تحليل/ ميخائيل عوض/ وكالة الصحافة اليمنية//
أمر لافت إلى حد التشكيك، ان تترك الضفة وكتائبها في جنين ونابلس وطول كرم وفي فلسطين الـ ٤٨ للمذبحة، ويكتفي المهتمون والمعنيون وأصحاب القضية وقادة المحور بفصائله ودوله بالإدانات، وقصائد الشعر وبيانات نعي الشهداء، والتهديد، وتحذير إسرائيل بالقول لا تجربونا…؟؟!!
بينما إسرائيل وأدواتها في الضفة وفي سوريا ولبنان ماضون بتصميم على تنفيذ مخططات جهنمية، وكأنهم لا يسمعون ولا يقرؤون ولا يهتمون للتصريحات والخطب والبيانات ولا لعراضات القوة والمناورات العسكرية والكشف بالصورة والصوت عن انجازات ايران والمقاومة الصاروخية والعسكرية وعما بلغته الصناعات العسكرية.
في الأمر إن !!
وتكبر الـ”إن” عندما تترك إسرائيل تعربد في سوريا وتسقط الخطوط الحمر بل وتعمل وكأن السماء والأرض مفتوحة لها بحرية، لم تتوفر لها في أي زمان وحقبة.
بينما إسرائيل تقوم على مرأى العالم والأهم عالم المقاومة ومحورها الذي وصلت أسلحته إلى أوكرانيا وسفنه إلى البرازيل وفنزويلا تعيش سوريا حالة جوع وإفقار حادة، وتدفع جنين وكتيبتها ونابلس وعرينها عشرات الشهداء من شبابها ومئات الجرحى وعشرات البيوت التي تنسف، وتمطر السماء والفضائيات والتواصلية البيانات والتنديد والكثير من الوعود، وتنتشر كالفطر الإعلانات وتبادل الدراسات والمقالات عن ان إسرائيل تنهار من الداخل ولا أمل بشفاء معضلتها أو ترميم أزماتها فالحرب الأهلية مصيرها المحتوم؟؟ والتوازن الديمغرافي يختل في غير صالحها.
ويمضي نتنياهو وسيمورتيش وبن غفير وحكومته المتطرفة إلى انفاذ مشروعاتهم في إسرائيل وتكييفها، كدولة يهودية يمينية متطرفة ويجاهرون بالسعي لأخلائها من الفلسطينيين وحرقهم بمدنهم وبلداتهم وحوارة شاهدة على الظلم والعدوان، وفي سوريا والضفة وبإزاء غزة والتحرش بإيران وكأن شيئا لا يشغله في البنية الداخلية وتوازناتها، ولا يعير أهمية للأرقام الاقتصادية التي لا تكف عن الاستنتاج ان ازمة اقتصادية قد تصير انهياريه ايضا تضرب إسرائيل في المدى المنظور.
ماذا يجري؟ لماذا يتصرف محور المقاومة متجاهلا مذبحة الضفة وفلسطين الـ٤٨، وتحويل سوريا إلى رهينة بعد أن كانت إسرائيل الرهينة اثر هزيمتها في حرب تموز واقرار أمريكا بهزيمتها في العراق والاقليم كما ورد نصا واضحا في تقرير بيكر هاملتون ٢٠٠٦، وعندما أرتفعت أصوات تدعو محور المقاومة لشد العزيمة وحزم أمره والاستثمار بهزيمة إسرائيل وأمريكا عملا بقاعدة الحروب والمنتصرين؛ الا تترك عدوك يلتقط الأنفاس واستكمال المعركة والشروع بالانتقال من استراتيجية الدفاع الاستراتيجية إلى الهجوم ووضع هدف تحرير فلسطين على الطاولة والأولوية، كان يأتي جواب قادة المحور؛ ان إسرائيل الضعيفة والمهزومة باتت رهينة كما القواعد الأمريكية في العراق والأقليم فلماذا نقتلها.
