المصدر الأول لاخبار اليمن

انحسار الهيمنة الامريكية يدخل خصوم واشنطن الشرق الأوسط

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

اعتبر تقرير نشرته صحيفة “الجارديان” أن إصرار الولايات المتحدة على عالم أحادي القطب تهيمن عليه بالكامل أفرز جهودا للمقاومة من قوى أخرى، مستفيدة من خطأ الممارسات الأمريكية منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، والتي كان من أبرزها غزو العراق في الشرق الأوسط، والذي كان كارثيا.

وتسائل التقرير عن الفرق بين الغزو الأمريكي للعراق و”غزو روسيا لأوكرانيا” والذي تعارضه الولايات المتحدة وتتحرك ضده.

واعتبر التقرير الذي كتبه محرر الشؤون الاجتماعية بالصحيفة رانديب راميش، أن الاتفاق السعودي الإيراني الأخير، بوساطة صينية، كان أحد تجليات نشوء قوى أخرى قادرة على موازنة بعض ملامح الدور الذي كانت تؤديه واشنطن في منطقة الشرق الأوسط.

ويقول الكاتب إن مفتاح قوة الولايات المتحدة كان هو قدرتها على الهيمنة على مناطق العالم الثلاثة الأكثر أهمية بالنسبة لها لأسباب أمنية واقتصادية: أوروبا الغربية وشرق آسيا والشرق الأوسط.

وهم الهيمنة

واعتمدت القوة الأمريكية على منع ظهور منافس مهيمن على اليابسة الأوراسية أو قوة واحدة في الخليج تسيطر على غالبية احتياطيات النفط في العالم. ومع ذلك، فإن التحالفات الناشئة في الوقت الحاضر يمكن أن تؤدي إلى هذه النتائج.

ويشير التاريخ إلى أنه عندما تصبح قوة عظمى قوية للغاية، فإنها تبدأ في مواجهة جهود الموازنة المضادة للقوى الكبرى الأخرى.

ويضيف أن الولايات المتحدة تتصور أن عالما متعدد الأقطاب ومتنوعا أيديولوجيًا هو لحظة خطر كبير، ويذهب منطقها هنا إلى أنه كلما زاد عدد القوى العظمى، زاد عدد المنافسات وزادت فرصة اندلاع الحروب.

لكن يمكن أن يكون العكس صحيحًا أيضًا، فمع ظهور قوى مثل تركيا والهند التي تعمل على تجنب الانحياز لأحد الأطراف في النزاعات، قد تجد الدول التي تحررت من سياسة أمريكا فرصة لإشراك القوى الصاعدة، والتي كانت منخرطة في شبكة من القواعد المصممة لمنفعة واشنطن، في شبكات أخرى تتضمن شروطًا أفضل.

ويبرز اتفاق هذا الشهر لاستعادة العلاقات بين السعودية وإيران، الذي تفاوضت عليه الصين، جانبا مهما مما سبق، ويبرز تغير ديناميات التنافس الصيني الأمريكي المتسارع.

أخطاء الولايات المتحدة

ويرى الكاتب أن استراتيجية الولايات المتحدة التي ركزت منذ السبعينات على إبقاء موسكو خارج الشرق الأوسط، فعلت العكس تماما بالغزو الكارثي للعراق، والذي مثل أساسا مريحا لقوى أخرى لدخول المنطقة.

فبحلول عام 2016 ، كانت هناك شراكة نفطية سعودية روسية، ودعم روسي للنظام الإيراني ووجود عسكري روسي في سوريا.

وفي ذلك العام، كان لدى الولايات المتحدة خيار انتخاب مرشح لمواجهة الصين، دونالد ترامب، أو مرشح مواجهة روسيا، هيلاري كلينتون، لكن البلاد يقودها الآن، جو بايدن، والذي، على ما يبدو، لا يمانع في مواجهة كلا الخصمين العملاقين في وقت واحد على أساس الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون آمنة إلا في عالم من الدول ذات التفكير المماثل لها.

ويقول الكاتب إن “الخاصية المانوية” للسياسة الخارجية الأمريكية التي تم التعبير عنها بوضوح في خطاب بوش لم تختف (المانوية: تقوم على معتقد يرى أن العالم مركب من أصلين قديمين أحدهما النور والآخر الظلمة ولا يوجد أشياء في المنتصف، وفي التطبيق العملي السياسي قد يتم إسقاطها على مقولة: إن لم تكن معي فأنت ضدي).

وقال الكاتب إن الولايات المتحدة كانت مستعدة لتجاهل تحذيرات حلفائها القدامى، مثل فرنسا وألمانيا، بينما كانت تمضي لقصف العراق بعنف بمبررات واهية، فماذا حدث بعد غزوها للعراق؟

ويجيب: لقد قُتل مئات الآلاف من المدنيين، وزاد النظام السياسي الذي زرعته واشنطن في العراق من حدة الانقسامات وجعلها عمليا غير قابلة للحكم.

وبينما تدفق النفط العراقي إلى الأسواق العالمية، تم اختلاس حوالي 150 مليار دولار عن طريق الفساد.

ورغم أنه لا يزال هناك عدد رمزي من القوات الأمريكية لإبقاء تنظيم “الدولة” في مأزق، لكن القوة الحقيقية في بغداد تمر الآن عبر طهران، حيث تتمتع المكونات المتحالفة مع إيران بصوت مرجح في السياسة العراقية.

وعلى خلفية الربيع العربي عام 2011، أعاد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما قواته للعمل في ليبيا، دون أي اهتمام بالاعتراضات الألمانية في مجلس الأمن، في مهمة انجرفت إلى هدف غير معلن يتمثل في تغيير النظام وبدء حرب أهلية دموية.

وجاء الانسحاب الأمريكي الفاشل من أفغانستان في عام 2021 بشكل مفاجئ ليشكل صدمة لحلفائها هناك، ومن أبرزها بريطانيا، التي عانت من ثاني أعلى خسائر بين الدول الغربية في الحرب ضد “طالبان”.

أما فيما يتعلق بالحكمة من السماح للمسلحين باجتياح كابل، فقد اعتبرت واشنطن وجهة نظر لندن غير ذات صلة.

الحرب في أوكرانيا.. خدمة الذات

وحتى في مقاربتها للتعامل مع العملية الروسية في أوكرانيا، يقول الكاتب إن واشنطن تحركت من أجل مصالحها الخاصة فقط، حيث حققت بالفعل 3 أهداف من هذا التحرك ضد روسيا، الأول هو جعل فلاديمير بوتين منبوذا في عيون أوروبا، والثاني تشريد مكانة روسيا كأفضل مورد للغاز إلى أوروبا، وبالتالي تحرير القوى الكبيرة لحلف الناتو من اعتماد الطاقة على موسكو، وثالثا إبعاد ألمانيا، وهي القوة الصناعية التي تحرك منطقة اليورو، عن الاعتماد على الغاز الروسي  عبر البلطيق.

ويخلص الكاتب إلى أن غزو أوكرانيا أحيا تضامن الغرب، لكن على واشنطن التوقف عن التظاهر بأن انتصارها العالمي في سباق الهيمنة بات في متناول يدها مرة أخرى.

قد يعجبك ايضا