المصدر الأول لاخبار اليمن

ماهي الأسرار التي يخفيها محور المقاومة لمواجهة العربدة الإسرائيلية في الضفة وسوريا؟ (2)

 ميخائيل عوض/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

 

 

من يفيدنا ويسهم بحل الالغاز؟

الرجاء الا تمطرونا بتنظيرات ومبررات استراتيجية الصبر الاستراتيجي والبصيرة الثاقبة ومشتقاتها .. بحق السماء .  فقد سمعناها وهضمناها واتخمنا من تكرارها…..فماذا بعد؟

ونستحلفكم الا تقولوا لنا بانتظار مراكمة السلاح وتطويره فقد حسم القضية واجابكم فارس القدس وشهيد المقاومة الجنرال قاسم سليماني وقال: الحرب لا يحسمها السلاح بل الرجال وعقيدتهم وذكائهم وقدراتهم على الفعل.
الا نجد في كلام سليماني ما يشفي الصدور؟؟ الا تمثل لنا منهجا وحافزا لنعود إلى الجذور فنسعى معا إلى حل الألغاز، واكتشاف السر في إن.
يصنع النصر الرجال لا السلاح هكذا كانت دروس وعظمة المقاومة الإسلامية اللبنانية فقد قاتلت ببقايا سلاح منظمة التحرير والأحزاب واشتقت الانتصارات الاعجازية.
وتصنع المقاومة انتصاراتها الكبيرة والاعجازية من مراكمة الانتصارات الصغيرة في المعارك بين الحروب لا في الحروب الجبهية والنظامية المباشرة، ولا في مبارزة سباق التسلح ونوعيات السلاح وتلك أهم قواعد حروب المقاومات وأسباب الانتصارات في كل التجارب الثورية والمقاومات.
وتخسر المقاومات والانصار الحروب عندما يتحولون إلى الانتظارية والدفاعية ويهدون عدوهم أفضل ما في عقولهم واستراتيجياتهم بتمكينه من أن يقود هو المعارك بين الحروب.
ويتركون له ما ابدعه القائد التاريخي المؤسس للمقاومة حافظ الأسد الذي اتقن وأذهل العالم باستراتيجية اللعب على الحافة، فلماذا تغدو استراتيجية إسرائيلية؟؟
السنا في هذه الحال؟ وهل يخفي الغربال نور الشمس؟

لنكف عن البحث عن ذرائع وعن تبريرات

 

العدو ذكي ومبادر وصاحب تجربة وباع وقدرته على المناورة كبيرة وكذلك الاستفادة من الدروس وتكرارها فما فعله مع منظمة التحرير في لبنان من خديعة الهدن والوسطاء والوعود الفارغة يفعله مع حماس والفصائل في غزة وفي صنعاء ويغرينا ويستدرجنا لنفعله في لبنان وفي سوريا وايران.

وبالقدر الذي يعمل الزمن لصالح الشعوب والمقاومات يعمل أيضاً لصالح من يجيد الاستثمار بالزمن، وهذا ما تفعله إسرائيل وأمريكا واحلافها فالزمن ليس فاعلا واعيا بذاته ولا هو منحاز لجهة، بالقدر الذي يوفر بيئات وشروط للفعل لمن يقرر ان يكون فاعلا لا مفعولا به.
هنا مكمن الأسرار، ومسرح أعمال ومبادرة الأشرار فماذا يجب ان يفعل الأخيار؟؟
الاخيار والعقلاء يدرسون تجاربهم ويستفيدون منها ومن خلاصاتها ويتفحصون تجارب الاخرين ويتقنون فنونها ونتائجها، ويستمرون في البحث والعمل ويتقدمون دوما إلى الأمام يعرفون أن الثورة والمقاومة كالراكب على الدراجة الهوائية لا يستطيع الوقوف والثبات في المكان او العودة الى الوراء ومحكوم دوما بالتقدم إلى الأمام وان بسرعات مختلفة.
التقدم إلى الأمام هو مفتاح الحل وسبر الأسرار وكسر الحلقة المفرغة ومغادرة حالة المراوحة بالمكان.