هكذا تغير الزمن والمعطيات وصارت سوريا الرهينة بعد ان كانت القوة الأكثر جاهزية والمعنية وصاحبة الدور الأبرز في نصرة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وتم اهدائها الانتصارات الاعجازية والتاريخية، فأي غدر للتاريخ ضرب ضربته..!! وأي مكر للحروب فعلت افعالها؟؟!
مهلا جنرالات الكلام ومحاربو الفضائيات وابطال وسائل التواصل، لا تستعجلوا الرد ولا تشنوا حروبكم الخلبية…ففي الامر إن!
تجارب وانتصارات نوعية
وفي التجارب ما يستفاد منها، فقد حققت فتح والفصائل انتصارات نوعية في معركة الكرامة في الاردن وفي العرقوب والهبارية وكفر شوبا وفي العديسة وبنت جبيل ومارون الراس، ولقنت القوات الاسرائيلية وعملائها دروس وهزمت مخططاتهم في لبنان وعندما تحولت الى الانتظارية ومراكمة السلاح وامتلكت الدبابات والصواريخ وصواريخ الدفاع الجوي، ومنظوماتها في لبنان وتخلت عن المبادرة والمبادأة وعن استراتيجية المعارك بين الحروب وطمئنت لما حققته في الاحتضان من النظم والقوى. تأكلت قوتها وانشغلت عن فلسطين بهمومها وبمصالح قادتها وكوادرها وعندما تيقنت اسرائيل من ان المقاومة الفلسطينية والاحزاب ترهلت وانشغلت عن مهام التحرير صعقتها باجتياح بيروت لتختم على حقبتها فتولدت حقبة المقاومة الاسلامية التي انتصرت وخاضت المعارك الاكثر اهمية ببقايا سلاح وصواريخ ومدرعات فصائل منظمة التحرير والاحزاب..هل تذكرون..؟ فتتفكروا؟
“في هذا المثال لسنا بصدد المقارنة بين الثرى والثريا”
ويوم كانت سوريا وحدها وثلث قوتها الجوية مدمرة وقدمت الاف الشهداء في حرب الجبل والبقاع الغربي، في مواجهات الغزو الصهيوني ١٩٨٢ وقررت ان السبيل لتعديل موازين القوى في تمكين خيار المقاومة وخوض حربها بما هي المعارك بين الحروب، والثورة الإسلامية يافعة ومستنزفة في حرب صدام ومتاعبها الداخلية، ولم تبخل بالمال والتدريب والخبراء لتطوير منهج وخيار المقاومة وتعظيم قوتها الروحية والمعنوية وبالسلاح المناسب.
انتزعت المقاومة أهم الانتصارات المؤسسة وخاضت حرب نيسان ٩٣ وحرب تموز ٩٦ وانتزعت تفاهمات كرستها قوة محورية اسست لانتصار الـ ٢٠٠٠ وانتصار الـ ٢٠٠٦، ولم تكن إيران قد صارت قوة نووية وفضائية ومتقدمة في صناعة السلاح والمسيرات ولا كانت اليمن وما صار عند أنصارالله، والحشد الشعبي ومئات الالاف المتطوعين والمنخرطين….هل سأل احدنا أين يكمن السر؟ ولماذا كانت إسرائيل والوجود الأمريكي رهائن؟؟ ولماذا وكيف تغيرت المعطيات وصارت سوريا وجوع شعوب المقاومة وحياة كإدراتها وضباطها الرهائن…؟؟
اذن؛
كلنا معنيين ان نتفكر ونتذكر ونتحاور ونتفاعل للإجابة على الأسئلة فمازال الوقت متاح… والبيئات والظروف والمعطيات الموضوعية كلها وكيفما احتسبت تعمل لصالح محور المقاومة وخياره المؤكد جدواه واحقيته…
لماذا تترك الضفة وأبطالها وشعبها للمذبحة تعمل فيها سواطير المستوطنين وجيش الاحتلال وتقدم يوميا الاقمار والشموس والأبطال ولا ترتدع اسرائيل من التهديدات والعراضات واستعراضات السلاح والقواعد فوق وتحت الارض؟؟
في الأمر سر…؟؟ وفيه إن.