها قلة من أدوات العدوان.
وندين الاعتداءات الصهيونية على مطار حلب الدولي الذي يعكس الوجه القبيح لهذا العدو ويكشف من جديد أبشع صور همجيته ولا انسانيته وممارسته لأشد وأفظع الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي ومواثيق الأمم المتحدة.
ونستنكر بشدة اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني لمخيم جنين بالضفة الغربية والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين، في انتهاك صارخ يعد امتداداً لجرائم العدو الغاصب المتواصلة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ للمواثيق والقوانين الدولية.
ونندد بالصمت المعيب والمخزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إزاء كل الانتهاكات التي تطال الشعب اليمني والشعب العربي السوري والشعب الفلسطيني والذي يؤكد التواطؤ المباشر مع قوى تحالف العدوان على اليمن والعدو الصهيوني على سوريا وفلسطين المتشابه إلى حد كبير في حجم الجرائم والانتهاكات الصارخة واستباحة الدم والتغافل عن الجرائم الوحشية التي تستبيحها أمريكا والسعودية والإمارات وإسرائيل دون أن تراعي حرمة لا لبشر ولا قوانين ومواثيق دولية، ويكشف الادعاءات الزائفة حول إحلال السلام في اليمن والمنطقة.
كما نستهجن الصمت الدولي المخزي الذي شجع التحالف والعدو الصهيوني في المضي لارتكاب المزيد من الجرائم في اليمن وسوريا وفلسطين وازدواجية المواقف الصامتة والمعايير إزاء الجرائم المرتكبة من النظامين السعودي والصهيوني والذي تتوالى إدانته حين يتعلق بالرد المشروع على تلك الجرائم، ويختفي عند ممارسة الجرائم الوحشية والانتهاكات اللا إنسانية من قوى العدوان والاحتلال الذي يستهدف بشكل مباشر ومتكرر كل مقومات الحياة.
وعليه .. ندعوكم وندعو شعوب العالم الحر إلى استنكار جرائم العدوان السعودي على اليمن وجرائم العدو الصهيوني الذي تمادى في إجرامه بحق الشعبين السوري والفلسطيني نتيجة تخاذل دول التطبيع والموالاة للعدو الصهيوني المحتل من قبل الأنظمة المحسوبة على أبناء الأمة العربية والإسلامية، وندعو إلى مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للشعب العربي السوري المنكوب جراء الزلزال بكل السبل المتاحة، ومناصرة القضية الفلسطينية حتى ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ونطالبكم من منطلق الأهداف المعلنة للرابطة، بالوقوف أمام انتهاكات النظامين السعودي والصهيوني والضغط في المحافل الدولية على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية للخروج من دائرة الصمت المخزي والمعيب إزاء كافة الجرائم الوحشية والحصار التي يرتكبها العدوان السعودي على الشعب اليمني والعدو الصهيوني على سوريا وفلسطين باعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
ونأمل من معاليكم المطالبة في المحافل الدولية بإدانة الجرائم التي يقترفها النظامين السعودي والصهيوني تحت غطاء ومباركة الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية والتي تطال المدنيين العزل والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية وتسهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن وسوريا وفلسطين.