 

تتقدم بالقتال من الحركة ورفض الانتظارية والتحول إلى الهجومية مادامت استراتيجية الدفاع قد حققت مقاصدها ومبتغاها فكثيرا من الدفاعية كالقليل منها والمثل قال؛ الكثير خي الناقص.

وفي تجربتنا ولحماية الضفة وثوراها وتأمين الأُسودٌ وأبطال جنين وطول كرم، ولرفع الحيف عن سوريا وتمكينها من النهوض وكسر حرب التجويع والحصار لابد من إعادة تفعيل استراتيجية وتكتيكات المعارك بين الحروب، واللعب على الحافة، مادامت إسرائيل بحسب كل التصريحات والتنظيرات والخطابات أعجز من أن تذهب إلى الحرب خاصة مع لبنان والمقاومة الإسلامية وتستمر اصبع السيد نصرالله تفعل فعل الحرب في إسرائيل ونخبتها وجمهورها.. فاستعادة المبادرة والمبادأة والأمور ايسر وأسهل الطرق لتسريع تغيير المعادلات، ولا تكلف كثيراً ولا تستوجب حرب واسعة أو تستدعي حرب يوم القيامة وان استدعتها فسيكون مثالها ونتائجها كحرب تموز ٢٠٠٦ التي استعجلتها قبل حينها الذي أعدت له إسرائيل المقاومة عندما حققت وعدها وأسرت جندبين إسرائيليين في عملية خاطفة كانت كمعركة بين الحروب.

قال السيد حسن نصرالله: ” لو كنا نعلم أنها ستؤدي إلى الحرب لما فعلناها” هكذا هي الأمور فالواقع وحاجاته أصدق أنباء من الكتب، وتجربة حرب تموز خير مصداق لما قاله الإمام علي، إن هبت شيئا فقع فيه.
تستطيع المقاومة وفصائلها إنتزاع المبادرة، وليس بالضرورة ان عملياتها ومعاركها بين الحروب ستؤدي إلى الحرب حكما ولو أدت فيتحقق وعد السيد حسن نصرالله مُنذ سنوات عندما قال: قد تقع الحرب وان وقعت سنحولها من تحدي إلى تحرير القدس.

وأكدها أول أمس بلقائنا في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين وأكد بحزم أننا سنصلي في القدس وان الحرب الكبرى آتية وربما قريباً وأن محور المقاومة على جاهزيته وقد انجز الكثير استعداداً لحرب تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.

تجربة غزة ومسيرات لبنان

 

لماذا تخاف غزة من الحرب مادامت على القدرة التي يتحدث بها القادة وقادة الأذرع العسكرية فقد خاضت وأنتصرت في حرب سيف القدس وجولة وحدة الساحات.

في تجربة غزة المحاصرة ابتدع الشعب التظاهرات الأسبوعية على الشريط الشائك والاشغال بالصدور ومن ثم بالونات وطائرات ورقية حارقة وفرضت على إسرائيل أن تحرك الوسطاء وأمنت غزة بملايين الدولارات من قطر وعن طريقها ومن معابرها وفتحت فرص لتشغيل العمالة الفلسطينية وفرضت على الإمارات ومصر دفع ٥٠٠ مليون دولار لإعادة أعمار غزة.

هل تذكرون؟؟ وما المانع من تفعيل هذه الوسائط والوسائل؟ ولماذا تخاف غزة من الحرب مادامت على القدرة التي يتحدث بها القادة وقادة الأذرع العسكرية فقد خاضت وأنتصرت في حرب سيف القدس وجولة وحدة الساحات.

وفي لبنان طائرات مسيرة من أجيال بدائية ومتخلفة ورخيصة جداً بالمقارنة مع ما صار عليه إنتاجها، تلك المسيرات الزمت إسرائيل والمفاوض اللبناني والوسيط الإسرائيلي الأمريكي بالخضوع وإهداء المقاومة نصر عظيم كما وصفه السيد حسن نصرالله في الترسيم البحري.

