ركز تحليل نشره موقع “أوراسيا ريفيو” وكتبه المحلل والباحث بمعهد الشرق الأوسط التابع لجامعة سنغافورة “جيمس دورسي” ، على تداعيات الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، بوساطة صينية، على التحالفات الحساسة في الشرق الأوسط، لاسيما ملفي تطبيع العلاقات بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وملف الانقسام بين السعودية والإمارات.
وقال دورسي، في تحليله، إن الصفقة السعودية الإيرانية وتموضع الصين بها يشير إلى تحولات نموذجية في دبلوماسية الشرق الأوسط.
ولفت إلى الأنباء التي تؤكد اقتراب تطبيع العلاقات بين البحرين وإيران، عقب الاتفاق بين الرياض وطهران، مضيفا أن مصر والأردن والمغرب قد تكون المحطة الثالثة في ملف التقارب مع إيران.
ويشير التحليل إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني الأخير يبرز نهجا جديدا في المنطقة يتمثل في إخفاء الدول لأنيابها وتجميد الخلافات، ما قد يشكل ضربة لآمال تكوين جبهة سعودية إماراتية إسرائيلية ضد إيران.
التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي
في الوقت نفسه، يبدو أن الاتفاق قد وضع “مفتاح ربط” في المناورات الجيوسياسية من قبل إسرائيل ومختلف الدول العربية، بما في ذلك السعودية، كما أنه قد يثير انقسامات جديدة ويثير غضب الانقسامات الموجودة، حسب قول دورسي.
ويطالب الكاتب بتوسيع النظرة فيما يخص آثار الاتفاق بين الرياض وطهران على ملف التطبيع الخليجي مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكان لافتا أن مسؤول الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، والذي تفاوض على الصفقة مع السعودية في بكين، كان في الإمارات، هذا الأسبوع، للقاء رئيسها الشيخ محمد بن زايد.
ولطالما كانت الإمارات في صدارة الدول المتقاربة مع إيران خلال الفترة الأخيرة.
ويقول الكاتب إن التحركات السعودية والإماراتية دفعت إفرايم هاليفي، الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، إلى التساؤل بصوت عالٍ عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أيضًا أن تتواصل مع إيران.
وقال هاليفي، في مقال في صحيفة “هآرتس” العبرية: “يجب أن تكون هذه هي اللحظة المناسبة لإسرائيل لتحليل الوضع، ومن بين أمور أخرى، لتحديد ما إذا كانت هذه هي اللحظة المناسبة لإطلاق تحقيق إيجابي دقيق للغاية في اتجاه طهران”.
الانقسام السعودي الإماراتي
وينتقل الكاتب لفكرة أخرى، حيث يشير إلى أن التقارب السعودي الإيراني قد أدى، على ما يبدو، إلى زيادة حدة الانقسام الناشئ بين السعودية والإمارات، الحليفتان اللتان أصبحتا بشكل متزايد منافسين اقتصاديين وسياسيين.
ولفت إلى توجه الإمارات الأخير بتسريع تطبيع العلاقات مع قطر، والذي كان يسير بوتيرة بطيئة منذ اتفاق المصالحة الخليجية في العلا أوائل 2021، حيث سحبت أبوظبي محاولتها لاستضافة اجتماع 2026 للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وقالت إنها ستدعم قطر كمضيف محتمل بدلاً من ذلك، ورفعت الحجب عن مواقع إعلامية قطرية بارزة.
في الوقت نفسه، يبدو أن السعودية تعيد بحذر إحياء العلاقات مع شخصيات ترتبط بجماعة “الإخوان المسلمين” بعد كانت الرياض قد صنفت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية مثل الإمارات.
ويستشهد الكاتب بدعوة قيادات بالجالية الإسلامية البريطانية، تحوم حولهم اتهامات بإقامة صلات بجماعة الإخوان المسلمين، في وقت سابق من هذا الشهر لحضور مؤتمر لمدة يومين في لندن استضافه “محمد العيسى” الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المقرب من ولي العهد السعودي.