تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية
في العام (2001) استعانت الولايات المتحدة بتحالف مكون من كبريات دول العالم لغزو افغانستان، لم تكن افغانستان تمتلك اي امكانات عسكرية تحتاج لذلك التحالف الضخم.
لكن واشنطن تعلم أن التكلفة الباهضة للحرب على أي دولة مهما كانت ضعيفة لا تتحملها الخزينة الأمريكية لوحدها ، لكن الأمريكيين حجبوا هذه المعلومة المهمة عن (السعوديين – الاماراتيين) بغرض السير بمخطط الحرب على اليمن واحتلال أرضه.
في يونيو 2016 بعد ان اخفقت موجات التحالف في احتلال مناطق في ذباب على الساحل الغربي ، وفي نهم وصرواح، حينها ظهر المحلل العسكري الأردني فايز الدويري على القنوات التابعة للتحالف ، وتحدث بشكل واضح عن عجز التحالف بإعتباره( سعودي امارتي) على خوض معارك ضد اليمن ، نظراً للتكاليف الضخمة التي تتطلبها الحرب على اليمن والتي قال الدويري انها لا تتوافر للسعودية والامارات.
سحر الدعاية الأمريكية يطمس الحقيقة
اليوم يمكن استعادة كلام المحلل العسكري الأردني ووضعه في السياق الصحيح ، بعد أن تكشفت الحقائق على مدى أكثر من ثلاثة اعوام ، و أن الايادي التي استعملتها واشنطن اضعف من أن تحقق الهدف المطلوب في احتلال اليمن، وأن الوضع العسكري يتطلب تدخل واشنطن بشكل مباشر للوصول إلى الأهداف المرسومة باحتلال الساحل الغربي لليمن والسيطرة على باب المندب والجزر اليمنية في البحر الاحمر والبحر العربي.
كلام كثير قاله خبراء ومحللون عسكريون حول استحالة أن يتمكن تحالف عربي بقيادة “السعودية” في الانتصار على اليمن ، وان الحرب على اليمن تحتاج إلى امكانيات ضخمة ستجبر الراعي الامريكي البريطاني على التواجد بشكل سافر على الأرض في الحرب على اليمن.
وابرز ما قيل في هذا الخصوص هو ما تحدث عنه الصحفي والخبير المصري الراحل ( محمد حسنين هيكل) والذي حذر السعودية منذ اليوم الأول لإنطلاق ما سمي “عاصفة الحزم” من التورط في حرب اليمن ، وأن الأهداف المرسومة لهذه الحرب تمثل تهديداً للأمن القومي العربي نظراً للمطامع الامريكية المعلقة على هذه الحرب , وأن السعودية ستدفع ثمناً باهظاً سينتهي بتمزيق المملكة السعودية نفسها نتيجة للحرب على اليمن.
تحذيرات الخبراء تذهب ادراج الرياح
ورغم أن الصحفي الراحل هيكل لم يكن (حوثياً) إلا أن كلامه الذي كان يترجم لكل لغات العالم وتأخذه الحكومات والشعوب في مختلف انحاء العالم على محمل الجد ، لم يجد أذناً صاغية في الدول التي حملت على عاتقها مسئولية تمويل وشن هذه الحرب نيابة عن الولايات المتحدة .
وقد تمكنت الالة الاعلامية الضخمة التابعة للتحالف من تفريغ كلام “هيكل” في الهواء ، فقد استمرت وسائل الاعلام التابعة للتحالف في عمليات التشويش على الرأي العام في اليمن والعالم، وممارسة التعتيم على الدور الأمريكي واهدافه في احتلال الساحل الغربي لليمن من اجل السيطرة على باب المندب و التحكم بطرق التجارة الدولية عبر البحر الأحمر.
ومع أن القوات الأمريكية اعلنت بكل صراحة تدخلها في العمليات العسكرية ، إلا أن هناك من لا يزال يجادل حول براءة الولايات المتحدة من دم اليمنيين ، واحتلال ارضهم ، متخذاَ من بيانات الخداع الصادرة عن الخارجية الأمريكية حجة للدفاع عن الدور الأمريكي المفضوح في الحرب، ويعتمد البعض على حالة هياج صنعها إعلام الولايات المتحدة للمشاركة والتحريض في إحتلال بلاده.
شواهد من التاريخ الحي عن مصير العملاء
لكن شواهد التاريخ الحديث لاتزال تنبض بالحياة ، وبامكان من يستميتون دفاعاً عن المحتل أن يرجعوا إليها ، من خلال التساؤل عن مصير العملاء الذين دخلوا على متن الدبابات الأمريكية لإحتلال العراق، واين اصبح ” احمد الجلبي ” فارس تنظير الغزو الأمريكي على بلاده الغارقة حتى اليوم بويلات الغزو الأمريكي ، واين مصير “تحالف الشمال ” الأفغاني بعد أن حمل جنود الاحتلال الامريكي إلى افغانستان .