فلماذا لا تناور المقاومة يوميا بطائرات مسيرة من تلك الأجيال تربك إسرائيل وتجعل المستوطنين في حالة قلق وهلع تستعجل رحيلهم أو الضغط على “حكومة نتنياهو” لوقف التعديات على القدس والمقدسيين وعلى كتيبة جنين وعرين الأسود في نابلس .

جعبة المقاومة

 

نحن لا نصدق أن جعبة المقاومة وتجربتها وخبراتها وعقولها قد ترهلت ولم تعد قادرة على ابتداع انواع واشكال من الاعمال والعمليات تستنزف وتشغل وتربك إسرائيل وتشتت قدراتها لتحمي أبطال الضفة وفلسطين الـ ٤٨ ولا تؤدي بالضرورة إلى حرب، ولو أدت إلى الحرب… الم يقلها الامام علي عليه السلام، ان هبت شيئا فقع فيه…!!؟؟؟

وفي التجربة السورية هل تذكرون الصاروخ من الدفاع الجوي طراز سام ٢ الذي أنفجر في سماء مفاعل ديمونا وكم خلق من حالة ارباك وتساؤلات وضغوط على الحكومة الاسرائيلية، وكم من تلك الاجيال من الصواريخ والقذائف التي تقادمت ولم تعد تجدي نفعا في الجو وقد تكون جدواها نوعية في الانفجارات فوق المدن والمستوطنات حتى لو لم تقتل وتدمر فمجرد انفجارها في الاجواء تدب الذعر بالصهاينة ونخبهم ومستوطنيهم.
وماذا عن الكورنيت في غزة وعلى حدودها، وعن الغواصين، وعن العبوات في الجولان ومزارع شبعا والنقب؟ وماذا عن الفدائيين والطائرات الشراعية والزوارق المطاطية التي كانت أسلحة ونفذت عبرها عمليات نوعية فجرت انتفاضات في فلسطين…؟ وماذا عن تكثيف استهداف القواعد والقوافل الأمريكية شرق الفرات وفي التنف، والعراق؟  ومتى يتحول وعد السيد حسن نصرالله بإعادة الجنود الأمريكيين الذي جاؤوا عاموديا يعودون أفقيا بالصناديق، وماذا وماذا؟؟.
بالله عليكم وبحق السماء لا تمطرونا بتنظيرات ولا تسترسلوا في تسويق ما في مخيلاتكم وعلى ألسنتكم من ذرائع وحجج ظاهرها ثوري وعظيم وباطنها محبط ويائس..
كمثل ما نسمعه من قول وذرائع، أن تحرير فلسطين طوع يد المحور وساعة يقرر، اما تأخير المهمة لسنوات ففيه خير لتلافي ما قد يقع من صراعات وحروب على من سيحكمها وفي أي بيئة وجغرافيا ونظم، وان في التأخير خير حتى تنضج الظروف والشروط والتوازنات.
هذه حجج وذرائع وتهويمات أكل الدهر عليها وشرب وقد حسمتها التجارب والشعوب واختصرتها بالتحذير القاطع من الاختلاف على جلد الدب قبل اصطياده.

فليس من الحكمة ولا من العلم ان نختلف على ما قد يكون ويصير ونفترض ونتصارع قبل ان يكون فيقضي الله امرا كان مفعولا فلكل زمن دولة ورجال،  والامور تحل نفسها وتناقضاتها بعناصرها” وقت يجي الصبي منصلي على النبي” فمن سيحرر سيحكم وهذا منطق الاحداث والتطورات وحقائق الازمنة والتواريخ.
فلتحرر فلسطين وليشطب الكيان ولكل حادث عندها حديث.
وعلى ما تقدم فلدى محور المقاومة ما يفعله لحماية الضفة وشعبها ولإسناد ثورة جنين ونابلس وطول كرم وحيفا ويافا والنقب والجليل، وان فعلها يعمق ازمة اسرائيل، ويستعجل زوالها وربما بحرب يوم القيامة الموعود… فماذا يستطيع؟؟

يتبع ،،

 

*كاتب ومحلل لبناني

 

 

قد يعجبك ايضا