تحليل/عزات جمال/وكالة الصحافة اليمنية//
نفذت سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أمس الاثنين، مناورة مفاجأة في قطاع غزة وقد أطلقت عليها اسم “مناورة الوفاء لضفة الثوار” وقد أعلن الناطق العسكري باسم السرايا “أبو حمزة” مع انتهاء المناورة، بأنها تأتي في سياق رفع الجهوزية القتالية من خلال تنفيذ عدد من التمارين العسكرية لوحدات السرايا المختلفة
كما أنها تأتي رسالة دعم وإسناد لكل المجاهدين في الضفة الذين ساروا في طريق الجهاد، وفرضوا معادلة اشتباك باتت تتصاعد في مدن ومخيمات الضفة، على الرغم من كل إجراءات الاحتلال الهادفة لإنهاء المقاومة الفلسطينية.
تأتي مناورة الوفاء لضفة الثوار في ظل تصاعد الأحداث الميدانية وقبيل استحقاقات وطنية مهمة، لتزيد من أهمية الرسائل العسكرية التي ترسلها فصائل المقاومة بالنيران، فالضفة تشتعل غضبا من جرائم ومجازر الاحتلال المتكررة التي قتل فيها ما يزيد على 70 فلسطيني منذ بداية العام الحالي.
كما أن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك يتعرضان لأوسع وأبشع هجمة فاشية من المستوطنين في تاريخهما، والخطر الحقيقي يتهدد المسجد الأقصى في ظل نية الاحتلال تنفيذ اعتداء واسع عليه بعد أيام قليلة في “عيد الفصح اليهودي” إضافة لسعي الاحتلال الحثيث لهدم آلاف المنازل في مدينة القدس والضفة في ظل شرعنة الاستيطان.
إضافة لتوجه الأسرى نحو مواجهة مفتوحة ومتصاعدة مع قوات الاحتلال ستعم السجون مع بداية شهر رمضان، بسبب العقوبات المفروضة حديثا عليهم في السجون، في ظل سعي حكومة الاحتلال سن مزيد من القوانين الهادفة للتنكيل بهم، ولعل قانون إعدام الأسرى هو ذروة هذه القوانين.
كل ذلك وغيره من أشكال العدوان على شعبنا الفلسطيني يدفع المقاومة لرفع جهوزيتها القتالية، والاستعداد للتعامل مع كل الأحداث القادمة، خاصة وأن عدوان الاحتلال متدحرج ومتصاعد وهو يستهدف وجودنا الفلسطيني، وقضايانا المركزية مثل المقاومة والأقصى والأسرى ومصادرة الأرض
كما أن المناورات تأتي في سياق إيصال رسائل في عدة اتجاهات، سواء لحاضنة المقاومة بالدعم والإسناد، أو للاحتلال بالجهوزية العالية لإدخال مستوطنيه في دائرة العقاب إذا ما تغول على شعبنا وأسرانا ومقدساتنا.
شعبنا المعطاء والمقاوم لا يمكن أن يتراجع أمام عدوان الاحتلال، ومقاومتنا لا تسمح بالاستفراد بالضفة أو الأسرى أو الأقصى، فهي وجدت للدفاع عنهم ورد العدوان، فتوجه المقاومة المعلن هو تصعيد أشكال المواجهة مع الاحتلال وحكومته الفاشية في كل الوطن المحتل، وهو الخيار الوحيد القادر على مواجهة غطرسة الاحتلال وهزيمته وإفشال مشاريعه.
كاتب فلسطيني- قطاع غزة